in

بكتيريا البروبيوتيك : الدليل المبسط للمبتدئين

هل تعلم أن البكتيريا في جسمك تفوق عدد خلايا جسمك بنسبة 10 إلى 1؟

هذا صحيح ، ومعظم هذه البكتيريا يتواجد في أمعائك. لكن في الحقيقة لا داعي للذعر ، فمعظم هذه البكتيريا اَمن تمامًا.

حتى أن وجود هذه البكتيريا النافعة في جسدك يرتبط بالعديد من الفوائد الصحية ، التي تشمل : خسارة الوزن ، وتحسين عملية الهضم ، وتعزيز وظائف المناعة ، وتحسين مظهر البشرة ، وتقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض (1).

مما يقودنا إلى موضوعنا اليوم ، ألا وهو البروبيوتيك.

أن البروبيوتيك هي الأطعمة أو المكملات الغذائية التي تحتوي على هذه البكتيريا النافعة ، و التي من المفترض أن تساعد في ملأ أمعائنا بهذه الكائنات الدقيقة المعززة للصحة.

لا يمكن المبالغة في أهمية هذا الأمر، لأن العناية بصحة الأمعاء ، و البكتيريا النافعة الموجودة فيها ، قد يكون واحداً من أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها للحفاظ على صحتك.

#1 ما هي بكتيريا البروبيوتيك ؟

وفقاً للتعريف الرسمي ، فإن البروبيوتيك هي : "الكائنات الحية الدقيقة التي - عندما تستهلك بكميات كافية - توفر فائدة صحية للجسم المُضيف" . عادة ما تكون البروبيوتيك نوعاً من البكتيريا ، ولكن هناك أيضا نوع من الخميرة التي يمكن أن تعمل كمكون بروبيوتيك.

يمكنك الحصول على بكتيريا البروبيوتيك من المكملات الغذائية ، وكذلك الأطعمة التي يتم إعدادها عن طريق التخمير البكتيري.
وتشمل الأغذية التى تحتوى على بروبيوتيك : الزبادي، مشروب الكفير ، الساور كروت (الكرنب المخمر)، التيمبه، الكيمتشي (الكرنب المخلل) ، وغيرها.

لا ينبغي الخلط بين البروبايوتكس Probiotics والبريبايوتكس prebiotics ، وهي ألياف غذائية تساعد على تغذية البكتيريا النافعة الموجودة بالفعل في الأمعاء (2). و في الواقع هناك العشرات من بكتيريا البروبيوتيك المختلفة التي ثبت أن لها فوائد صحية.

تشمل أكثر مجموعات بكتيريا البروبيوتيك شيوعًا : مجموعة Lactobacillus و مجموعة Bifidobacterium. ثم ان هناك العديد من الأنواع المختلفة داخل كل مجموعة ، وكل نوع به العديد من السلالات.

ومن المثير للاهتمام أن أنواع البروبايوتكس المختلفة تعمل على تحسين ظروف صحية مختلفة. لذلك ، فإن اختيار النوع - أو الأنواع المختلفة - الصحيح من البروبيوتيك هو أمر غاية في الأهمية.

تجمع العديد من مكملات البروبيوتيك الغذائية بين أنواع مختلفة من مجموعات البكتيريا في نفس المنتج. تُعرف هذه المكملات باسم باسم البروبيوتيكات واسعة المجال ، أو البروبيوتيكات المتعددة.

ضع في اعتبارك أن هذا مجال بحث جديد ولكنه سريع التوسع. وعلى الرغم من أن الأدلة واعدة في هذا المجال ، إلا أنه لم يثبت بشكل قاطع أن بكتيريا البروبيوتيك تساعد في جميع الحالات الصحية المذكورة في هذا المقال.

#2 أهمية الكائنات الدقيقة في الأمعاء :

يسمى هذا المجتمع المعقد من الكائنات الحية الدقيقة في أمعائك باسم "النبيت الجرثومي المعوي - gut flora" (3).

تحتوي أمعائك فعليًا على مئات الأنواع المختلفة من الكائنات الحية الدقيقة ، وقد ترتفع أرقام بعضها إلى 1000.
و يشمل هذا : البكتيريا والخمائر والفيروسات. الغالبية العظمى من هذه الكائنات الدقيقة هي البكتيريا.

العثور على معظم "النبيتات الجرثومية المعوية" في القولون ، أو الأمعاء الغليظة ، أو الجزء الأخير من المسار الهضمي.
في الواقع ، تتشابه الأنشطة الأيضية للـ "النبيتات الجرثومية المعوية" تلك الموجودة في العضو الجسدي. لهذا السبب ، يشير بعض العلماء إلى " gut flora" باعتبارها "العضو المنسي" في الجسد.

في الواقع ، تؤدي "النبيتات الجرثومية المعوية" العديد من الوظائف المهمة للصحة. حيث تقوم بتصنيع الفيتامينات ، بما في ذلك فيتامين (ك) وبعض فيتامينات (ب) (4).

كما تحول الألياف إلى دهون قصيرة السلسلة مثل : الباتيريت butyrate ، و البروبيونات propionate و الأسيتات acetate ، التي تغذي جدار الأمعاء وتقوم بالعديد من الوظائف الأيضية.

كما أنها تحفز جهاز المناعة ، وتحافظ على سلامة القنوات الهضمية ، مما يمكن أن يساعد في منع المواد غير المرغوب فيها من "التسرب" إلى الجسم وإثارة ردود الفعل المناعية.

ومع ذلك ، ليست جميع الكائنات الدقيقة في القناة الهضمية نافعة ومفيدة. فبعضها نافع والبعض الآخر ضار.

كما ان "النبيتات الجرثومية المعوية" حساسة للغاية ، وتظهر الدراسات وجود ارتباط بين عدم توازنها والعديد من الأمراض (5).
تشمل هذه الأمراض : السمنة ، مرض السكري من النوع الثاني ، متلازمة الأيض الغذائي ، أمراض القلب ، سرطان القولون والمستقيم ، مرض ألزهايمر ، الاكتئاب والعديد من الأمراض الخطيرة.

يمكن أن تساعد بكتيريا البروبيوتيك (وألياف البريبيوتيك الحيوية) في إعادة هذا التوازن ، والتأكد من أن "العضو المنسي" يؤدي وظائفه على أتم وجه.

#3 بكتيريا البروبيوتيك والصحة الهضمية :

لقد أجريت معظم الدراسات عن البروبيوتيك حول علاقتها بصحة الجهاز الهضمي.
وأقوى دليل كان له علاقة بالإسهال المرتبط بتناول المضادات الحيوية.
فعندما يتعاطى الناس المضادات الحيوية ، وخاصة لفترات طويلة من الزمن ، فإنهم غالباً ما يعانون من الإسهال لفترة طويلة بعد التخلص من العدوى.

وذلك لأن المضادات الحيوية تقتل العديد من البكتيريا الطبيعية الموجودة في الأمعاء ، مما يعمل على الإخلال بالتوازن الطبيعي بين البكتيريا النافعة و البكتيريا الضارة ، و يسمح للبكتيريا الضارة بالازدهار.

وقد قدمت عشرات الدراسات أدلة قوية على أن مكملات البروبيوتيك الغذائية يمكن أن تساعد في علاج الاسهال المرتبط باستخدام المضادات الحيوية (6).

لقد ثبت أيضا أن بكتيريا البروبيوتيك مفيدة في تحسين أعراض متلازمة الأمعاء المتهيجة - وهو اضطراب هضمي شائع جدا - ويمكن أن تساعد في الحد من الغازات والانتفاخ والإمساك والإسهال والأعراض الأخرى (7).

أظهرت بعض الدراسات أيضاً أن البروبيوتيك قد يكون مفيداً ضد أمراض الأمعاء الالتهابية مثل : داء كرون والتهاب القولون التقرحي.

كما قد تكون البروبيوتيك مفيدة في تحسين عدوى الملوية البوابية Helicobacter pylori ، وهي المحرك الرئيسي لقرح وسرطان المعدة.

إذا كنت تعاني حاليًا من مشاكل في الجهاز الهضمي ، فربما يجب عليك التفكير في إضافة مكملات البروبيوتيك إلى نظامك الغذائي.

#4 البروبيوتيك وخسارة الوزن :

أن الأفراد الذين يعانون من السمنة لديهم نوع مختلف من بكتيريا الأمعاء عن الافراد النحفاء.
وقد أظهرت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أيضا أن زرع البكتريا من براز الحيوانات الغير سمينة في الحيوانات السمينة يمكن أن يجعلها تخسر الوزن.

لهذا السبب ، يعتقد العديد من العلماء الآن أن بكتيريا الأمعاء لها دور مهم في تحديد سمنة الجسم.
على الرغم من أن هذا الاكتشاف يحتاج إلى المزيد من الدراسة ، فقد أظهرت بعض سلالات البروبيوتك قدرتها على المساعدة في إنقاص الوزن.

تم نشر أكثر هذه الدراسات إثارة للإعجاب في عام 2013. كانت هذه دراسة أُجريت على 210 شخص يعانون من السمنة المركزية (الكثير من الدهون في محيط البطن).
في هذه الدراسة ، أدى تناول بكتيريا البروبيوتيك اللاكتوباسيلس الحيوية (probiotic Lactobacillus gasseri) إلى خسارة المشاركين 8.5٪ من كتلة دهون البطن على مدى 12 أسبوعًا.
عندما توقف المشاركين عن تناول مكمل البروبيوتيك ، اكتسبوا دهون البطن مرة أخرى في غضون 4 أسابيع.

هناك أيضا بعض الأدلة على أن بكتيريا Lactobacillus rhamnosus و بكتيريا Bifidobacterium lactis يمكن أن تساعد في خسارة الوزن والوقاية من السمنة (8).
ومع ذلك ، تحتاج هذه الأدلة إلى إجراء المزيد من الدراسات قبل إجراء أي توصيات.

كما أظهرت بعض الدراسات الأخرى التي أُجريت على الحيوانات تبين أن بعض سلالات البروبيوتيك الأخرى يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن ، وليس خسارته.

#5 الفوائد الصحية الأخرى للبروبيوتيك :

قد لا يسعنا شرح جميع الفوائد الرائعة لبكتيريا البروبيوتيك في هذا المقال. و لكن على الرغم من ذلك ، فهناك عدد قليل من الفوائد التي تستحق أن نشير إليها هنا :

الالتهابات : وقد ثبت أن البروبيوتيك تقلل الالتهابات النظامية، وهى المحرك الرئيسي للعديد من الأمراض.

الاكتئاب والقلق : كما ثبت أن سلالات البروبيوتيك Lactobacillus helveticus و Bifidobacterium longum تقلل من أعراض القلق والاكتئاب لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الإكلينيكي.

الكوليسترول في الدم : أظهرت العديد من سلالات البروبيوتيك القدرة على تخفيض مستويات الكولسترول الكلي و مستويات كوليسترول LDL الضار (9).

ضغط الدم : ثبت أيضًا أن البروبيوتيك تسبب انخفاضًا طفيفًا في ضغط الدم (10).

وظائف جهاز المناعة : بإمكان العديد من سلالات من البروبيوتيك تعزيز وظيفة المناعة وتقليل خطر الاصابة بالعدوى ، بما في ذلك نزلات البرد (11).

صحة البشرة : هناك بعض الأدلة على أن البروبيوتيك يمكن أن تكون مفيدة لحب الشباب والوردية والأكزيما ، فضلا عن غيرها من اضطرابات البشرة.

هذه الفوائد ليست سوى غيض من فيض. حيث ثبت ان البروبيوتيك مفيدة أيضاً لمجموعة واسعة من المشاكل الصحية الأخرى.

#6 هل توجد أي آثار جانبية للبروبيوتيك ؟

عادة ما يعتبر استهلاك بكتيريا البروبيوتيك مفيداً وآمناً لمعظم الناس.
ومع ذلك ، قد تواجه بعض الآثار الجانبية المتعلقة بالهضم في الأيام القليلة الأولى من استهلاك البروبيوتيك ، و تشمل هذه الأعراض الجانبية : الغازات وتقلصات البطن الخفيفة.

بعد انتهاء فترة التكيف الأولية ، يجب أن يكون عملية الهضم أفضل مما كانت عليه من قبل.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة ، يمكن أن يؤدي استهلاك مكملات البروبيوتيك إلى الاصابة بعدوى خطيرة. وهذا يشمل الأفراد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" ، والعديد من الحالات الأخرى.

إذا كنت تعاني من حالة طبية ما ، فعليك استشارة طبيبك المعالج قبل تناول مكملات البروبيوتيك.

ما رأيك؟

Upvote Downvote

Total votes: 0

Upvotes: 0

Upvotes percentage: 0.000000%

Downvotes: 0

Downvotes percentage: 0.000000%

فوائد شاي الكمبوتشا الصحية المبنية على أساس علمي

14 استخدام يومي لزيت شجرة الشاي