على مدى العقود القليلة الماضية، تراجعت سمعة القهوة بشكل سريع. لقد صنفت منظمة الصحة العالمية هذا المشروب على أنه “مادة مسرطنة محتملة” عام 1991. وفي عام 2016 ، وجدت المنظمة أنه “لم يكن هناك دليل قاطع على وجود تأثير مسرطن لشرب القهوة”. وفي ما بينهما، فإن معظم الأخبار حول كانت القهوة إيجابية إلى حد كبير: فبدلاً من أن تكون ضارة بصحتك ، فإن استهلاك القهوة بانتظام (باعتدال ، بالطبع) هو أمر جيد بالنسبة لك.
بعد ذلك، في مارس عام 2018 حكم قاض في لوس أنجليس أنه يتوجب على الشركات أن تضع ملصقات تحذيرية من السرطان على منتجات القهوة التي تباع في كاليفورنيا والسبب هو أن عند تحميصه ينتج البن مادة كيميائية تسمى الأكريلاميد تصنف على أنها مادة مسرطنة في كاليفورنيا.
والشيء الأكيد هو أن أكريلاميد قد سبب السرطان في القوارض المخبرية فقط.
تقول كاثرين كاربنتر الحاصلة على درجة أستاذة في مركز جامعة كاليفورنيا للتغذية البشرية وهي محققة في مخاطر الإصابة بالسرطان من الأنماط الغذائية: “أظهرت كميات كبيرة من مادة الأكريلاميد أنها تسبب السرطان في النماذج الحيوانية، ولكن لا يوجد دليل مقنع يظهر أنها تزيد من خطر الإصابة بالسرطان لدى البشر”.
بالإضافة إلى ذلك تؤكد: “تتعرض الحيوانات لتركيز أكريلاميد بنسبة تصل إلى 60 مرة أكثر مما يتعرض له البشر” فإذا كنت تتناول ما يكفي من القهوة يوميًا التي تعرضك لمادة الأكريلاميد الكثيرة، هنا قد تسبب لك مشاكل أكبر من مجرد زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
هل لا تزال تشعر بعدم الارتياح حول كوبك اليومي من القهوة؟ قررنا أن نقدم لك خمسة أسباب مثبتة علميًا تجعلك تشرب القهوة.
يمكن للقهوة أن تقلل خطر الإصابة ببعض السرطانات
هناك أكثر من 1000 مركب في القهوة، وكثير منها يحتوي على مركبات مضادة للالتهاب ومضادة للسرطان، وفقًا لمراجعة بحثية حديثة. وتوضح سوزان أوه وهي مديرة برنامج أبحاث التغذية في جامعة جونز هوبكنز أن “حبوب القهوة نفسها تحتوي على مضادات للأكسدة، مما يساعد على منع حدوث ضرر في الجذور الحرة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان”.
وفقًا لهذا التقرير، يرتبط استهلاك القهوة مع انخفاض خطر الإصابة بسرطان الجلد وسرطان الدم وكذلك سرطان البروستاتا وبطانة الرحم. كما وجدت دراسة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا في عام 2017 أن شاربي القهوة كانوا أقل عرضة بنسبة 26٪ للإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنة مع غير شاربي القهوة. وأولئك الذين تناولوا أكثر من 2.5 حصة في اليوم كانوا أقل عرضة للإصابة بالسرطان بنسبة 54 في المائة.
يمكن للقهوة أن تمنع النوع الثاني من مرض السكر
يتزايد مرض السكر في الولايات المتحدة حيث يتم تشخيص حوالي 1.5 مليون شخص كل عام وفقًا للجمعية الأمريكية للسكر وحوالي 7.2 مليون شخص مصابون بالمرض لكنهم لا يعرفون بعد ولكن ليس كل الأخبار التي نقدمها هنا سيئة. يعتقد باحثون من جامعة هارفارد أن شرب القهوة قد يساعد في منع تطور النوع الثاني من داء السكر وهو الشكل الأكثر شيوعًا. ووفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة Diabetes Care كلما تناولت قهوة أكثر، قلت احتمالية الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني. (لكن لا تبالغ في شربها حيث ينصح خبراء الصحة بتناول ما لا يزيد عن أربعة حتى ثمانية أونصات يوميًا لتجنب الأرق ومشاكل البطن والصداع النصفي).
وتشير “أوه” إلى أن القهوة تحتوي على الكروم وهو معدن يساعد الجسم على الاستفادة من الأنسولين لأنه هرمون ينظم سكر الدم.
تقلل القهوة من خطر الإصابة بمرض الخرف
وجدت الدراسات على مدى العقد الماضي وجود صلة بين استهلاك القهوة وانخفاض مخاطر الخرف. يُعتقد أن محتوى الكافيين العالي للشراب قد يكون مسؤولًا عن فوائد تعزيز الدماغ. وجدت دراسة أجراها مجموعة صغيرة من الأشخاص حول علامات مشاكل الذاكرة أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أقل من الكافيين في الدم أكثر عرضة للإصابة بالخرف من أولئك الذين لديهم مستويات أعلى من الكافيين خلال فترة تتراوح من سنتين إلى أربع سنوات.
قد تقلل القهوة خطر الإصابة بمرض الشلل الرعاشي
إن هذا المرض يصيب الجهاز العصبي المركزي ويتسم بالرعاش. لا يزال العلماء يكتشفون مجموعة العوامل البيئية والوراثية التي تجعل بعض الناس يصابون بهذا المرض، لكن بعض الأبحاث الأولية تشير إلى أن الكافيين قد يكون له فائدة وقائية ضده. وفي مراجعة أدبية نُشرت في محفوظات العلوم الطبية عام 2017، توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يشربون كميات معتدلة من القهوة يبدو أن لديهم معدلات منخفضة من مرض الشلل الرعاشي، لكنهم لم يستطيعوا تحديد السبب.
قد تحمي القهوة أيضًا نبض القلب
قد تساعد القهوة أيضًا في حماية قلبك. لقد كان المرضى الذين يعانون من نبض غير طبيعي في القلب (والتي يمكن أن تزيد من خطر التعرض للسكتة القلبية المفاجئة والسكتة الدماغية) يُنصحون بتجنب الكافيين لمدة عشرات السنين. ومع ذلك، يشير تحليل جديد نُشر في أبريل 2018 أن شرب القهوة يمكن أن يقلل في الواقع من احتمالية حدوث الرجفان الأذيني بنسبة تصل إلى 13 بالمائة.
ولكن هذا ليس كل ما يمكن أن تقدمه القهوة لحماية الجهاز الأكثر حيوية في الجسم. وفقًا لدراسة أجرتها المجلة الطبية البريطانية، فإن الأشخاص الذين يشربون القهوة أقل عرضة بنسبة 19 في المئة للموت بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية و30 في المئة أقل عرضة للوفاة من السكتة الدماغية من نظرائهم الممتنعين عن شرب القهوة.
قد تساعد القهوة في العيش أطول
أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يشربون القهوة قد يكونون أقل عرضة للوفاة من جميع الأسباب. كان ذلك استنتاج مراجعة أجريت عام 2016 في المجلة الأوروبية لعلم الأوبئة، والتي وجدت أن شرب 4 أكواب من القهوة يوميًا كان مرتبطًا بانخفاض خطر الوفاة ، بما في ذلك الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والسرطان.