in

ما هي المدة التي يمكن فيها البقاء على قيد الحياة بدون طعام؟

يُعد استهلاك الغذاء والماء ضروري لحياة الإنسان، حيث يستمد الجسم الطاقة من مصادر الطعام، والرطوبة من الماء حتى يمكنه العمل بشكل صحيح، وتعمل العديد من أنظمة الجسم على نحو أمثل مع اتباع نظام غذائي متنوع وكمية كافية من الماء يوميًا.

غير أن جسم الإنسان أيضا قادر على البقاء على قيد الحياة لعدة أيام بدون ماء.

وكذلك يمكنه الاستمرار أيامًا أو أحيانًا أسابيع بدون طعام بسبب التعديلات التي تحدث في عملية التمثيل الغذائي واستهلاك الطاقة به.

لماذا تختلف الفترة الزمنية؟

يُعرف التوقف عن تناول الطعام والماء لفترة طويلة من الزمن باسم الجوع الشديد (المجاعة)، ويمكن أن يتعرض الجسم للمجاعة بعد مرور يوم أو يومين بدون طعام أو ماء.

وفي تلك الأثناء، يبدأ الجسم في العمل بشكل مختلف لتقليل كمية الطاقة التي يستهلكها، وفي النهاية، تؤدي المجاعة إلى الموت.

ولا توجد قاعدة ثابتة صارمة للوقت الذي يمكن فيه العيش بدون طعام. كما يوجد نقص في الأبحاث العلمية حول الجوع بسبب أن دراسة الجوع تعتبر عمل غير أخلاقي في الدراسات الإنسانية.

وهناك بعض الدراسات التي تراجع الأبحاث القديمة عن الجوع، وكذلك دراسة الأحداث الأخيرة للمجاعات في العالم الحقيقي.

وتشمل تلك الحالات: الإضراب عن الطعام، والصيام الديني وغيرها من الحالات.

وقد كشفت هذه الدراسات عن العديد من الملاحظات حول الجوع:

يشير مقال في Archiv Fur Kriminologie إلى أنه يمكن للجسم البقاء على قيد الحياة لمدة تتراوح من 8 إلى 21 يومًا بدون طعام وماء، وما قد يصل إلى شهرين إذا توفرت كمية كافية من الماء (1).

وقد قدمت الإضرابات عن الطعام في العصر الحديث نظرة فاحصة عن الجوع.  كما أشارت دراسة في المجلة الطبية البريطانية إلى عدة إضرابات عن الطعام انتهت بعد حوالي من 21 إلى 40 يومًا (2).

حيث انتهت هذه الإضرابات عن الطعام بسبب الأعراض الشديدة التي هددت حياة المشاركين بها.

ويبدو أن هناك نوعا من “الحد الأدنى” على مقياس مؤشر كتلة الجسم للبقاء على قيد الحياة. ووفقًا لمجلة Nutrition، فإن الرجال الذين يقل مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 13، والنساء اللاتي يقل مؤشر كتلة الجسم لديهن عن 11 لا يمكنهم تحمل البقاء دون طعام.

ويستنتج مقال في المجلة الطبية البريطانية، أن أولئك الذين يتمتعون بوزن طبيعي يفقدون نسبة أعلى من وزن الجسم والأنسجة العضلية بشكل أسرع من أولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة عند الجوع وذلك خلال الأيام الثلاثة الأولى (3).

ووفقا لمجلة التغذية، فإن تكوين جسم المرأة يجعلها قادرة على تحمل الجوع لفترة أطول.

كيف يمكن ذلك؟

بالنسبة للكثيرين منا، فإن القدرة على العيش لأيام وأسابيع بدون طعام وماء تبدو فكرة غير واردة. كما يمكن لصيام يمتد طوال اليوم أو على مدى ساعات بدون طعام وماء قد يجعل الكثير من الأشخاص سريعوا الغضب ومنخفضي الطاقة.

وفي حال الصيام لفترة قصيرة الأجل، أو عدم إمكانية الوصول إلى الطعام والماء لفترات زمنية طويلة جدًا يقوم الجسم يضبط نفسه فعليًا.

وهذا يسمح للناس بالمشاركة في الصيام الديني وحتى تجربة “الصيام” في الوجبات الغذائية مثل طريقة الصيام المتقطع في تناول الطعام دون إلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه بالجسم.

ويستغرق الأمر حوالي ثماني ساعات بدون أكل ليغير الجسم طريقة عمله. وقبل ذلك، يعمل كما لو كان هناك تناول للطعام بانتظام.

وفي ظل الظروف العادية، يقوم الجسم بتكسير الطعام إلى جلوكوز الذي يوفر الطاقة للجسم. وبمجرد عدم تمكن الجسم من الوصول إلى طعام لمدة تتراوح من 8 إلى 12 ساعة، ينفذ مخزون الجلوكوز، ويبدأ الجسم في تحويل الجليكوجين من الكبد والعضلات إلى جلوكوز.

وبعد نفاد الجلوكوز والجليكوجين، يبدأ الجسم في استخدام الأحماض الأمينية لتوفير الطاقة.

حيث ستؤثر هذه العملية على العضلات، ويمكن للجسم أن يتحمل لمدة ثلاثة أيام تقريبًا من الجوع قبل أن يتم إجراء تغيير كبير في عملية التمثيل الغذائي للحفاظ على أنسجة الجسم الخالية من الدهون.

ولمنع الفقدان المفرط للعضلات، يبدأ الجسم في الاعتماد على مخازن الدهون لتكوين الكيتونات للحصول على الطاقة، وهي عملية تعرف باسم الكيتوزيه.

وفي أثناء ذلك تحدث خسارة كبيرة في الوزن. ويعتبر أحد الأسباب التي تجعل المرأة قادرة على تحمل المجاعة لفترة أطول من الرجل، هو إحتواء جسم المرأة على تركيبة أعلى من الدهون.

كما أن الإناث أيضا قادرات على التمسك والحفاظ على البروتين وأنسجة العضلات الخالية من الدهون أثناء الجوع أفضل من الذكور.

وكلما زادت مخازن الدهون المتاحة، كلما زادت المدة التي يمكن للشخص البقاء فيها على قيد الحياة أثناء الجوع.

وبمجرد أن يتم استقلاب مخازن الدهون تمامًا، يتجه الجسم مرة أخرى إلى التكسير العضلي للحصول على الطاقة، لأنه مصدر الوقود الوحيد المتبقي في الجسم.

وخلال المرحلة التي يستخدم فيها الجسم مخزون العضلات للحصول على الطاقة، تبدأ أعراض ضارة شديدة في الظهور.

وقد ذكرت دراسة في المجلة الطبية البريطانية، أنه يجب مراقبة الذين يخضعون للإضراب عن الطعام عن كثب بحثًا عن الآثار الجانبية الشديدة للجوع بعد فقدان نحو 10% من وزن الجسم.  وتشير أيضا أن الحالات الخطيرة جدًا تحدث عندما يفقد الفرد 18% من وزن الجسم.

كيف يؤثر تناول الماء؟

من المرجح النجاة من الجوع لأسابيع، وربما لشهور وذلك في حالة القدرة على استهلاك كمية صحية من الماء.

حيث يحتوي الجسم على احتياطي من المواد الغذائية أكثر من السوائل. و يحدث تناقص في وظائف الكلى في غضون أيام قليلة بدون الحصول على الترطيب المناسب.

ووفقًا لإحدى المقالات، يستطيع الأشخاص الموجودون على فراش الموت البقاء على قيد الحياة بين 10 و 14 يومًا بدون طعام وماء.

كما لوحظت ايضا بعض الفترات الأطول، إلا أنها أقل شيوعًا مع الوضع في الاعتبار أن هؤلاء الأشخاص طريحي الفراش لا يستهلكون الكثير من الطاقة. لذا من المحتمل أن يموت شخص يتمتع بصحة جيدة ويمارس أنشطة في وقت أقل من ذلك بكثير.

واقترحت إحدى الدراسات التي راجعت الإضرابات عن الطعام، أن الشخص يحتاج إلى شرب ما لا يقل عن 1.5 لتر من الماء يوميا أثناء المجاعة للبقاء على قيد الحياة مدة أطول من الزمن.

واقترحت الدراسة كذلك إضافة نصف ملعقة صغيرة من الملح يوميًا إلى الماء للمساعدة في وظائف الكلى.

الآثار الجانبية ومخاطر تقييد الأكل:

قد يكون للعيش دون الحصول على الطعام والماء آثار ضارة على الجسم. حيث ستبدأ أنظمة الجسم العديدة في التدهور على الرغم من قدرة الجسم على الاستمرار لأيام وأسابيع بدون طعام وماء.

وتشمل بعض الآثار الجانبية للمجاعة:

  • الإغماء
  • الدوخة
  • انخفاض ضغط الدم
  • تباطؤ معدل ضربات القلب
  • ارتفاع ضغط الدم
  • الضعف
  • الجفاف
  • قصور الغدة الدرقية
  • وجع البطن
  • انخفاض البوتاسيوم
  • تقلبات في درجة حرارة الجسم
  • الإجهاد أو الاكتئاب
  • نوبة قلبية
  • فشل أجهزة الجسم

ولا يمكن لأولئك الذين يعانون من الجوع لفترة طويلة أن يبدأوا في استهلاك كميات طبيعية من الطعام على الفور، حيث يحتاج الجسم إلى العودة ببطء للأكل مرة أخرى لتجنب ردود الفعل السلبية المعروفة باسم متلازمة إستئناف التغذية،

بما في ذلك:

  • أمراض القلب
  • الظروف العصبية
  • تورم أنسجة الجسم

ويتطلب استئناف تناول الطعام بعد الجوع إشراف الطبيب، وقد يشمل تناول الخضروات المسلوقة والأطعمة الخالية من اللاكتوز واتباع نظام غذائي منخفض البروتين ومنخفض السكر.

الرسالة الرئيسية:

يتمتع جسم الإنسان بالمرونة  إلى حد ما، ويمكنه الاستمرار في العمل لأيام وأسابيع دون الغذاء والماء المناسبين.

وهذا لا يعني أن البقاء بدون طعام لفترة طويلة أمر صحي أو يجب ممارسته.

ويمكن للجسم الصمود والحفاظ على نفسه لمدة أسبوع أو أسبوعين دون الحصول على الغذاء والماء وربما لفترة أطول في حالة تناول الماء.

كما أن أولئك الذين يعانون من الجوع يحتاجون إلى مراقبة الطبيب حتى يتمكنوا من العودة إلى صحتهم بعد مرور تلك الفترة الزمنية دون تغذية وذلك لتجنب متلازمة إستئناف التغذية.

ما رأيك؟

Upvote Downvote

Total votes: 0

Upvotes: 0

Upvotes percentage: 0.000000%

Downvotes: 0

Downvotes percentage: 0.000000%

Written by Ahmad

اخصائي نظم تغذية و لياقة بدنية هدفي هو توفير التغذية الصحية و المفيدة و المساهمة في القضاء على السمنة و ما يترتب عليها من امراض.

[g1_socials_user user="5" icon_size="28" icon_color="text"]

ما هي الزيوت الأساسية، وهل هي مفيدة؟

أهم الفوائد الصحية لعصير الكرز الحامض