إن محاولات إنقاص الوزن والفشل في ذلك منتشرة ومستمرة معظم الوقت. وفي بعض الأحيان التي يتمكن فيها الأشخاص من خسارة قليلة في الوزن، فإنهم عادة ما يستعيدون كل ماخسروه مرة أخرى.
وفي الحقيقة، فإن فقدان الوزن يعتبر أمرا صعبا ومعدل النجاح فيه ليس كبيرا. لهذا السبب، أصبح كثير من الناس في حالة يأس فيما يخص مشكلة وزنهم.
وأدى ذلك إلى خلق صناعة مزدهرة لمكملات فقدان الوزن، مثل الأقراص والكبسولات ومسحوق الخفق التي من المفترض أن تجعل الأمور أسهل.
وآخر ما سلط الضوء عليه هو مكمل طبيعي يسمى الميراتريم “Meratrim”، وهو عبارة عن مزيج من عشبين من المفترض أن يساعد في منع تخزين الدهون.
وقد تم عرضه مؤخرًا من خلال برنامج The Dr. Oz Show. حيث أسماه “مكملا جديدا لانقاص الوزن”. ويمكن مشاهدة البرنامج بالكامل على موقع Dr. Oz.
وقام الدكتور أوز بإجراء “دراسة” غير رسمية خاصة به على عدد 30 امرأة من متابعيه تناولن الميرا تريم، مع اتباع حمية تعتمد 2000 سعرا حراريا والمشي يوميا، لمدة أسبوعين.
وفقدت النساء، في المتوسط 3 أرطال و 3 بوصات من محيط الخصر. وكانت هذه النتائج مثيرة للإعجاب، إلا أنها ليست دراسة حقيقية ولا تثبت أي شيء.
ومن حسن الحظ، لا توجد حاجة إلى الاعتماد على الشخصيات التلفزيونية لأنه توجد دراسة فعلية على البشر حيث تم تقديم المكمل إلى أناس حقيقيين.
وقبل التعرض لذلك، يجب التعرف على بعض المعلومات الأساسية عن الميراتريم.
ما هو وكيف يعمل؟
القصة وراء الميراتريم، تعود إلى مجموعة من الباحثين الذين أرادوا ابتكار إضافة جديدة وفعالة لتخفيف الوزن.
حيث قاموا باختيار مجموعة كاملة من الأعشاب الطبية، واختبروا قدرتها على تغيير التمثيل الغذائي للخلايا الدهنية.
وكان لدى الباحثين مجموعة من الخلايا الدهنية تنمو في أنابيب الاختبار، فقاموا بإضافة هذه الأعشاب المختلفة إلى الخلايا لمعرفة ما يحدث.
وفي نهاية الأمر، اختاروا نوعين من الأعشاب التي وجد أنها فعالة وتم دمجهما في مزيج ما يسمونه الآن “الميرا تريم”.
وهذه الأعشاب تسمى Sphaeranthus indicus (زهرة)، و Garcinia mangostana (فاكهة). وفي الميراتريم، يتم الجمع بين مقتطفات من هذين العشبين الطبيعيين بنسبة 3: 1.
وقد تم استخدام كلا من العشبين للأغراض الطبية التقليدية في الماضي (1، 2). وبدون الدخول في الكيمياء الحيوية المعقدة، يدعي الباحثون أن الميراتريم يمكنه مايلي (3):
- جعل تكاثر الخلايا الدهنية أمرا صعبا
- تقليل كمية الدهون التي تلتقطها الخلايا الدهنية من مجرى الدم
- مساعدة الخلايا الدهنية على حرق الدهون المخزنة
ومع الوضع في الاعتبار أن ما يدعون حدوثه، قد تم داخل أنبوب اختبار، لذلك يجب توخي كامل الحذر.
فإن ما يحدث في الحياة، والتنفس في جسم الإنسان في كثير من الأحيان يختلف جذريا عن ما يحدث في الخلايا المعزولة داخل أنابيب الاختبار.
ملخص:
الميراتريم، عبارة عن مزيج من نوعين من الأعشاب، Sphaeranthus Indicus و Garcinia mangostana.
ويدعي الباحثون أن لهذه الأعشاب آثار إيجابية مختلفة على عملية التمثيل الغذائي للخلايا الدهنية.
هل يعمل بشكل جيد كما يقال؟
في دراسة ممتازة عن الميراتريم تمت على ما مجموعه 100 مشارك واستمرت لمدة 8 أسابيع. عن / ستيرن جي اس، وآخرون – مجلة الغذاء الطبي، 2013:
كانت الدراسة عبارة عن تجربة عشوائية مزدوجة التعمية وهو المعيار الذهبي للتجارب العلمية في البشر. وفي الدراسة، تم تقسيم 100 شخص يعانون من السمنة المفرطة (23 رجلا و 77 امرأة) إلى مجموعتين:
مجموعة الميراتريم: حيث تناول الأشخاص في هذه المجموعة 400 ملجم من الميراتريم، قبل 30 دقيقة من الإفطار والعشاء (ما مجموعه 800 مجم).
ومجموعة الدواء الوهمي: حيث تناولت مجموعة الدواء الوهمي 400 ملجم من الدواء الوهمي (حبة وهمية) في نفس التوقيت.
وتم وضع جميع المشاركين على نظام غذائي صارم يحتوي على 2000 سعر حراري، كما تم توجيههم للمشي لمدة 30 دقيقة يوميا. وكانت هذه هي النتائج:
بعد 8 أسابيع ، فقدت مجموعة الميراتريم وزنا أكبر بكثير من مجموعة الدواء الوهمي، حيث فقدوا ما مجموعه 11 رطلاً (5.2 كجم)، في حين فقدت مجموعة العلاج الوهمي 3.3 رطل فقط (1.5 كجم).
كما فقدت مجموعة الميراتريم أيضًا 4.7 بوصات (11.9 سم) من محيط الخصر، مقارنةً بـ 2.4 بوصة (6 سم) فقط في المجموعة الثانية. وهذا من الأمور المهمة، لأن دهون منطقة البطن تعتبر الدهون غير الصحية في الجسم، والتي ترتبط بقوة بكثير من الأمراض.
كما حدثت أشياء بسرعة كبيرة جدًا، حيث فقد الأشخاص الذين يتناولون الميراتريم 4 أرطال و 2 بوصات بعد أسبوعين فقط. وكان لمجموعة الميراتريم أيضًا تحسينات أكبر بكثير في مؤشر كتلة الجسم ومحيط الأرداف.
وعلى الرغم من أن فقدان الوزن غالبًا ما يكون مفيدًا للصحة الجسدية، إلا أن بعضًا من الفوائد الأكثر مكافأة تتعلق بنوعية الحياة، والتي قاسها الباحثون أيضًا، حيث كان لميراتريم تأثير أقوى بكثير على كل من الوظيفة البدنية واحترام الذات.
وكان هناك أيضًا بعض التحسينات في العلامات الصحية الأخرى مثل:
- الكوليسترول الكلي: انخفض بنسبة 28.3 ملج / ديسيلتر في مجموعة الميراتريم، مقارنة بـ 11.5 ملج / ديسيلتر في المجموعة الثانية.
- الدهون الثلاثية: انخفضت بنسبة 68.1 ملجم / ديسيلتر في مجموعة الميراتريم، مقارنة مع 40.8 ملج / ديسيلتر في المجموعة الثانية.
- جلوكوز الصيام: انخفض بنسبة 13.4 ملج / ديسيلتر في مجموعة الميراتريم، وفقط 7 ملج / ديسيلتر في المجموعة الثانية.
وهذا يجب أن يؤدي بالتالي إلى انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والأمراض الخطيرة الأخرى على المدى الطويل.
لذلك وباختصار، فقدت مجموعة الميراتريم 3.5 أضعاف من وزنها وضعفين من الخصر، مقارنةً بالقرص الوهمي. كما كان لديهم أيضا تحسينات في العديد من عوامل الخطر الهامة للمرض.
وهذه تعتبر نتائج مثيرة للإعجاب، ولكن هناك شيء واحد مهم لافت للانتباه. وهو أن شركة InterHealth التي تنتج وتبيع الميراتريم، كانت هي الشركة الراعية للدراسة.
وعلى الرغم أن هذا لا يعني بالضرورة أن الدراسة معيبة، ولكن من المؤكد أنه شيء يجب أخذه في الاعتبار، لأن من المعروف دائما أن مصدر التمويل للدراسات يمكن أن يكون له تأثير على النتيجة (4، 5).
ملخص:
بينت إحدى الدراسات أن الميراتريم، يمكن أن يسبب فقدان في الوزن بشكل كبير، وأيضا تحسين العديد من العلامات الصحية.
إلا أنه تم دفع ثمن هذه الدراسة من قبل الشركة المنتجة والموزعة لهذا المكمل الغذائي.
الآثار الجانبية، الجرعة وكيفية الاستخدام:
لم يتم رصد أية آثار جانبية أو ردود فعل سلبية في الدراسة. ويبدو استعمال الميراتريم آمن وجيد التحمل. وقد استخدمت هذه الدراسة 400 ملج من الميراتريم، قبل 30 دقيقة من وجبتي الإفطار والعشاء في ما مجموعه 800 ملج يوميا.
ومن المحتمل أن تناول كمية أكبر من ذلك قد يكون من شأنه أن يزيد من خطر الآثار الجانبية، لذلك لا يجب تجاوز 800 ملج.
وللراغبين في تجربة هذا المكمل لإنقاص الوزن، يرجى التأكد من اختيار بنسبة 100% الميراتريم النقي، وقراءة الملصق بعناية للتأكد من صحة الاسم.
حيث من المحتمل والوارد أن يبدأ بعض الأشخاص غير المؤتمنين في إنتاج نسخ متماثلة أرخص من المنتج وتسميته بأسماء مشابهة للخداع.
هل يجب تجربة الميراتريم؟
لقد قام معظم الناس الذين يحتاجون إلى فقدان الوزن بالفعل بتجربة بعض أنواع الأنظمة الغذائية. والبعض منهم نجح لفترة قصيرة، والبعض الآخر لم ينجح على الإطلاق.
لكن الشيء المؤكد أن الحلول قصيرة الأجل لا تعمل أبدًا على المدى الطويل. وعلى الرغم من أن نتائج هذه الدراسة تبدو واعدة، إلا أنه يجب الوضع في الاعتبار أن الدراسة استمرت لمدة 8 أسابيع فقط، وهذه ليست بالمدة الطويلة جدً.
كما أن كثير من الأشياء يمكن أن تتسبب في فقدان الوزن على المدى القصير، لكنها قد لا تعمل بشكل جيد على المدى الطويل.
لذا، إذا استمرت الدراسة لفترة أطول (من 6 أشهر إلى سنة)، فمن المحتمل جدًا أن تبدأ النساء في استعادة الوزن.
وما لم يتبع المكمل تغييرا دائما في نمط الحياة وعادات النظام الغذائي، فإن تناول الميراتريم ربما لن يؤدي إلى نتائج طويلة الأجل.
وهذا ما قيل بالفعل، إذا كان الميراتريم يعمل جيدًا كما هو الحال في تلك الدراسة، فقد يكون أداة مفيدة لتسريع إنقاص الوزن على المدى القصير، كأن تكون هناك حاجة إلى إنقاص وزن سريع على سبيل المثال بمناسبة حدث ما.
لكن القناعة هي أنه لا يوجد حلاً طويل الأجل لمشكلة الوزن يكون فقط عن طريق تناول الأقراص أو المكملات.