in

الكوهوش الأسود : الفوائد الصحية والجرعة والآثار الجانبية

الكوهوش الأسود عبارة عن نبات مزهر موطنه الأصلي في أمريكا الشمالية، واسمه العلمي Actaea racemosa و Cimicifuga racemosa، كما يطلق عليه أحيانًا قاتل البق (1).

ويحتوي المكمل الصحي الشائع للمرأة Remifemin على كوهوش أسود كمكون نشط. وكانت الأزهار والجذور شائعة الاستخدام في الطب الأمريكي الأصلي التقليدي، وهي اليوم مكمل صحي شهير للنساء يُزعم أنه يساعد في علاج أعراض انقطاع الطمث والخصوبة والتوازن الهرموني.

وقد يكون فعالًا لأنه يعمل كإستروجين نباتي، يحاكي عمل هرمون الاستروجين. إلا أن هناك بعض الجدل حول ما إذا كان من الممكن تصنيف الكوهوش الأسود كإستروجين نباتي حقيقي (2، 3).

وعلى كل حال، يبدو أن الكوهوش الأسود مفيد لتخفيف أعراض انقطاع الطمث. ولا توجد أدلة على استخداماته الأخرى.

#1 الفوائد الصحية والاستخدامات:

يحتوي الكوهوش الأسود على عدد من الفوائد المحتملة، التي يتعلق معظمها بصحة المرأة أو التوازن الهرموني. وباستثناء أعراض انقطاع الطمث هناك القليل من الأدلة لدعم استخدامه لأي من الحالات الأخرى.

  • انقطاع الطمث وأعراضه:

التخفيف من أعراض انقطاع الطمث هو السبب في استخدام معظم الناس الكوهوش الأسود، وهو أحد الاستخدامات التي تدعمها أكثر الأدلة إقناعاً.

ففي إحدى الدراسات التي أجريت على 80 امرأة بعد انقطاع الطمث والذين عانوا من الهبات الساخنة، كانت الهبات الساخنة لدى الذين تناولوا 20 ملليجرام من مكمل الكوهوش الأسود يوميًا لمدة 8 أسابيع، أقل تكراراً وحدة عما كانت عليه قبل أن يبدأوا المكمل (5،4).

  • الخصوبة:

لايوجد الكثير من الأدلة لدعم الادعاءات الشائعة بأن الكوهوش الأسود يمكن أن يحسّن الخصوبة أو يساعد على الحمل. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أنه قد يحسّن فعالية دواء الخصوبة Clomid (سترات الكلوميفين) في الأشخاص الذين يعانون من العقم، مما يزيد من فرص الحمل (6، 7، 8).

  • صحة المرأة:

يُستخدم الكوهوش الأسود أيضًا لعدد من الأغراض الأخرى المتعلقة بصحة المرأة. إلا إن الأدلة التي تدعم هذه الفوائد ليست قوية مثل الأدلة التي تدعم فوائده لانقطاع الطمث والخصوبة.

ومن الأسباب التي قد تجعل النساء يستخدمون الكوهوش الأسود لدعم التوازن الهرموني:

متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS): قد يزيد مكمل الكوهوش الأسود من احتمالية الحمل للمصابات بمتلازمة تكيس المبايض. كما قد يساعد أيضًا في تنظيم الدورية الشهرية لهن (9).

الأورام الليفية: وجدت دراسة لمدة 3 أشهر على 244 امرأة بعد انقطاع الطمث أن 40 ملليجرام من مكملات الكوهوش الأسود يوميا، قد تقلل من حجم الأورام الليفية الرحمية بنسبة تصل إلى 30 ٪ (10).

متلازمة ما قبل الحيض (PMS) واضطراب ما قبل الطمث (PMDD): على الرغم من بعض الادعاءات بأن الكوهوش الأسود يمكن أن يساعد في PMS أو PMDD، فلا يوجد دليل قوي لدعم ذلك.

تنظيم الدورة الشهرية: قد يساعد الكوهوش الأسود في تنظيم الدورة الشهرية لدى المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أو اللاتي يتلقين علاجات الخصوبة.

  • السرطان:

يحتوي الكوهوش الأسود على بعض الإستروجين النشط المحتمل، مما يعني أنه يعمل مثل هرمون الاستروجين، والذي قد يؤدي إلى تفاقم سرطان الثدي أو زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. 

ومع ذلك، تظهر معظم الدراسات أن الكوهوش الأسود لا يؤثر على خطر الإصابة بسرطان الثدي. وفي دراستين بشريتين، ارتبط تناول الكوهوش الأسود بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي.

  • الصحة العقلية:

قد يكون للكوهوش الأسود بعض الآثار المفيدة على الصحة العقلية، وخاصة في النساء بعد انقطاع الطمث. 

حيث وجد الباحثون أن مكمل الكوهوش الأسود لم يكن له تأثير على القلق، ولكنه مرتبط بتحسينات كبيرة في الأعراض النفسية.

  • النوم:

على الرغم من قلة الأدلة على تأثير الكوهوش الأسود على تحسين النوم، فقد يساعد في تقليل الأعراض التي تسبب اضطرابات في النوم لدى النساء بعد انقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة.

ومع ذلك، وجدت دراسة صغيرة على 42 امرأة بعد انقطاع الطمث أن مكملات الكوهوش الأسود يبدو أنها تحسّن مدة النوم وجودته.

وأشارت دراسة أخرى إلى أن مزيجًا من الكوهوش الأسود وبعض المركبات الأخرى، ساعد في تحسين الهبات الساخنة التي ارتبطت بالأرق والقلق. 

إلا أنه لايمكن الجزم ما إذا كان الكوهوش الأسود أو أحد المكونات الأخرى هو المركب المفيد في هذا الخليط.

  • فقدان الوزن:

قد تكون النساء بعد انقطاع الطمث في خطر متزايد من زيادة الوزن غير المرغوب فيه، حيث تنخفض مستويات هرمون الاستروجين بشكل طبيعي. 

ونظرًا لأن الكوهوش الأسود قد يُظهر تأثيرات استروجين، فقد يكون له تأثير مفيد صغير في إدارة الوزن لدى النساء بعد انقطاع الطمث.

#2 الآثار الجانبية والاحتياطات

الكوهوش الأسود له بعض الآثار الجانبية المحتملة، لكنها عادة ما تكون خفيفة. وتشمل اضطراب الجهاز الهضمي والغثيان والطفح الجلدي والعدوى وآلام العضلات، وآلام الثدي أو تضخمه، ووجود دم أو النزيف خارج الدورة الشهرية.

كما تم ربط الكوهوش الأسود أيضًا ببعض الحالات الشديدة من تلف الكبد. لهذا يجب ألا يتم تناول الكوهوش الأسود للذين يعانون من مرض في الكبد أو تناول أي مكملات أو أدوية أخرى قد تضر بالكبد.

وكذلك لاحظت دراسة حديثة على الحيوانات أن الكوهوش الأسود بجرعات عالية مرتبط بتلف خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى فقر الدم.

ونظرًا لعدم دراسة الكوهوش الأسود بشكل مكثف حتى الآن، فقد تكون هناك بعض الآثار الجانبية التي لم تُعرف بعد على نطاق واسع. لذلك يجب استشارة مقدم الرعاية الصحية عند وجود أي مخاوف.

#3 الجرعة وكيفية التناول

الكوهوش الأسود متاح في شكل كبسولات أو مستخلص سائل أو في شكل شاي.

وتختلف توصيات الجرعة اختلافا كبيرا بين العلامات التجارية. وتبلغ الجرعة النموذجية من 20-120 ملليجرام من مستخلص أو مسحوق الكوهوش الأسود يوميًا.

وبالنسبة لأعراض انقطاع الطمث، يبدو أن تناول 20 ملليجرام على الأقل من الكوهوش الأسود يوميًا، يُعد فعال. 

ويدّعي بعض الصحيين أنه لا يجب تناول الكوهوش الأسود لمدة تزيد عن 6 أشهر إلى سنة، بسبب قدرته الطفيفة على التسبب في تلف الكبد، كما يجب اختيار مكملات الكوهوش الأسود التي تم اختبارها من قبل جهات خارجية للحصول على الجودة. 

وغالبًا ما تحتوي مكملات الكوهوش الأسود على خلطات عشبية أخرى، مثل:

  • نفل المروج - Red clover: يمكن تناول الكوهوش الأسود ونفل المروج معًا للمساعدة في إدارة أعراض انقطاع الطمث، ولكن لا يوجد دليل على فعاليتهم.

  • صويا ايزوفلافون: يحتوي مثل الكوهوش الأسود على إستروجين نباتي، والذي قد يساعد في تحسين المشاكل الهرمونية أو أعراض انقطاع الطمث، ولكن لا يوجد دليل يدعم هذه الآثار المحتملة.

  • نبتة العرن المثقوب (St. John’s wort): يبدو أن هذه النبتة بالاشتراك مع الكوهوش الأسود لها بعض الآثار المفيدة على أعراض انقطاع الطمث.

  • نبتة كف مريم (Chasteberry): تُباع مكملات كف مريم والكوهوش الأسود لتخفيف أعراض انقطاع الطمث، ولكن القليل من الأدلة تدعم فعاليتها.

  • حشيشة الملاك الصينية (Dong quai): يُزعم أن الكوهوش الأسود وحشيشة الملاك الصينية، يقللان من أعراض انقطاع الطمث وربما يتسببا في الولادة عند النساء الحوامل، ولكن لا يوجد دليل يدعم ذلك.

  • فيتامين ج: يوصى بتناول فيتامين ج جنبًا إلى جنب مع الكوهوش الأسود للمساعدة في حدوث الإجهاض أو خسارة الحمل في حالة الحمل غير المرغوب فيه. ولا يوجد دليل يدعم هذا الاستخدام.

#4 التوقف والانسحاب

لا يبدو أن هناك أي مضاعفات مرتبطة بوقف تناول الكوهوش الأسود فجأة، كما لا توجد أي أعراض انسحاب معروفة.

ونظرًا لأنه قد يؤثر على الهرمونات، فقد تتم مواجهة بعض التغييرات في الدورة الشهرية عند التوقف عن تناوله.

#5 الجرعة المفرطة

من غير المعروف ما إذا كان من الممكن تناول جرعة زائدة من الكوهوش الأسود. 

لكن لضمان السلامة وتقليل خطر تلف الكبد، يجب عدم تناول أكثر من الجرعة اليومية الموصى بها من مكمل الكوهوش الأسود، وشراء المكمل الذي تم اختباره من قبل منظمة خارجية والتأكد من المكونات على الملصق.

#6 التفاعلات الأدوية والعلاجات الأخرى

الكوهوش الأسود لديه القدرة على التفاعل مع الأدوية والعلاجات الأخرى. وفيما يلي تفاعلاته المعروفة:

  • العلاج بالهرمونات البديلة (HRT): قد يكون للكوهوش الأسود بعض التأثيرات على مستويات الهرمون - خاصة مستويات هرمون الاستروجين - والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات غير متوقعة عند إقرانها مع HRT.

  • حبوب منع الحمل: تتكون معظم حبوب منع الحمل من الإستروجين و / أو البروجسترون، لهذا فإن الكوهوش الأسود - الذي قد يؤثر على مستويات الهرمون - قد يتداخل مع تحديد النسل الهرموني.

كما قد يكون للكوهوش الأسود تفاعلات دوائية إضافية لم يتم تحديدها بعد. لذلك يجب استشارة مقدم الرعاية الصحية في حال تناول أيًا من الأدوية المذكورة أعلاه أو كانت هناك مخاوف بشأن الكوهوش الأسود.

بالإضافة إلى ذلك، ونظرًا لأن تلف الكبد يُعد أحد أكثر الآثار الجانبية الشديدة للكوهوش الأسود، يجب الحذر من تناول الكوهوش الأسود مع أي مكملات أو أدوية أخرى قد تتلف الكبد.

#7 التخزين والاستخدام

يجب الاحتفاظ بالكوهوش الأسود مغلق ويُخزن في درجة حرارة الغرفة. وعادةً، لا تنتهي صلاحية المكملات العشبية حتى سنتين بعد تصنيعها. ولكن وللحفاظ على السلامة، من الأفضل استخدام المكمل أو التخلص منه بحلول تاريخ انتهاء صلاحيته.

#8 الحمل والرضاعة

غالبًا ما تم استخدام الكوهوش الأسود لزيادة إنتاج حليب الثدي في الطب الأمريكي الأصلي التقليدي ومع ذلك، فإن القليل من الأدلة متوفر على أنه فعّال لهذا الغرض.

كما قد يزيد الكوهوش الأسود أيضًا من فرص الحمل للذين يخضعون لعلاجات الخصوبة، وقد يوصي مقدم الرعاية الصحية بإضافته إلى الروتين الغذائي.

وعلى الرغم من أن معظم الآثار الجانبية خفيفة، إلا أنه لا يُعرف إلا القليل عن آثار الكوهوش الأسود على النساء الحوامل والمرضعات والرضع.

لهذا، فمن الأفضل تجنبه أو إيقاف استخدامه عند حدوث الحمل أو أثناء الرضاعة الطبيعية.

#9 الاستخدام لفئات معينة

الكوهوش الأسود آمن لمعظم الأشخاص غير الحوامل أو المرضعات. وليست هناك حاجة لإعطاءه للأطفال. لأنه قد يؤثر على مستويات الهرمون، ويجب أن يعطى فقط للمراهقين بتوجيه من مقدم رعاية صحية مؤهل.

وعلى المصابين بأمراض الكلى توخي الحذر عند استخدام الكوهوش الأسود، حيث لا يُعرف سوى القليل عن قدرة الجسم على إفرازه عندما تتضرر الكلى.

بالإضافة إلى أن تلف الكبد هو أحد الآثار الجانبية الأكثر خطورة المحتملة، ويجب تجنب مكملات الكوهوش الأسود للذين لديهم مرض في الكبد.

#10 البدائل المحتملة

تتضمن بعض البدائل المحتملة للكوهوش الأسود، الكوهوش الأزرق و راوندبتيك راوند وزيت زهرة الربيع المسائية.

ولا يمت الكوهوش الأزرق للكوهوش الأسود بصلة، ولكنه أيضًا نبات مزهر في أمريكا الشمالية يستخدم لصحة المرأة. 

ومع ذلك، وكما هو الحال مع الكوهوش الأسود، هناك القليل من الأدلة التي تدعم استخدامه. وقد يكون له أيضًا بعض الآثار الجانبية الشديدة.

وراوندبتيك راوند يستخدم للعديد من نفس استخدامات الكوهوش الأسود، وهو العنصر النشط في مكمل أعراض انقطاع الطمث الشهير إستروفين. ويبدو أن له بعض الفوائد لعلاج هذه الأعراض.

ويحتوي زيت زهرة الربيع المسائية على تأثيرات مشابهة لتلك الموجودة في الكوهوش الأسود على الهبات الساخنة، لذلك قد يكون بديلاً واعدًا.

ما رأيك؟

Upvote Downvote

Total votes: 1

Upvotes: 1

Upvotes percentage: 100.000000%

Downvotes: 0

Downvotes percentage: 0.000000%

Written by Ahmad

اخصائي نظم تغذية و لياقة بدنية هدفي هو توفير التغذية الصحية و المفيدة و المساهمة في القضاء على السمنة و ما يترتب عليها من امراض.

[g1_socials_user user="5" icon_size="28" icon_color="text"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أطعمة ومشروبات يجب تجنبها أثناء الحمل

كل ما تريد معرفته عن ديتوكس الماء