يشير مصطلح حساسية الجلوتين إلى ثلاثة أنواع من الحالات (4).
وعلى الرغم من أن الحالات التالية لها بعض أوجه التشابه، إلا أنها تختلف اختلافًا كبيرًا من حيث المنشأ والتطور والشدة.
مرض الاضطرابات الهضمية:
مرض الاضطرابات الهضمية هو أحد أمراض المناعة الذاتية الالتهابية التي تسببها كل من العوامل الوراثية والبيئية. وهذا المرض يؤثر على نحو 1% من سكان العالم.
ومع ذلك، ففي بلدان مثل فنلندا والمكسيك وسكان معينين في شمال إفريقيا، يُقدر أن معدل الانتشار أعلى من ذلك بكثير – حوالي 2-5% (5، 6).
وهذه الحالة مزمنة ترتبط باستهلاك الحبوب التي تحتوي على الجلوتين لدى الأشخاص المعرضين للإصابة.
وعلى الرغم من أن مرض الاضطرابات الهضمية يتضمن العديد من الأجهزة في الجسم، إلا أنه يعتبر اضطرابًا التهابيًا في الأمعاء الدقيقة.
ويسبب تناول المصابون بمرض الاضطرابات الهضمية هذه الحبوب، تلفًا في الخلايا المعوية، وهي الخلايا التي تبطن الأمعاء الدقيقة. مما يؤدي إلى تلف معوي، وسوء امتصاص المواد الغذائية، وأعراض مثل فقدان الوزن والإسهال (7).
وتشمل الأعراض الأخرى أيضا فقر الدم وهشاشة العظام والاضطرابات العصبية وأمراض الجلد، مثل التهاب الجلد. ومع ذلك، قد لا تظهر أعراض على الإطلاق للعديد من الأشخاص المصابين بمرض الاضطرابات الهضمية (8، 9).
ويتم تشخيص هذه الحالات بواسطة خزعة معوية، وتُعتبر “المعيار الذهبي” لتشخيص مرض الاضطرابات الهضمية، أو فحص الدم لأنماط وراثية محددة أو أجسام مضادة. والعلاج الوحيد حاليا لهذا المرض هو التجنب الكلي للجلوتين.
- حساسية القمح
تعتبر حساسية القمح أكثر شيوعًا عند الأطفال، ولكنها قد تؤثر أيضا على البالغين. وأولئك الذين لديهم حساسية من القمح لديهم استجابة مناعية غير طبيعية لبروتينات معينة في منتجات القمح.
وقد تتراوح الأعراض من الغثيان الخفيف إلى الحساسية المفرطة التي قد تهدد الحياة – وهو رد فعل تحسسي يمكن أن يسبب صعوبة في التنفس – بعد تناول القمح أو استنشاق دقيق القمح.
وتختلف الحساسية للقمح عن مرض الاضطرابات الهضمية، إلا أنها من الممكن أن تسبب كلا الأعراض. وعادة ما يتم تشخيص الحساسية من قبل خبراء الحساسية باستخدام الدم أو اختبار وخز الجلد.
- الحساسية لغير السيلياك
يُبلغ عدد كبير من الأشخاص عن أعراض بعد تناولهم الجلوتين، على الرغم من عدم إصابتهم بمرض الاضطرابات الهضمية أو حساسية للقمح (10).
ويتم تشخيص حساسية الجلوتين لغير السيلياك (NCGS)، عندما لا يعاني الشخص من أي من الحالات المذكورة أعلاه، ومع ذلك يُصاب بأعراض معوية وأعراض أخرى – مثل الصداع والتعب وآلام المفاصل – عند استهلاك الجلوتين.
ويجب استبعاد الإصابة بمرض الاضطرابات الهضمية، وحساسية القمح لتشخيص الحساسية لغير السيلياك نظرا لأن الأعراض تتداخل في جميع هذه الحالات.
ومثل أولئك الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية أو حساسية من القمح، فإن الذين يعانون من NCGS يبلغون عن تحسّن الأعراض عند اتباع نظام غذائي خالِ من الجلوتين.
ملخص:
يشير عدم تحمل الجلوتين إلى مرض الاضطرابات الهضمية، وحساسية القمح، و NCGS. وعلى الرغم من تداخل بعض الأعراض، فإن هذه الحالات تختلف اختلافات كبيرة.