تحظى مكملات الفيتامين بشعبية كبيرة. وغالبًا ما يعتقد الناس أنها تعمل كشبكة حماية تساعد في ضمان تناول ما يكفي من المغذيات. وتعتبر مكملات فيتامين B12 من المكملات الشائعة بشكل خاص، لأن النقص فيه واسع الانتشار.
كما أن كثير من الناس في واقع الأمر يتناولون بانتظام حقن فيتامين B12. حيث يُقال إنها تساعد في تعزيز مستويات الطاقة، ووظائف الدماغ وأيضا فقدان الوزن، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
ويحاول هذا المقال استعراض حقن B12، وما إذا كان يجب التفكير في تجربتها والأخذ بها.
ما هو فيتامين B12 وما دوره؟
فيتامين B12، فيتامين قابل للذوبان في الماء، ويُعرف أيضًا باسم الكوبالامين. وهو يلعب دورًا حيويًا في وظائف الدماغ، وإنتاج الحمض النووي وخلايا الدم الحمراء.
ومن الناحية الكيميائية، يمكن أن يوجد فيتامين B12 في عدة أشكال مختلفة، ولكن جميعها تحتوي على الكوبالت المعدني. ويمكن تخزين الفيتامين في الكبد لفترة طويلة، لذلك قد يستغرق الأمر بضع سنوات لحدوث نقص به (1).
يبلغ المدخول اليومي الموصى به من فيتامين B12، نحو 6 ميكروجرام في اليوم. ويعتبر النقص شائع في الذين يتبعون حمية نباتية. ويُعتقد أن ما يصل إلى 90% من الأشخاص الذين يتبعون هذه الوجبات يعانون من نقص (2، 3). وذلك لأن B12 موجود بشكل طبيعي فقط في الأطعمة الحيوانية.ومع ذلك، فليس النباتيين هم وحدهم الذين يعانون من نقص. ولكن بعض الذين يتناولون اللحوم لا يمتصونه في أجسامهم بشكل جيد (4، 5).وعلى عكس الفيتامينات الأخرى، يعتمد امتصاص فيتامين B12 على البروتين المنتج في المعدة، ويسمى العامل الذاتي. ويرتبط هذا العامل بفيتامين B12، بحيث يمّكن من امتصاصه في الدم. والأشخاص الذين لا ينتجون ما يكفي من العامل الذاتي يمكن أن يصابوا بالنقص.كما يعتبر النقص شائعًا بشكل خاص لدى كبار السن، لأن القدرة على امتصاص فيتامين B12، يمكن أن تتناقص مع تقدم العمر (6، 7، 8، 9، 10).
ومن بين الأشخاص الآخرين المعرضين لخطر النقص، أولئك الذين خضعوا لجراحة في الأمعاء، بما في ذلك جراحات إنقاص الوزن. وأيضا أولئك الذين يعانون من الأمراض التي تصيب الأمعاء، مثل مرض كرون أو مرض الاضطرابات الهضمية
حقن فيتامين B12 فعالة للغاية
يمكن أن يؤدي نقص فيتامين B12، غير المعالج إلى مشاكل عصبية أو فقر الدم الخبيث، والذي يحدث عندما لا يحتوي الجسم على ما يكفي من B12 لإنتاج كمية خلايا الدم الحمراء التي يحتاجها.
وتُعد حقن فيتامين B12 الطريقة الأكثر شيوعًا لمنع أو علاج النقص. ويصف الطبيب الحقن التي تُعطى في العضل. وتكون عادةً على شكل هيدروكسوكوبالامين أو سيانوكوبالامين، حيث أنها فعالة جدا في رفع مستويات الدم من B12 ومنع النقص أو علاجه.
الفوائد الصحية المحتملة:
بالنظر إلى الأدوار الحيوية التي يلعبها فيتامين B12 في الجسم، يمكن أن يؤدي النقص إلى عواقب وخيمة على الصحة. وقد تم ربط انخفاض مستويات الدم من فيتامين بعدة مشاكل صحية.
- وظائف الدماغ
تم ربط مستويات منخفضة من فيتامين B12 بانخفاض في وظائف المخ. وقد وجدت مراجعتان حديثتان، أنه قد يكون هناك رابط بين انخفاض مستويات الدم وتطور الخرف.
ومع ذلك، فالنتائج مختلطة ولم يكن العلاج بفيتامين B12 فعالًا في تحسين وظائف المخ لدى الأشخاص الذين لديهم وظائف دماغية طبيعية.
- الاكتئاب
هناك اقتراح أنه قد يوجد رابط بين انخفاض مستويات فيتامين B12 والاكتئاب. ومع ذلك، وجدت مراجعة واحدة أن علاج الاكتئاب بفيتامين B12 لم يقلل من شدة الأعراض. إلا أنه يُقترح أن تناول فيتامين على المدى الطويل يمكن أن يساعد في منع الانتكاس إلى الاكتئاب.
ويوجد حاليا نقص في جودة البحوث في هذا المجال، وحاجة لدراسات عالية الجودة لمعرفة ما إذا كان هناك ارتباط بين فيتامين B12 والاكتئاب.
- هشاشة العظام
ترقق العظام، مرض يؤدي فيه فقدان كتلة العظام إلى ضعفها وزيادة خطر الإصابة بكسور العظام. ومن المثير للاهتمام، أنه تم ربط انخفاض مستويات الدم من فيتامين B12 بانخفاض كتلة العظام.
لذلك، من المقترح أن تناول فيتامين B12 قد يقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام. ومع ذلك، فالنتائج التي قدمتها الدراسات تعتبر مختلطة
- التنكس البقعي المرتبط بتقدم العمر
وهو الحالة التي تؤدي إلى الفقدان التدريجي للرؤية المركزية، ويحدث عادة في كلتا العينين.
ويُعتقد في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، أن الاستهلاك المناسب لفيتامين B12 مهم للحفاظ على الرؤية الجيدة والحماية من الضمور البقعي.
- ادعاءات أخرى
أصبحت حقن فيتامين B12 شائعة في الآونة الأخيرة بين الأصحاء الذين لا يبدو أنهم يعانون من نقص. ويدعي المدافعون عن هذا النهج أن الحقن المنتظمة، يمكن أن تعزز مستويات الطاقة، وتساعد في تخفيف الوزن وتحسُّن المزاج.
السلامة والآثار الجانبية:
تعتبر حقن فيتامين B12 آمنة بشكل عام، ولايوجد لها أي آثار جانبية كبيرة. إلا أنه في حالات نادرة للغاية، يمكن لبعض الناس تجربة بعض الآثار الجانبية الناجمة عن الحساسية.
ويجب التحدث مع الطبيب في حالة مواجهة أي آثار جانبية.
طرق أخرى للحصول على فيتامين B12
فيتامين B12 متوفر في الأغذية الحيوانية، وكذلك بعض الأطعمة المدعمة بفيتامين B12. وهذه الأطعمة تختلف من بلد إلى آخر، ولكنها غالبًا ما تشمل بدائل الحليب أو حبوب الإفطار.
ومن بعض المصادر الجيدة لفيتامين B12:
- الكبد: يوفر 1/3 كوب (75 جم)، 881% من RDI.
- كُلى لحوم البقر: يوفر 1/3 كوب (75 جرام)، 311% من RDI.
- سمك السلمون المرقط: يوفر 1/3 كوب (75 جم)، 61% من RDI.
- سمك السلمون المعلب: يوفر 1/3 كوب (75 جم)، 61% من RDI.
- لحم البقر المفروم: يوفر 1/3 كوب (75 جم)، 40% من RDI.
- البيض: توفر 2 بيضة كبيرة 25% من RDI.
- الحليب: يوفر 1 كوب (250 مليمتر) 20% من RDI.
- الدجاج: يوفر 1/3 كوب (75 جم)، 3% من RDI.
قد يكون من الصعب أحيانا على بعض الأشخاص تلبية احتياجاتهم من فيتامين B12، خاصة أولئك الذين يتبعون نظام غذائي نباتي. وفي هذه الحالات، يوصى عادةً بتناول مكملات B12 سواء عن طريق الفم أو الحقن.
وتشير أدلة متزايدة إلى أن كل من كبسولات مكملات B12 والحقن بنفس الجودة لرفع مستوياته في الدم لدى معظم الناس.
ويُنصح النباتيون عادة بتناول ما لا يقل عن 10 ميكروجرام في اليوم، أو ما لا يقل عن 2000 ميكروجرام مرة واحدة في الأسبوع. ولا يزال بعض الأطباء يفضلون استخدام الحقن.
من يحتاج إلى حقن فيتامين B12؟
الذين يتناولون نظامًا غذائيًا متوازنًا يتضمن أطعمة غنية بفيتامين B12، من غير المرجح احتياجهم إلى تناول B12 إضافي. وبالنسبة لمعظم الناس، توفر المصادر الغذائية الكمية المطلوبة منه. ولكن ربما يحتاج الأشخاص المعرضين لخطر النقص إلى تناول المكملات الغذائية.
وفي مثل تلك الحالات، تكون المكملات الغذائية عن طريق الفم فعالة مثل الحقن بالنسبة لكثير من الناس.
ويشير بعض الخبراء، إلى أن الحقن المنتظمة يجب ألا تستخدم إلا كحل أخير إذا لم تنجح المكملات الغذائية أو إذا كانت أعراض النقص خطيرة.
ويمكن التحدث مع الطبيب أو اختصاصي التغذية حول الخيارات المتاحة، وذلك في حالة القلق حول كمية فيتامين B12 وما إذا كانت كافية.