in

الجلوتامين : الفوائد والاستخدامات والآثار الجانبية

الجلوتامين Glutamine هو حمض أميني مهم له العديد من الوظائف في الجسم. كما أنه لبنة أساسية من البروتين وجزء حيوي من الجهاز المناعي. والأهم من ذلك ، أن له دور خاص في صحة الأمعاء.

ينتج الجسم هذا الحمض الأميني بشكل طبيعي ، كما يتواجد أيضًا في العديد من الأطعمة. لكن على الرغم من ذلك ، قد لا تكون متأكداً من مدى حاجتك إلى جلوتامين إضافي من المكملات الغذائية من أجل التمتع  بصحة المُثلى.

تشرح هذه المقالة أهمية الجلوتامين، وتناقش فوائد مكملات الجلوتامين الغذائية ومدى أمنها.

#1 ما هو الجلوتامين؟

الجلوتامين هو حمض أميني. والأحماض الأمينية عبارة عن جزيئات تلعب العديد من الأدوار في الجسم. الغرض الرئيسي من الأحماض الأمينية هو أن تكون بمثابة اللبنات الأساسية للبروتينات.

حيث تعد البروتينات مهمة للاعضاء، كما أنها تخدم وظائف أخرى، مثل نقل المواد في الدم ومكافحة الفيروسات والبكتيريا الضارة (1).

مثل العديد من الأحماض الأمينية الأخرى، يوجد الجلوتامين في شكلين مختلفين: L- الجلوتامين و D- الجلوتامين. وهما نوعان متطابقان تقريبًا، إلا أن لهما ترتيب جزيئي مختلف قليلاً (2).

والشكل الموجود في الأطعمة والمكملات الغذائية هو L- الجلوتامين.  وتدرج بعض المكملات الغذائية على أنها L- الجلوتامين، لكن البعض الآخر يستخدم مصطلح "الجلوتامين" الأوسع انتشاراً.

بينما يستخدم L- الجلوتامين لصنع البروتينات وأداء وظائف أخرى، يبدو أن D-جلوتامين غير مهم نسبياً في الكائنات الحية.

يتم إنتاج الجلوتامين- L بشكل طبيعي في الجسم. ويعتبر من أكثر الأحماض الأمينية وفرة في الدم وسوائل الجسم الأخرى.

ومع ذلك، هناك بعض الأوقات التي تكون فيها احتياجات الجسم من الجلوتامين أكبر من قدرته على إنتاجه.

لذا، يعتبر الجلوتامين من الأحماض الأمينية الضرورية شرطًيا، بمعنى أنه يجب الحصول عليه من النظام الغذائي في ظل ظروف معينة، مثل الإصابة أو المرض (3).

بالاضافة إلى ان الجلوتامين يعد جزيء مهم لجهاز المناعة والصحة المعوية.

الملخص :

ان الجلوتامين هو حمض أميني مهم. و L- الجلوتامين هو الشكل الموجود في الأطعمة والمكملات الغذائية و جسم الإنسان ، وهو جزء من البروتينات في الجسم ويشارك في وظائف المناعة والصحة المعوية.

#2 الجلوتامين متوفر بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة :

يوجد الجلوتامين بشكل طبيعي في مجموعة متنوعة من الأطعمة. 

وتشير التقديرات إلى أن النظام الغذائي النموذجي يحتوي على ما يتراوح بين 3 إلى 6 جرامات من الجلوتامين يوميًا، ولكن هذا يمكن أن يختلف وفقًا لاختلاف الأنظمة الغذائية (4).

لقد تم العثور على أكبر كميات من من الجلوتامين في المنتجات الحيوانية بسبب محتواها العالي من البروتين.

لكن مع ذلك، تحتوي بعض الأطعمة النباتية أيضا على نسبة كبيرة منه في البروتين الخاص بها.

وقد استخدمت إحدى الدراسات تقنيات مخبرية متقدمة لتحديد مقدار الجلوتامين L الموجود في الأطعمة المختلفة (5).

وفيما يلي نسب البروتين المكونة من L- الجلوتامين في بعض أنواع الطعام :

- البيض : 4.4 % (0.6 جرام لكل 100 جرام من البيض).

- اللحم البقري : 4.8 % (1.2 جرام لكل 100 جرام من اللحم البقري).

- الحليب الخالي من الدسم : 8.1 % (0.3 جرام لكل 100 جرام من الحليب).

- التوفو : 9.1 % (0.6 جرام لكل 100 جرام من التوفو).

- الأرز الأبيض : 11.1 % (0.3 جرام لكل 100 جرام من الأرز).

- الذرة : 16.2 % (0.4 جرام لكل 100 جرام من الذرة).

وعلى الرغم من أن بعض المصادر النباتية - مثل الأرز الأبيض والذرة - تحتوي على نسبة كبيرة من البروتين المكون من الجلوتامين ، إلا أنها تحتوي على نسبة منخفضة من البروتين بشكل عام.

وبالتالي ، فإن اللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى تعتبر من أبسط الطرق للحصول على كميات عالية منه. لكن لسوء الحظ ، لم تتم دراسة محتوى الجلوتامين الدقيق للعديد من الأطعمة.

مع ذلك ، ولأن الجلوتامين جزء ضروري من البروتينات ، فإن أي طعام يحتوي على بروتين سوف يحتوي بطبيعة الأمر على بعض الجلوتامين.

يعد التركيز على الحصول على ما يكفي من البروتين في النظام الغذائي العام بمثابة طريقة سهلة لزيادة كمية الجلوتامين التي تتناولها يومياً.

الملخص :

أي طعام يحتوي على البروتين يحتوي بطبيعة الأمر على بعض الجلوتامين، ولكن بكميات مختلفة. وتعتبر الأطعمة الحيوانية مصادر جيدة بسبب محتواها من البروتين. 

إن الحصول على ما يكفي من البروتين في النظام الغذائي يضمن الحصول على القدر الكافي من الجلوتامين.

#3 الجلوتامين مهم لجهاز المناعة :

أحد أهم وظائف الجلوتامين هي الدور الذي يلعبه في جهاز المناعة ، حيث يعتبر الجلوتامين مصدر طاقة مهم للخلايا المناعية، بما في ذلك خلايا الدم البيضاء وبعض الخلايا المعوية (6).

ومع ذلك، يمكن أن تنخفض مستويات الجلوتامين في الدم بسبب الإصابات الكبيرة أو الحروق أو العمليات الجراحية.

وفي الحالات التي تكون فيها حاجة الجسم إلى الجلوتامين أكبر من قدرته على إنتاجه، قد يحطم الجسم مخازن البروتين مثل العضلات، لإطلاق المزيد من هذا الحمض الأميني.

كما يمكن تقويض وظيفة الجهاز المناعي عند توفر كميات غير كافية من الجلوتامين.

لهذه الأسباب ، كثيراً ما يتم وصف أنظمة غذائية غنية بالبروتين أو حميات غنية بالجلوتامين أو مكملات الجلوتامين بعد الإصابات الكبيرة مثل الحروق.

وقد أفادت الدراسات أيضًا أن مكملات الجلوتامين قد تعمل على تحسين الصحة وتقليل الالتهابات وتؤدي إلى البقاء لفترات أقصر في المستشفى بعد الجراحة.

إلى جانب أنها أثبتت فعاليتها في تحسين معدل البقاء على قيد الحياة وتقليل التكاليف الطبية للمرضى المصابين بأمراض خطيرة.

كما أظهرت دراسات أخرى أن مكملات الجلوتامين قد تعمل أيضًا على تحسين وظيفة المناعة لدى الحيوانات المصابة بالبكتيريا أو الفيروسات.

ومع ذلك، لا توجد أدلة قوية على فوائد الجلوتامين للأشخاص البالغين الأصحاء، ويمكن تلبية احتياجات هؤلاء الأفراد من خلال النظام الغذائي والإنتاج الطبيعي للجسم.

الملخص :

يلعب الجلوتامين دورًا مهمًا في وظيفة المناعة. إلا أنه في أثناء المرض أو الإصابة ، قد لا يتمكن الجسم من إنتاج ما يكفي منه. 

قد تساعد مكملات الجلوتامين الغذائية في تحسين وظيفة المناعة والحفاظ على مخازن البروتين في الجسم.

#4 دور الجلوتامين في الصحة المعوية :

ترتبط فوائد الجلوتامين للجهاز المناعي بدوره في الصحة المعوية. ففي جسم الإنسان ، تعتبر الأمعاء الجزء الأكبر من الجهاز المناعي.

هذا بسبب وجود العديد من الخلايا المعوية ذات الوظائف المناعية ، وكذلك تريليونات من البكتيريا التي تعيش في الأمعاء وتؤثر على صحة جهاز المناعة.

والجلوتامين هو مصدر مهم للطاقة للخلايا المعوية والمناعية. كما أنه يساعد في الحفاظ على الحاجز بين داخل الامعاء وبقية الجسم، وبالتالي الحماية من تسرب الأمعاء (7).

هذا يمنع بدوره البكتيريا أو السموم الضارة من الانتقال من الأمعاء إلى بقية الجسم. كما أن الجلوتامين ضروري للنمو الطبيعي والحفاظ على الخلايا في الأمعاء.

ونظرًا للدور الرئيسي الذي تلعبه الأمعاء في الجهاز المناعي، قد يفيد الجلوتامين في الصحة العامة المناعية من خلال دعم الخلايا المعوية.

الملخص :

تعتبر الأمعاء جزءًا رئيسيًا ومهماً من جهاز المناعة. يعتبر الجلوتامين مصدر طاقة للخلايا المعوية والمناعية. كما أنه يساعد في الحفاظ على الحاجز بين الامعاء وبقية الجسم، ويساعد في النمو السليم للخلايا المعوية.

#5 تأثير الجلوتامين على اكتساب العضلات والأداء الرياضي :

نظرًا لدور الجلوتامين كلبنة بناء من البروتين ، قام بعض الباحثين باختبار تأثير تناوله كمكمل على اكتساب العضلات أو أداء التمارين الرياضية.

ففي إحدى الدراسات ، تناول 31 شخصًا مكمل الجلوتامين أو مكمل وهمي خلال ستة أسابيع من تدريبات رفع الأثقال.

وبحلول نهاية الدراسة ، أظهرت كلتا المجموعتين تحسن في كتلة العضلات والقوة ، إلا أنه لم تكن هناك أي اختلافات بينهما.

أظهرت دراسات إضافية أيضًا، أنه ليس هناك أي تأثير من الجلوتامين على كتلة العضلات أو أدائها.

ومع ذلك ، ذكرت بعض الأبحاث أن مكملات الجلوتامين قد تقلل من آلام العضلات وتحسن التعافي بعد ممارسة التمرينات الرياضية القاسية (8).

ففي الواقع ، وجدت إحدى الدراسات أن الجلوتامين أو الجلوتامين بالإضافة إلى الكربوهيدرات يمكن أن يساعد في تقليل مؤشرات الإرهاق من الدم خلال ساعتين من ممارسة رياضة الجري.

كما تم استخدام الجلوتامين أيضا لمحاولة تعزيز الوظيفة المناعية لدى الرياضيين، ولكن النتائج كانت مختلفة.

ووجدت أبحاث أخرى أن مكملات الجلوتامين لم تحسن مخازن الكربوهيدرات (الجليكوجين) في العضلات عند إضافتها إلى الكربوهيدرات وبعض الأحماض الأمينية (9).

في الواقع ، لا يوجد أي دليل على أن مكملات الجلوتامين توفر أي فوائد لزيادة كتلة العضلات أو قوتها. وهناك بعض الدعم المحدود للآثار الأخرى، ولاتزال توجد حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث.

من المهم أيضًا ملاحظة أن العديد من الرياضيين يتناولون جرعات عالية من البروتين في وجباتهم الغذائية العادية، مما يعني أنهم قد يستهلكون كميات كبيرة من الجلوتامين حتى بدون استهلاك المكملات الغذائية.

الملخص :

ليس هناك الكثير من الأدلة العلمية التي تثبت فائدة مكملات الجلوتامين في زيادة كتلة العضلات أو القوة. ومع ذلك، قد تقلل هذه المكملات من الشعور بالتعب أو من آلام العضلات في أثناء وبعد التمرين.

#6 الجرعة وإرشادات السلامة والآثار الجانبية المحتملة :

نظرًا لأن الجلوتامين عبارة عن حمض أميني يتم إنتاجه بشكل طبيعي في الجسم ويوجد في العديد من الأطعمة ، فلا داعي للقلق حيال كونه ضاراً عند تناوله بكميات طبيعية.

وتشير التقديرات إلى أن النظام الغذائي العادي قد يحتوي على ما يتراوح بين 3 إلى 6 جرامات يوميًا ، على الرغم من أن هذه الكمية قد تختلف بناءً على أنواع وكميات الأطعمة المستهلكة (10).

لقد استخدمت بعض الدراسات التي أجريت على مكملات الجلوتامين، مجموعة واسعة من الجرعات تتراوح ما بين حوالي 5 جرامات يوميًا إلى جرعات عالية تبلغ حوالي 45 جرامًا يوميًا لمدة ستة أسابيع.

وبالرغم من عدم الإبلاغ عن أي آثار جانبية سلبية مع هذه الجرعة العالية ، لم يتم فحص مؤشرات سلامة الدم على وجه التحديد.

أبلغت دراسات أخرى عن الحد الأدنى من المخاوف المتعلقة بالسلامة بخصوص المكملات قصيرة الأجل التي تصل الجرعة بها إلى 14 جرامًا يوميًا.

 ويعتقد بشكل عام أن الاستخدام على المدى القصير من المكملات يرجح أنه آمن للصحة. إلا أن بعض العلماء أثاروا بعض المخاوف بشأن إستخدام مكملات الجلوتامين على المدى الطويل (11).

قد تؤدي إضافة الجلوتامين إلى نظام غذائي منتظم، إلى حدوث مجموعة متنوعة من التغييرات في طريقة امتصاص الجسم للأحماض الأمينية ومعالجتها. إلا إن الآثار الطويلة الأجل لهذه التغييرات غير معروفة.

لذلك ، هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث حول أثر المكملات طويلة الأجل ، وخاصة مع الجرعات العالية.

ومن المحتمل ألا يكون لمكملات الجلوتامين نفس التأثيرات إذا كان النظام الغذائيً غنيًا بالبروتين ، مقارنةً بالنظام الغذائي النباتي الذي يحتوي على قدر منخفض من البروتين.

إذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا نباتيًا يحتوي على نسبة منخفضة من الجلوتامين، فقد يكون من الممكن تناول مكملات الجلوتامين و ستظل الجرعة التي تحصل عليها يومياً طبيعية بشكل عام.

لكن من الأفضل عند اتخاذ القرار بتناول مكملات الجلوتامين، البدء باستهلاك جرعة معتدلة من حوالي 5 جرامات يوميًا.

الملخص :

يعتبر تناول الجلوتامين الموجود في الأطعمة ، بالإضافة إلى استخدام المكملات الغذائية على المدى القصير، آمناً للصحة. 

ومع ذلك ، يمكن أن تؤثر مكملات الجلوتامين على كيفية معالجة الجسم للأحماض الأمينية. وهناك حاجة إلى المزيد من الدراسات حول كيفية استخدام هذه المكملات على المدى الطويل.

#7 الخلاصة :

الجلوتامين هو حمض أميني موجود في شكلين: L- الجلوتامين و D- الجلوتامين.

حمض L- الجلوتامين هو الشكل المهم الذي ينتج بشكل طبيعي في الجسم ، كما يوجد في العديد من الأطعمة.

تشير التقديرات إلى أن النظام الغذائي النموذجي يحتوي على ما يتراوح بين 3 إلى 6 جرامات يوميًا.

يلعب الجلوتامين دورا في توفير الطاقة للخلايا المناعية والأمعاء ويساعد في الحفاظ على قوة الروابط في الأمعاء.

في الأوقات التي يتعذر فيها على الجسم إنتاج كميات كافية من الجلوتامين - في أوقات الإصابات أو المرض الشديد - قد يكون تناوله في صورة مكملات غذائية مفيدًا لصحة الجهاز المناعي وسرعة الشفاء.

يستخدم الجلوتامين أيضا بشكل متكرر كمكمل رياضي، إلا أن معظم الأبحاث لا تدعم فعاليته في هذا المجال.

يبدو أن استهلاك مكملات الجلوتامين الغذائية يعتبر آمناً على المدى القصير، ولكن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول آثارها على المدى الطويل.

ما رأيك؟

Upvote Downvote

Total votes: 0

Upvotes: 0

Upvotes percentage: 0.000000%

Downvotes: 0

Downvotes percentage: 0.000000%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لماذا تعتبر الخميرة الغذائية مفيدة للصحة ؟

أهم الفوائد الصحية المذهلة لسمك السلمون