الوجبات الغذائية المنخفضة الكربوهيدرات مفيدة بشكل كبير جدا، وقد تساعد في تراجع العديد من الأمراض الخطيرة، بما في ذلك السمنة والسكري 2، ومتلازمة التمثيل الغذائي.
ومع ذلك، فإن كثير من الإدعاءات الخاطئة حول هذا النظام الغذائي، والمفاهيم الشائعة عنه لا يدعمها العلم.
وفيما يلي 10 من تلك المفاهيم الشائعة:
1. الحمية منخفضة الكربوهيدرات مناسبة للجميع
تشير الدراسات باستمرار إلى أن الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، تساعد في إنقاص الوزن، وتحسين معظم عوامل الخطر للأمراض (1، 2، 3). إلا أن هذا النمط من الأكل غير مناسب للجميع.
فقد يشعر البعض بعدم الارتياح تجاه هذا النظام الغذائي، في حين لايحصل الآخرون على النتائج التي يتوقعونها. ومن الجدير بالذكر أن الرياضيين والأشخاص النشطين جسديًا، يحتاجون إلى الكثير من الكربوهيدرات أكثر مما يوفره هذا النظام الغذائي.
2. الكربوهيدرات بطبيعتها تسبب زيادة الوزن
إن تناول كميات كبيرة من السكر والكربوهيدرات المكررة يضر بالصحة. ومع ذلك، فإن الكربوهيدرات تسبب السمنة فقط إذا تم تكريرها وإدراجها في الأطعمة الشهية للغاية والتي يسهل تناولها.
فعلى سبيل المثال، تحتوي البطاطس المخبوزة على الكثير من الألياف وتساعد على الشعور بالشبع، في حين أن رقائق البطاطس المقلية في زيت الذرة ومتبلة بالملح، تتعرض للمعالجة وتصبح أكثر قابلية للإدمان شديد.
مع الوضع في الاعتبار أن العديد من السكان حول العالم، مثل سكان جزيرة أوكيناوا اليابانية، يتمتعون بصحة جيدة بالتغذية على نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، ويشتمل على أطعمة كاملة غير معالجة.
3. الجزر والفواكه والبطاطس غير صحية بسبب الكربوهيدرات
يتم شيطنة العديد من الأطعمة التقليدية الطبيعية من قبل مؤيدي الوجبات منخفضة الكربوهيدرات بسبب محتوى الكربوهيدرات.
وتشمل هذه أطعمة مثل الفواكه والبطاطس والجزر. ومن الضروري الحد من هذه الأطعمة عند اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، ولكن هذا لا يعني أنه يوجد أي خطأ في هذه الأطعمة، وفي علم التغذية، مثل معظم التخصصات، فإن السياق مهم.
فعلى سبيل المثال، سيكون هناك تحسن صحي لاستبدال أي طعام غير صحي في النظام الغذائي بالموز الطازج عالي الكربوهيدرات. ومع ذلك، فبالنسبة للذين يعانون من مرض السكري ويحاولون خفض الكربوهيدرات، قد يكون إضافة الموز إلى نظامهم الغذائي ضارًا.
4. النظم الغذائية منخفضة الكربوهيدرات دائمًا كيتونية
النظام الغذائي الكيتوني عبارة عن نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، يتكون عادة من أقل من 50 جرامًا من الكربوهيدرات يوميًا إلى جانب تناول كميات كبيرة من الدهون (60-85% من السعرات الحرارية).
ويمكن أن يكون الكيتون حالة استقلابية مفيدة للغاية، خاصةً للذين يعانون من أمراض معينة مثل السكري أو متلازمة التمثيل الغذائي أو الصرع أو السمنة (4، 5، 6).
ومع ذلك، فهو ليس الطريقة الوحيدة لاتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات. حيث يمكن أن يشمل نمط الأكل 100-150 جرام من الكربوهيدرات يوميًا وربما أكثر.
وضمن هذا النطاق، يمكن بسهولة تناول عدة قطع من الفاكهة يوميًا، وأيضا كميات صغيرة من الأطعمة الكاملة النشوية مثل البطاطس.
ورغم أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات قد يكون أكثر فعالية لفقدان الوزن بسرعة وأعراض مرضية عديدة، إلا أنه لا يكون ناجحا مع الجميع.
5. جميع الكربوهيدرات سكر
إن الادعاء بأن جميع الكربوهيدرات تتكسر إلى سكر في الجهاز الهضمي، صحيح جزئياً، ولكنه مضلل.
فكلمة “سكر” تنطبق على العديد من السكريات البسيطة مثل الجلوكوز، و الفركتوز والجلاكتوز. وسكر المائدة (السكروز) يتكون من جزيء واحد من الجلوكوز مرتبط بالفركتوز.
والنشا، الموجود في الحبوب والبطاطس، عبارة عن سلسلة طويلة من جزيئات الجلوكوز. حيث تقوم الإنزيمات الهاضمة بتكسير النشا إلى الجلوكوز قبل الامتصاص. وفي النهاية، تتحول كل الكربوهيدرات (باستثناء الألياف) إلى سكر.
وفي حين أن السكريات البسيطة سهلة الهضم، وتتسبب في ارتفاع كبير في مستويات السكر في الدم، إلا أن النشويات والكربوهيدرات الأخرى في الأطعمة الكاملة لا تميل إلى رفع مستويات السكر في الدم مثل تلك الموجودة في الحلويات والأطعمة المكررة أو المصنعة.
لذلك، من المهم التمييز بين الأطعمة الكاملة والكربوهيدرات المكررة. وإلا قد يُعتقد أنه لا يوجد فرق غذائي بين البطاطس وقطعة من الحلوى.
6. استحالة زيادة الوزن مع النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات
بعض الناس يعتقدون أن زيادة الوزن أمر مستحيل مع تناول كميات منخفضة من الكربوهيدرات وانخفاض مستويات الأنسولين.
ومع ذلك، من الممكن حدوث زيادة في الوزن مع اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات. فالكثير من الأطعمة منخفضة الكربوهيدرات يمكن أن تتسبب في السمنة، خاصةً بالنسبة للذين لديهم شراهة عند تناول الطعام، وتشمل هذه الأطعمة الجبن والمكسرات والفول السوداني والكريمة الدسمة.
وعلى الرغم من أن الكثير يمكنهم تناول هذه الأطعمة دون حدوث أي مشاكل، إلا أن البعض يحتاج إلى تخفيف معدلات الاستهلاك إذا رغبوا في فقدان الوزن دون تقييد السعرات الحرارية.
7. تناول الزبدة وزيت جوز الهند يعتبر فكرة جيدة
على الرغم من العقود الطويلة من الدعاية المضادة للدهون، تشير الدراسات إلى أن الدهون المشبعة ليست ضارة كما كان يفترض سابقًا (7، 8، 9).
ولا يوجد سبب لتجنب منتجات الألبان الغنية بالدهون، أو دهون اللحوم، وزيت جوز الهند، أو الزبدة. مع تناولها باعتدال، فإن هذه الأطعمة صحية، حيث يمكن أن يكون الاستهلاك الزائد خطرا.
ورغم أنه قد يكون من المألوف إضافة كمية من الكريمة وزيت جوز الهند إلى القهوة، إلا أن ذلك لايتيح الفرصة لتضمين أطعمة صحية أخرى كثيفة المغذيات في النظام الغذائي.
8. السعرات الحرارية ليست مهمة
يؤكد بعض مؤيدي الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، أن السعرات الحرارية غير مهمة.
فالسعرات الحرارية هي مقياس الطاقة، وتخزين الدهون في الجسم يكون ببساطة للطاقة. فإذا كان الجسم يستهلك طاقة أكثر مما يمكن حرقه، يتم تخزينها كدهون في الجسم. وإذا كان الجسم يبذل طاقة أكثر مما يستهلك، فإنه يتم حرق الدهون للحصول على الطاقة.
وتعمل الأنظمة منخفضة الكربوهيدرات جزئيا عن طريق الحد من الشهية. وبالتالي يتناول الأشخاص عددًا أقل من السعرات الحرارية تلقائيًا، تكون هناك حاجة أقل إلى حساب السعرات الحرارية أو مراقبة تناول البروتين (10).
ورغم أن السعرات الحرارية مهمة في كثير من الحالات، إلا إن حسابها بدقة أمر غير ضروري إلى حد كبير في النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات.
9. لا علاقة للألياف بصحة الإنسان
تُعرف الكربوهيدرات عسرة الهضم مجتمعة باسم الألياف الغذائية. ولا يوجد لدى البشر إنزيمات لهضم الألياف، ولكن هذه المغذيات مهمة للصحة، وتُعد أمراً حيوياً لبكتيريا الأمعاء، التي تحول الألياف إلى مركبات مفيدة مثل زبدات الأحماض الدهنية .
وتُظهر العديد من الدراسات، أن الألياف وخاصة القابلة للذوبان، تؤدي إلى فوائد عديدة مثل فقدان الوزن وتحسين الكوليسترول، لذلك فإن تناول الأطعمة النباتية الغنية بالألياف مع اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، يعتبر أمر ليس سهلا فقط بل وصحي.
10. الكربوهيدرات تسبب المرض
يمكن للأشخاص الذين يتمتعون بصحة أيضية تناول الكثير من الكربوهيدرات دون أي ضرر، طالما كان التركيز على الأطعمة الكاملة.
ولكن بالنسبة للذين يعانون من مقاومة الأنسولين أو السمنة، فأن قواعد التمثيل الغذائي في الجسم تختلف. حيث قد يحتاج الأشخاص الذين لديهم خلل في التمثيل الغذائي إلى تجنب جميع الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات.
ومع الوضع في الاعتبار أنه على الرغم من أن إزالة معظم الكربوهيدرات، قد يكون ضروريًا للتحسن من المرض، فإن هذا لا يعني أن الكربوهيدرات نفسها تسبب المرض.
وإذا لم يكن هناك خلل في التمثيل الغذائي، فمن الجيد تناول الأطعمة عالية الكربوهيدرات، مع الالتزام بالأطعمة الكاملة غير المصنعة وممارسة الرياضة بانتظام.
الرسالة الرئيسية:
يمكن أن تعزز الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات فقدان الوزن وتساعد في العديد من الحالات الصحية، إلا أن هناك الكثير من الإدعاءات حولها.
وبشكل عام، لايعتبر هذا النظام الغذائي مناسباً للجميع، وفي حال الرغبة في تحسين حالة التمثيل الغذائي أو إنقاص الوزن بسرعة، يمكن تجربة اتباع النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات.
وفي الوقت نفسه، فإن هذا النمط للأكل ليس بالضرورة أكثر صحة من نمط الحياة الذي يجمع بين الأطعمة الكاملة والتمارين الرياضية.