إن نبات المورينجا (Moringa oleifera) من النباتات التي يُشاد بفوائدها الصحية منذ آلاف السنين. وهو نبات غني للغاية بمضادات الأكسدة الصحية والمركبات النباتية النشطة بيولوجياً.
حتى الآن، قام العلماء ببحث جزء صغير فحسب من فوائده الصحية ذائعة الشهرة. ولذلك أعددنا لك قائمة تضم 6 فوائد صحية مثبتة علمية لنبات المورينجا.
1. نبات المورينجا غني بالمغذيات :
أن نبات المورينجا هو في الأساس شجرة كبيرة إلى حد ما ، تعود أصولها إلى شمال الهند. و يُطلق على هذه الشجرة مجموعة متنوعة من الأسماء ، مثل شجرة عصا الطبل ، شجرة الفجل ، أو شجرة البان الزيتي.
جميع أجزاء الشجرة تقريبا تؤكل أو تستخدم كمكونات في الأدوية العشبية التقليدية. وهذا ينطبق بشكل خاص على الأوراق والقرون ، والتي تؤكل عادة في أجزاء من الهند وأفريقيا.
وتعتبر أوراق المورينجا مصدر ممتاز للعديد من الفيتامينات والمعادن. فكوب واحد من الأوراق الطازجة المسحوقة (21 جرام) يحتوي على :
- البروتين : 2 جرام.
- فيتامين ب6 : 19 ٪ من الجرعة المُوصى بها يومياً.
- فيتامين ج : 12 ٪ من الجرعة المُوصى بها يومياً.
- الحديد : 11 ٪ من الجرعة المُوصى بها يومياً.
- ريبوفلافين (ب2) : 11 ٪ من الجرعة المُوصى باستهلاكها يومياً.
- فيتامين (أ) (من البيتا كاروتين): 9 ٪ من الجرعة المُوصى بها يومياً.
- المغنيسيوم : 8 ٪ من الجرعة المُوصى بها يومياً.
كما تباع أوراق المورينجا المجففة في الدول الغربية كمكملات غذائية، سواء في شكل مسحوق أو كبسولات.
تحتوي قرون المورينجا عادةً – مقارنةً بالأوراق – على نسبة أقل من الفيتامينات والمعادن. ومع ذلك، فهي غنية بشكل استثنائي في فيتامين ج (سي). فكوب واحد من شرائح القرون الطازجة (100 جرام) يحتوي على نسبة 157 ٪ من احتياجك اليومي من هذا الفيتامين الهام.
أحياناً ما يفتقر النظام الغذائي في الدول النامية إلى الفيتامينات والمعادن والبروتين. وفي هذه البلدان، يمكن لنبات المورينجا أن يكون مصدراً هاما للعديد من العناصر الغذائية الضرورية.
ومع ذلك، يوجد جانب سلبي واحد ، ألا و هو أن أوراق المورينجا قد تحتوي أيضاً على مستويات عالية من المغذيات المضادة ، والتي يمكن أن تقلل من امتصاص المعادن والبروتين.
كما أن هناك شيء آخر يجب أخذه في الاعتبار ، وهو أن تناول مكملات المورينجا المصنّعة في كبسولات لا يوفر عدداً كبيراً من المغذيات.
2- المورينجا غنية بمضادات الأكسدة :
إن مضادات الأكسدة هي المركبات التي تحارب الشوارد الحرة في جسمك. ووجود مستويات عالية من الشوارد الحرة في الجسم قد يسبب الإجهاد التأكسدي ، والذي تم ربطه بعدد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب و مرض السكري من النوع الثاني .
هناك العديد من المركبات النباتية المضادة للأكسدة التي وُجدت في أوراق المورينجا، بالإضافة إلى فيتامين (C) والبيتا كاروتينات، وتشمل :
- الكيرسيتين : وهو مانع قوي للتأكسد قد يساعد على خفض ضغط الدم.
- حمض الكلوروجينيك: الذي يوجد أيضاً بكميات كبيرة في القهوة، وقد يساعد في موازنة مستويات السكر في الدم بعد تناول الوجبات.
وجدت إحدى الدراسات التي أُجريت على النساء ، أن تناول 1.5 ملعقة صغيرة (7 جرام) من مسحوق أوراق المورينجا كل يوم لمدة ثلاثة أشهر، زاد من مستويات مضادات الأكسدة في الدم بشكل كبير.
كما يمكن استخدام مستخلص أوراق المورينجا أيضاً كمادة حافظة للطعام. لأنه يزيد من العمر الافتراضي للحوم عن طريق الحد من عملية الأكسدة.
3- وتخفض مستويات السكر في الدم :
إن ارتفاع نسبة السكر في الدم يمكن أن يكون مشكلة صحية خطيرة ، وهو السمة الرئيسية لمرض السكري.
مع مرور الوقت، قد يزيد ارتفاع مستويات السكر في الدم من خطر الاصابة بالعديد من المشاكل الصحية الخطيرة ، بما في ذلك أمراض القلب. ولهذا السبب، من المهم الحفاظ على نسبة السكر في الدم ضمن الحدود الصحية.
من المثير للاهتمام أن هناك العديد من الدراسات التي قد أظهرت أن نبات المورينجا قد يساعد على خفض مستويات السكر في الدم.
ومع ذلك ، فإن معظم هذه الأدلة قائمة على أساس الدراسات الحيوانية. ولا يوجد سوى عدد قليل من الدراسات المستندة إلى البشر.
أظهرت احدى الدراسات التي أُجريت على 30 سيدة ، أن تناول 1.5 ملعقة صغيرة (7 جرام) من مسحوق أوراق المورينجا كل يوم لمدة ثلاثة أشهر، خفض مستويات السكر الصائم في الدم بنسبة 13.5 ٪ ، في المتوسط.
كما وجدت دراسة أخرى صغيرة أُجريت على ستة من مرضى السكري، أن إضافة 50 جرام من أوراق المورينجا إلى وجباتهم ، قلل من ارتفاع نسبة السكر في الدم بنسبة 21 ٪ . ويعتقد العلماء أن هذه النتائج كانت بسبب احتواء المورينجا على نوع من المركبات النباتية المُسماة بالـ الأيزو ثيوسيانات.
4- قد تقلل من الالتهابات في الجسم :
إن الالتهاب هو استجابة الجسم الطبيعية للعدوى أو الإصابة ، و هو آلية حماية أساسية ، ولكنه قد يصبح مشكلة صحية خطيرة إذا استمر لفترة زمنية طويلة.
في الواقع، يرتبط الالتهاب المستمر بالعديد من المشاكل الصحية المزمنة ، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان.
تتميز معظم الفواكه والخضروات والأعشاب والبهارات بخصائصها المضادة للالتهاب. ومع ذلك، فإن الدرجة التي يمكن أن تساعد بها هذه الأطعمة على مقاومة الالتهابات تعتمد على أنواع ومقادير المركبات المضادة للالتهابات التي تحتوي عليها.
يعتقد العلماء أن “الإيزو ثيوسيانات” هي المركبات الرئيسية المضادة للالتهابات في أوراق و قرون وبذور المورينجا.
لكن حتى الآن ، اقتصرت هذه الدراسات على انابيب الاختبار والدراسات الحيوانية، ولا زال يجب علينا الانتظار حتى نتأكد من احتواء نبات المورينجا على تأثيرات مشابهة مضادة للالتهابات على البشر.
5- يمكن أن تخفض من مستويات الكولسترول :
يرتبط ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب. ولكن لحسن الحظ إن بإمكان العديد من الأطعمة النباتية تخفيض مستويات الكولسترول بشكل فعال. و تشمل هذه الأطعمة النباتية : بذور الكتان والشوفان واللوز.
وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات والإنسان على حد سواء ، أن نبات المورينجا قد يكون له تأثيرات مشابهة لتخفيض مستويات الكولسترول في الدم.
6- قد يحمي نبات المورينجا من التسممّ بالزرنيخ :
إن تلوث الطعام والماء بالزرنيخ يُعتبر مشكلة في أجزاء كثيرة من العالم. وهناك أنواع معينة من الأرز التي قد تحتوي بشكل خاص على مستويات عالية من الزرنيخ.
وقد ثبت أن التعرض لمستويات عالية من الزرنيخ على المدى الطويل قد يؤدي إلى ظهور مشاكل صحية مع مرور الوقت. وعلى سبيل المثال، ربطت الدراسات التعرض طويل الأمد للزرنيخ بزيادة خطر الإصابة بمرض السرطان وأمراض القلب.
ومن المثير للاهتمام أن العديد من الدراسات التي أُجريت على الفئران والجرذان قد أظهرت أن أوراق وبذور المورينجا قد تحمي من بعض آثار التسمم بالزرنيخ. وهذه النتائج تعتبر واعدة ، ولكن لم يعرف بعد ما إذا كانت تنطبق على البشر أيضاً.
الخلاصة :
إن نبات المورينجا هو شجرة هندية استخدمت في الطب التقليدي لآلاف السنين. ومع ذلك ، فقد تمت دراسة عدد قليل فقط من فوائد هذا النبات الصحية العديدة المعروفة علمياً .
حتى الآن ، تشير الدراسات إلى أن نبات المورينجا قد يؤدي إلى حدوث تخفيضات متواضعة في مستويات السكر والكولسترول في الدم. وقد يكون له أيضا تأثيرات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات وحامية من التسمم بالزرنيخ.
تعتبر أوراق المورينجا أيضا من الاطعمة ذات القيمة الغذائية العالية ، و التي يمكن أن تكون مفيدة للأشخاص الذين يفتقرون إلى العناصر الغذائية الضرورية.