ما هي جرعة جذور الناردين الطبي للقلق والنوم؟

قد يلجأ البعض ممن يعاني من القلق أو يواجه مشاكل في النوم، إلى تجربة العلاج بالأعشاب للتخفيف من هذه الحالة.

جذور الناردين الطبي، عشب من الأعشاب الشائعة في المكملات الغذائية. ويدّعي مؤيدوه أنه يشفي من الأرق والتوتر العصبي الناجم عن القلق.

وهي من الأعشاب التي استخدمت لعدة قرون كعلاج. حيث تم استخدامها في اليونان القديمة وروما للتخفيف من:

• الأرق
• التوتر والقلق
• الرعشة
• الصداع
• الضغط العصبى

وقد يكون كل ما يحتاجه المرء في النهاية هو الحصول على ليلة من النوم الجيد. وهناك العديد من منتجات جذور الناردين الطبي متوفرة في الأسواق اليوم.

لكن الكمية الموجودة منه في كل كبسولة تختلف بشكل كبير من منتج إلى آخر.

لهذا، فيما يلي تعرض هذه المقالة المزيد من المعلومات حول الجرعة الموصى بها من  جذور الناردين الطبي، وفوائدها الصحية المحتملة.

ما هي جذور الناردين الطبي؟

جذور الناردين الطبي، عبارة عن نبات قديم جدا واسمه العلمي Valeriana officinalis. ينمو في الأراضي العشبية في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا.

وينتج أزهارًا بيضاء أو أرجوانية أو وردية في فصل الصيف. وعادة ما تكون المستحضرات العشبية مصنوعة من جذر جذمور النبات.

كيف تعمل جذور الناردين الطبي؟

لايزال الباحثون غير متأكدين من كيفية عمل جذور الناردين الطبي لتخفيف الأرق والقلق.

ويعتقدون أنه يزيد بكفاءة من مستويات مادة كيميائية تعرف باسم حمض جاما أمينوبتيريك (GABA) في الدماغ، والذي يساهم بتأثير مهدئ في الجسم.

ووصفات العقاقير الشائعة للقلق، مثل ألبرازولام (زاناكس) وديازيبام (فاليوم)، تعمل أيضا على زيادة مستويات GABA في الدماغ.

الجرعة الموصى بها من جذور الناردين الطبي للنوم

الأرق، وعدم القدرة على النوم أو البقاء نائما ، يصيب حوالي ثلث جميع البالغين مرة واحدة على الأقل خلال مراحل حياتهم. ويمكن أن يكون لها تأثير عميق على رفاهية ونوعية الحياة اليومية (1).

وبناءً على الأبحاث المتاحة، يمكن تناول من 300 إلى 600 ملليجرام من جذور الناردين الطبي من 30 دقيقة إلى ساعتين قبل وقت النوم (2).

وهذا هو الأفضل للأرق أو اضطرابات النوم. و لصنع كوب منه تُنقع من 2 إلى 3 جرامات من عشبة جذور الناردين الطبي المجففة في كوب من الماء الساخن لمدة 10 إلى 15 دقيقة.

ويبدو أن جذور الناردين الطبي، تعمل بشكل أفضل بعد أن يتم تناولها بانتظام لمدة أسبوعين أو أكثر.على أنه لا يجب تناولها لأكثر من شهر دون استشارة الطبيب.

الجرعة الموصى بها للقلق

للقلق، يمكن تناول من 120 إلى 200 مليجرام، ثلاث مرات في اليوم.  ويجب أن تكون آخر جرعة من جذور الناردين الطبي قبل وقت النوم مباشرة.

وهذه الجرعة الموصى بها للقلق، أقل بشكل عام من جرعة الأرق. وذلك لأن تناول جرعات عالية من جذور الناردين الطبي خلال اليوم يمكن أن يؤدي إلى النعاس أثناء النهار. وهو ما يصعب معه المشاركة في الأنشطة اليومية المعتادة.

هل جذور الناردين الطبي فعالة للقلق والنوم؟

أجريت العديد من الدراسات السريرية الصغيرة لاختبار فعالية وسلامة جذور الناردين الطبي للنوم.

وكانت النتائج متباينة: ففي دراسة أجريت عام 2009، تناولت النساء المصابات بالأرق 300 ملليجرام من مستخلص جذور الناردين الطبي، قبل 30 دقيقة من وقت النوم لمدة أسبوعين (3).

ولم تذكر النساء أي تحسن كبير في بداية أو نوعية النوم. وبالمثل، وجدت مراجعة من 37 دراسة، أن معظم التجارب السريرية لجذور الناردين الطبي، لم تظهر أي فروق في التأثير بين جذور الناردين الطبي والدواء الوهمي على النوم (4).

وقد أجريت هذه الدراسات على كل من الأفراد الأصحاء، والأشخاص الذين يعانون من الأرق.

لكن المعاهد الوطنية للصحة (NIH) تشير إلى دراسة قديمة تبين أن 400 ملليجرام من خلاصة جذور الناردين الطبي، قد حسّنت بشكل ملحوظ من النوم مقارنة مع الدواء الوهمي في 128 من المتطوعين الأصحاء، حيث أبلغ المشاركون عن تحسّن في الوقت اللازم للنوم، ونوعية النوم وعدد مرات الاستيقاظ أثناء الليل (5).

وفي تجربة سريرية قام فيها 121 شخصًا يعانون من الأرق بتناول 600 ملليجرام من جذور الناردين الطبي المجفف، لاحظ المعهد القومي للصحة (NIH) أيضًا تقليل أعراض الأرق مقارنةً بالعلاج الوهمي بعد 28 يومًا من العلاج (6).

والأبحاث حول استخدام جذور الناردين الطبي في علاج القلق غير متوفرة إلى حد ما.

وقد وجدت دراسة صغيرة واحدة أجريت عام 2002 على 36 مريضاً يعانون من اضطراب القلق العام، أن 50 مليجرام من خلاصة جذور الناردين الطبي، تُعطى ثلاث مرات يوميًا لمدة أربعة أسابيع، تقلل بشكل كبير من قياس القلق مقارنةً بالعلاج الوهمي. واستخدمت دراسات القلق الأخرى جرعات أعلى قليلاً (7).

هل جذور الناردين الطبي آمنة الاستعمال؟

وفقا لتصنيف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) فإن جذور الناردين الطبي “معروف عمومًا بأنه آمن” (GRAS)، إلا أنه تم الإبلاغ عن آثار جانبية خفيفة.

الآثار الجانبية المحتملة تشمل:

• صداع الرأس
• دوخة
• اضطراب المعدة
• أرق

وكما هو الحال مع معظم المنتجات العشبية والمكملات الغذائية في الولايات المتحدة، لا يتم تنظيم منتجات جذور الناردين الطبي بشكل جيد من قبل إدارة الأغذية والعقاقير.

ولأن جذور الناردين الطبي يمكن أن تتسبب في النعاس، لذلك لا يجب قيادة السيارة أو تشغيل آلات بعد تناولها.

على من يجب عدم تناول جذور الناردين الطبي؟

على الرغم من أن جذور الناردين الطبي تعتبر آمنة بشكل عام، إلا أنه على الأشخاص التاليين عدم تناولها:

• النساء الحوامل أو المرضعات: لم يتم تقييم الخطر على الطفل النامي، على الرغم من أن دراسة أجريت عام 2007، على الفئران، حددت أن جذور الناردين الطبي لن يؤثر على الطفل النامي على الأرجح.
• الأطفال دون 3 سنوات من العمر: لم يتم اختبار سلامة جذور الناردين الطبي على الأطفال دون سن 3 سنوات.

كما يجب ألا يتم الجمع بين جذور الناردين الطبي والكحول وأيا من وسائل النوم أو مضادات الاكتئاب.

وأيضا تجنب الجمع بينه وبين العقاقير المهدئة، مثل الباربيتورات (الفينوباربيتال والسيكوباربيتال) والبنزوديازيبينات (زاناكس وفاليوم وأتيفان). وللجذور أيضا تأثير مهدئ، ويمكن أن يكون تؤدي إلى الإدمان.

لذلك يجب استشارة الطبيب في حال تناول أي أدوية. كما أنها قد تزيد كذلك من آثار التخدير.  وعليه إبلاغ الطبيب إذا كان هناك تخطيط لإجراء عملية جراحية.

خطوة أخيرة

تتوفر جذور الناردين الطبي المجففة في شكل كبسولات وأقراص، وكذلك الشاي. ويمكن شراؤها بسهولة عبر الإنترنت أو من الصيدليات.

ويجب مراعاة التأكد من قراءة ملصقات المنتج والإرشادات قبل تناول جذور الناردين الطبي.

حيث تحتوي بعض المنتجات على جرعات من جذور الناردين الطبي، أعلى من الكميات الموصى بها المذكورة أعلاه. ومع ذلك، يجب الوضع في الاعتبار أنه لا توجد جرعة قياسية من جذور الناردين الطبي.

وعلى الرغم من أنها تعتبر آمنة بشكل عام، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانت الجرعات الكبيرة ضرورية لإنتاج تأثير ما.

وقد لاحظت المعاهد الوطنية للصحة، إحدى الدراسات المؤرخة التي وجدت أن تناول 900 ملليجرام من جذور الناردين  في الليل، يمكن أن يزيد بالفعل من النعاس ويؤدي إلى إحداث “تأثير صداع الكحول” في صباح اليوم التالي. وعليه يجب سؤال الطبيب في حال عدم التأكد من الجرعة الواجب تناولها.

أيضا تسبب جذور الناردين الطبي النعاس، فلا يجب قيادة السيارة أو تشغيل الآلات الثقيلة بعد تناولها. وأفضل وقت لها هو قبل النوم مباشرة.

وبشكل عام، فإن العلاجات العشبية أو الأدوية ليست دائما الحل الأمثل لمشاكل النوم والقلق. ومراجعة الطبيب أفضل وسيلة لتوضيح الحالة التي قد تتضمن توقف التنفس أثناء النوم، أو اضطراب نفسي، مما يتطلب التقييم والعلاج.