in

لماذا تعتبر الخميرة الغذائية مفيدة للصحة ؟

الخميرة الغذائية هي منتج غذائي شهير يستخدم عادة في إعداد وطهي الأكلات والأطعمة النباتية.

وقد استحقت “الخميرة الغذائية أسمها  عن جدارة بفضل محتواها من البروتين والفيتامينات والمعادن والمواد المضادة للاكسدة.

وقد أظهرت الدراسات أنها توفر مجموعة كبيرة من الفوائد الصحية المحتملة ، والتي تتراوح ما بين تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم وحماية الجسم من أضرار الشوارد الحرة.

نشرح في هذا المقال ماهية الخميرة الغذائية ونستعرض فوائدها الصحية ، بالإضافة إلى بعض الطرق المبتكرة لاستخدامها وإضافتها إلى نظامك الغذائي.

#1 ما هي الخميرة الغذائية؟

الخميرة الغذائية هي نوع من الخميرة المعروفة باسم السكاروميسيس سيريفيسياي Saccharomyces cerevisiae ، وهى نفس نوع الخميرة المستخدم في إعداد الخبز وتخمير شراب البيرة.

وعلى الرغم من أن المخبوزات وشراب اليبرة والخمائر الغذائية مصنوعة من نفس النوع من الخميرة من الناحية التقنية ، إلا أنها منتجات مختلفة جداً (1).

- خميرة الخبز : يتم شراء خميرة الخبز نشطة وحية حتى تستخدم في تخمير الخبز. ويتم قتل بكتيريا الخميرة بالحرارة أثناء الطهي ، ولكنها تضيف قوام هش ونكهة الخميرة اللذيذة والمحببة إلى الخبز.

- خميرة البيرة : يمكن شراء خميرة البيرة حية ونشطة حتى تستخدم في صناعة البيرة. من الممكن تناول بقايا خلايا الخميرة الميتة من عملية التخمر كمكمل غذائي ولكن طعمها يكون مر جداً.

- الخميرة الغذائية : تحضر هذه الخميرة على وجه التحديد لاستخدامها كمنتج غذائي. يتم وقف نشاط خلايا الخميرة أثناء التصنيع فلا تصبح حية ونشطة في المنتج النهائي. يتم استخدامها في الطهي وتتمتع بمذاق شبيه بالجبن ونكهة جوزية لذيذة.

لإنتاج الخميرة الغذائية ، يتم تنمية الخلايا السكاروميسيس سيريفيسياي لعدة أيام فى بيئة مليئة بالسكر مثل دبس السكر.

يتم بعد ذلك إلغاء نشاط الخميرة بالحرارة و جمعها وغسلها وتجفيفها وتفتيتها وتعبئتها للتوزيع.

هناك نوعان من الخميرة الغذائية ، الخميرة المقواة و الخميرة غير المقواة.

- الخميرة غير المقواة : هذا النوع من الخميرة لا يحتوي على أي إضافات من الفيتامينات أو المعادن. فهو يحتوي فقط على الفيتامينات والمعادن التي تنتجها خلايا الخميرة بشكل طبيعي أثناء عملية نموها.

- الخميرة المقواة : يحتوي هذا النوع من الخميرة على الفيتامينات الاصطناعية التي يتم إضافتها أثناء عملية التصنيع لزيادة قيمة المحتوى الغذائي في الخميرة. إذا تم إضافة الفيتامينات إلى الخميرة يتم تضمينها  في قائمة المكونات.

تعد الخميرة الغذائية المدعمة من أكثر أنواع الخميرة شيوعاً وتوفراً للشراء.

يتم بيع الخميرة الغذائية في صورة رقائق أو حبيبات أو مسحوق ، ويمكن العثور عليها في قسم التوابل أو في عبوات كبيرة في متاجر الأغذية الصحية.

تعتبر الخميرة الغذائية من الأغذية المتعددة الاستخدامات ، والتى تتماشى  تقريباً مع أي نوع من أنواع الأنظمة الغذائية سواء كان حمية أو أسلوب لتناول الطعام.

كما أنها منخفضة بشكل طبيعي في نسبة الصوديوم والسعرات الحرارية بالاضافة إلى كونها خالية من الدهون ، خالية من السكر ، و نباتية خالية من الجلوتين.

الملخص :

ان الخميرة الغذائية من المنتجات الغذائية النباتية المنكهة بمذاق جبني جوزي لذيذ. وتأتي في نوعين : نوع مقوى بالفيتامينات والمعادن و نوع اَخر غير مقوى. يمكن العثور على الخميرة الغذائية في معظم متاجر الأغذية الصحية.

#2 الخميرة الغذائية مغذية جداً :

تعتبر الخميرة الغذائية مصدراً كبيراً للبروتين و فيتامينات (ب) ، بالإضافة إلى احتوائها على بعض المعادن.

تحتوي الخميرة الغذائية المقواة على فيتامينات (ب) أكثر من الأنواع الغير مقواة ، حيث يتم إضافة كميات إضافية من هذه الفيتامينات أثناء التصنيع.

وبالرغم من ذلك ، لا تزال الأصناف غير المقواة تحتوي على كمية معقولة من فيتامينات (ب) ، والتي تتشكل بشكل طبيعي في أثناء نمو الخميرة.

تشمل بعض الفوائد الغذائية الرئيسية لـ الخميرة الغذائية ما يلي :

- مصدر للبروتين الكامل : تحتوي الخميرة الغذائية على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة التي يتوجب على البشر الحصول عليها من الطعام. حيث تحتوي ملعقة كبيرة واحدة من الخميرة الغذائية على 2 جرام من البروتين ، مما يجعلها طريقة سهلة تمكن النباتيين من إضافة بروتين عالي الجودة إلى الوجبات (2)

- تحتوي على العديد من فيتامينات (ب) : تحتوي ملعقة كبيرة من الخميرة الغذائية على 30-180% من الجرعة الموصى بتناولها يومياً من فيتامينات (ب) . تعتبر أصناف الخميرة الغذائية المقواة غنية بشكل خاص بكل من : الثيامين والريبوفلافين والنياسين وفيتامين (ب6) وفيتامين (ب12).

- تحتوي على المعادن النادرة : تحتوي ملعقة واحدة من الخميرة الغذائية على 2-30%من الجرعة الموصى بتناولها يومياً من المعادن النادرة ، مثل : الزنك ، والسيلينيوم ، والمنجنيز ، و الموليبدينوم. تلعب المعادن النادرة دوراً مهماً في الجسم ، حيث تشارك في تنظيم الجينات ومعدل الأيض الغذائي والنمو والمناعة (3).

تختلف القيم الغذائية الدقيقة بين العلامات التجارية ، لذلك من الواجب قراءة التسميات على ملصق المكونات للعثور على النوع الذي يلبي احتياجاتك الغذائية.

إذا كنت تستخدم الخميرة الغذائية لإضافة المزيد من الفيتامينات والمعادن إلى نظامك الغذائي ، فابحث عن الأنواع المقواة التي تحتوي على كميات أكبر من العناصر الغذائية المضافة.

إذا كنت تستخدم الخميرة الغذائية لمجرد الاستمتاع بنكهتها ، فقد تكون أقل إكتراثاً بشأن كونها مقواة بالفيتامينات والمعادن أم لا.

الملخص :

تعد الخميرة الغذائية المقواة مصدراً جيداً وملائماً للنباتيين للحصول على البروتينات الكاملة و فيتامينات (ب) والمعادن النادرة اللازمة للحفاظ على الصحة.

#3 تساعد في تجنب نقص فيتامينات (ب12) لدى النباتيين :

يحتاج الجسم إلى فيتامين (ب12) من أجل الحفاظ على صحة الجهاز العصبي ، وإنتاج الحمض النووي ، والتمثيل الغذائي للطاقة وتكوين خلايا الدم الحمراء (4).

يتواجد  فيتامين (ب12) بشكل طبيعي في المنتجات الحيوانية ، لذلك يجب على النباتيين تناول المكملات الغذائية وإضافتها إلى نظامهم الغذائي لتجنب النقص الشديد في هذا الفيتامين الحيوي.

قد يكون تناول الخميرة الغذائية وسيلة فعالة وسهلة لتجنب نقص فيتامين (ب12) فى حالة إتباع نظام غذائي نباتي.

أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على 49 شخصاً نباتياً أن تناول ملعقة واحدة كبيرة من الخميرة الغذائية المقواة يومياً استعاد مستويات فيتامين (ب12) الطبيعية لدى أولئك الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين (5).

في هذه الدراسة ، احتوت الخميرة الغذائية على 5 ميكروجرام من فيتامين (ب12) لكل ملعقة كبيرة ، وهي كمية تزيد قليلاً عن ضعف الكمية الموصى بتناولها يومياً للأشخاص البالغين.

يجب على النباتيين البحث عن أنواع مقواة من الخميرة الغذائية ، وذلك لضمان توفر كميات كافية من فيتامين (ب12) في المنتج.

الملخص :

تحتوي الخميرة الغذائية المقواة على كميات كبيرة من فيتامين (ب12) ويمكن استخدامها للمساعدة في تجنب الإصابة بنقص حاد في فيتامين (ب12) لدى النباتيين.

#4 تحتوي على مضادات الأكسدة القوية :

يواجه الجسم كل يوم خطر تلف الخلايا المحتمل الناتج عن الشوارد الحرة.

تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في النظام الغذائي على مكافحة هذا الضرر عن طريق الارتباط بالشوارد الحرة ، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى إزالتها والقضاء عليها.

تحتوي الخميرة الغذائية على مضادات الأكسدة القوية الجلوتاثيون والسيلينيوم ميثيونين (6).

تحمي هذه المواد المضادة للاكسدة خلايا الجسم من التلف الناجم عن الشوارد الحرة والمعادن الثقيلة ، وتساعده على التخلص من السموم البيئية.

ان تناول الأطعمة الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة ، مثل الخميرة الغذائية والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة يمكن أن يساعد على زيادة مستويات مضادات الأكسدة والدفاع عن الجسم ضد الأمراض المزمنة ، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان والضمور البقعي للعين (7).

الملخص :

تحتوي الخميرة الغذائية على مضادات الأكسدة الجلوتاثيون والسيلينيوم ميثيونين ، وكلاهما يمكن أن يساعد في حماية الجسم من الأمراض المزمنة الناجمة عن الإجهاد التأكسدي.

#5 قد تعزز وظائف المناعة :

تحتوي الخميرة الغذائية على اثنين من الكربوهيدرات الرئيسية : ألفا-مانان و بيتا جلوكان.

وتظهر الدراسات أن إضافة ألفا-مانان وبيتا جلوكان إلى علف الحيوانات يمكن أن يقلل من وتيرة العدوى من البكتيريا المسببة للأمراض مثل بكتيريا إي كولاي و السالمونيلا في الخنازير، وكذلك تقليل نسبة تشكيل الأورام في الفئران .

تساعد البيتا جلوكان والفا-مانان في الحماية من العدوى بعدة طرق ، فهي :

- تمنع البكتيريا المسببة للأمراض من الالتصاق ببطانة الأمعاء.

- تحفز الخلايا المناعية ، مما يجعلها أكثر فعالية في مكافحة العدوى.

- ترتبط مع أنواع معينة من السموم التي يمكن أن تنتجها الخميرة في المحاصيل الغذائية وتعمل على الحد من آثارها الضارة.

في حين أن نتائج الدراسات التي أجريت على الحيوانات تعتبر مبشرة وواعدة ، إلا أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كان ألفا-مانان و بيتا جلوكان لهما نفس هذه الآثار على البشر.

الملخص :

تحتوي الخميرة الغذائية على كربوهيدرات الـ ألفا مانان والبيتا جلوكان ، والتي تشير الدراسات الحيوانية إلى أنها قد تعزز المناعة.

#6 قد تعمل على تخفيض مستويات الكوليسترول في الدم :

لقد تبين أن توافر البيتا جلوكان في الخميرة الغذائية يعمل أيضا على تخفيض مستويات الكوليسترول في الدم.

أشارت إحدى الدراسات الي أجريت على مجموعة من الرجال المصابين بارتفاع في مستوى الكوليسترول في الدم أن تناول 15 جراماً من البيتا جلوكان المشتق من الخميرة يومياً و لمدة ثمانية أسابيع أدى إلى انخفاض مستوى الكوليسترول الكلى لديهم بنسبة 6% (8).

وجدت دراسة أخرى أن الفئران الذين تناولوا البيتا جلوكان من الخميرة كانت مستويات الكوليسترول في الدم لديهم أقل بكثير بعد مرور 10 أيام فقط.

يتوفر البيتا جلوكان أيضاً في بعض الأطعمة الأخرى ، مثل الشوفان والأعشاب البحرية.

تظهر الأبحاث المكثفة أن البيتا جلوكان في الشوفان يمكن أن تخفض مستويات الكوليسترول بشكل كبير.

على الرغم من أن التركيب الكيميائي للـ بيتا جلوكان في الشوفان يختلف قليلا عن تركيب بنية البيتا جلوكان في الخميرة ، إلا أن البيانات تشير إلى أن لهما تأثيرات متماثلة فى تخفيض مستوى الكوليسترول (9).

لكن على الرغم من ذلك ، لم تبحث أي دراسة حتى الآن ما إذا كان تناول الخميرة الغذائية في جميع أشكالها له نفس التأثيرات. وهناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث.

الملخص :

قد تساعد البيتا جلوكان في الخميرة الغذائية في تخفيض مستويات الكوليسترول في الدم.

#7 كيفية استخدام الخميرة الغذائية :

يجب تخزين الخميرة الغذائية في مكان بارد ومظلم للحفاظ على محتواها من الفيتامينات. يجب أيضا تخزينها في وعاء أو علبة محكمة الغلق للحفاظ على نسبة الرطوبة بها.

إذا تم تخزين الخميرة الغذائية بشكل صحيح ، يمكن الحفاظ على صلاحيتها لمدة تصل إلى عامين.

يمكن استخدام الخميرة الغذائية بالعديد من الطرق ، مثل :

- رشها على الفشار أو المعكرونة.

- إذابتها في الحساء للحصول على نكهة أومامي لذيذة.

- إضافتها إلى الأطباق كبديل عن نكهة "الجبن" للنباتيين.

- إضافتها إلى الحساء والصلصات لإكسابها قوام كثيف.

- إضافتها إلى غذاء الحيوانات الأليفة لتعزيز محتواه الغذائي.

يتم تحديد الكميات اليومية المناسبة للاستهلاك من قبل كل علامة تجارية ، وعادة تتراوح الكمية ما بين ملعقة 1 كبيرة إلى ملعقتين كبيرتين يومياً.

من الآمن استخدام الخميرة الغذائية باعتدال ، وصولاً إلى عدة ملاعق كبيرة يومياً.

ويتطلب الأمر كميات كبيرة نسبياً من الخميرة الغذائية لتجاوز مستويات الكميات المسموح بتناولها يومياً من مختلف الفيتامينات والمعادن التي تحتوي عليها. 

يختلف ايضا المحتوى الغذائي باختلاف العلامات التجارية ، لذا عليك دائما قراءة الإرشادات بعناية للتأكد من ذلك.

على الرغم من أن الخميرة الغذائية تعتبر آمنة للاستهلاك بالنسبة لمعظم الأشخاص ، إلا أنه من الواجب تجنبها إذا كنت تعاني من الحساسية تجاه الخميرة.

يجب على أولئك الذين يعانون من مشكلة في التمثيل الغذائى لحمض الفوليك (فيتامين ب9 المُصنع) قراءة الإرشادات بعناية على الملصقات ، وقد يرغبون في اختيار الخميرة الغذائية المقواة كلما كان ذلك ممكنا.

الملخص :

عند تخزين الخميرة الغذائية بالطريقة السليمة تكون صالحة للاستهلاك لمدة قد تصل إلى عامين ، ويمكن إضافتها إلى العديد من الأطعمة للحصول على مذاق جوزي أو جبنى حادق ولذيذ بالإضافة إلى العديد الفيتامينات والمعادن الإضافية.

#8 الخلاصة :

الخميرة الغذائية عبارة عن منتج غذائي نباتي مغذى جداً مع فوائد صحية مختلفة.

يمكن استخدامها لإضافة البروتينات والفيتامينات والمعادن والمواد المضادة للأكسدة إلى نظامك الغذائي.

تشير الدراسات إلى أن الخميرة الغذائية قد تساعد على الحماية ضد الاجهاد التاكسدي ، وفي تخفيض مستويات الكوليسترول وزيادة المناعة.

يمكن أن يستمتع معظم الأشخاص بتناول الخميرة الغذائية ويمكن شراؤها من متاجر المواد الغذائية الصحية.

ما رأيك؟

Upvote Downvote

Total votes: 1

Upvotes: 1

Upvotes percentage: 100.000000%

Downvotes: 0

Downvotes percentage: 0.000000%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أهم الفوائد الصحية لمكملات ريسفيراترول الغذائية

الجلوتامين : الفوائد والاستخدامات والآثار الجانبية