الفالفا، ( lucerne أو Medicago sativa)، هي نبات تتم زراعتها كعلف للماشية لمئات السنين.
وتحوز الاهتمام والتقدير منذ فترة طويلة بسبب محتواها المتميز من الفيتامينات والمعادن والبروتين، مقارنة بمصادر الأعلاف الأخرى (1). وهي أيضا جزء من عائلة البقوليات، لكنها تعتبر كذلك عشبًا.
ويبدو أنها جاءت أصلاً من جنوب ووسط آسيا، لكنها نمت حول العالم منذ قرون. وبالإضافة إلى استخدامها كعلف، لديها أيضًا تاريخ طويل من الاستخدام كعشب طبي للبشر.
ويمكن أن تؤخذ بذورها أو أوراقها المجففة كمكمل غذائي، أو يتم تنبيت البذور وتناولها في شكل براعم.
#1 المحتوى الغذائي من الفالفا
يستهلك البشر عادةً الفالفا كمكمل عشبي أو في شكل براعم منبتة. ونظرًا لأن الأوراق أو البذور تُباع كمكملات عشبية وليست أغذية، لا تتوفر معلومات غذائية قياسية عنها.
ومع ذلك، فهي تحتوي عادة على نسبة عالية من فيتامين "ك" وتحتوي أيضًا على العديد من العناصر الغذائية الأخرى، بما في ذلك فيتامين "ج" والنحاس والمنجنيز والفولات.
وتحتوي براعم الفالفا المنبتة على نفس العناصر الغذائية كما أنها أيضا منخفضة جدا في السعرات الحرارية.
فعلى سبيل المثال، يحتوي كوب واحد (33 جرام) من براعم الفالفا على 8 سعرات حرارية فقط. وتحتوي أيضًا على التالي (2):
-
فيتامين ك: 13% من RDI.
-
فيتامين ج: 5% من RDI.
-
النحاس: 3% من RDI.
-
المنجنيز: 3% من RDI.
-
الفولات: 3% من RDI.
-
الثيامين: 2% من RDI.
-
ريبوفلافين: 2% من RDI.
-
المغنيسيوم: 2% من RDI.
-
الحديد: 2% من RDI.
ويحتوي الكوب أيضًا على 1 جرام من البروتين، و 1 جرام من الكربوهيدرات، والذي يأتي من الألياف.
والفالفا لديها أيضا نسبة عالية من المركبات النباتية النشطة بيولوجيا، وتشمل الصابونين، والكومارين والفلافونويد، وفيتوستيرول، وفيتويستروغنز والقلويدات.
ملخص:
تحتوي الفالفا على فيتامين "ك" وكميات صغيرة من العديد من الفيتامينات والمعادن.
كما أنها عالية في العديد من المركبات النباتية النشطة بيولوجيا.
#2 قد تساعد في خفض الكولسترول
تعتبر القدرة على خفض الكوليسترول في الفالفا أفضل فائدة صحية تمت دراستها حتى الآن.
وقد أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت على القرود والأرانب والفئران، أنها يمكن أن تخفض مستويات الكوليسترول في الدم (3، 4، 5، 6). وأكدت بعض الدراسات الصغيرة هذا التأثير أيضا لدى البشر.
وقد وجدت إحدى الدراسات التي شملت 15 شخصًا، أن تناول 40 جرامًا من بذور الفالفا 3 مرات يوميًا في المتوسط، قد خفّض من نسبة الكوليسترول الكلي بنسبة 17٪ ونسبة الكولسترول الضار LDL بنسبة 18٪ بعد 8 أسابيع (7).
كما وجدت دراسة صغيرة أخرى لثلاثة متطوعين، أن 160 جرامًا من بذور الفالفا يوميًا، يمكن أن تقلل من مستويات الكوليسترول الكلي في الدم.
ويعزى هذا التأثير إلى محتواها العالي من الصابونين، وهي مركبات نباتية معروفة لخفض مستويات الكوليسترول في الدم.
تعمل على تقليل امتصاص الكوليسترول في الأمعاء، وزيادة إفراز المركبات المستخدمة لتكوين الكولسترول الجديد.
وتعتبر الدراسات الإنسانية التي أجريت حتى الآن صغيرة للغاية، بحيث لا يمكن أن تكون قاطعة، ولكنها تبدو واعدة للفالفا كعلاج لارتفاع الكوليسترول في الدم.
ملخص:
ثبت دور الفالفا في خفض مستويات الكوليسترول في الدم في كل من الدراسات الحيوانية والبشرية.
وربما يرجع ذلك إلى محتواها من المركبات النباتية المعروفة بالصابونين.
#3 الفوائد الصحية المحتملة الأخرى
هناك قائمة طويلة من الاستخدامات التقليدية للفالفا باعتبارها عشب طبي.
وتشمل خفض ضغط الدم، وإدرار البول، وزيادة إنتاج حليب الثدي، وأيضا علاج التهاب المفاصل، والتخلص من حصى الكلى.
ولسوء الحظ، فإن معظم هذه الفوائد الصحية المقترحة لم يتم بحثها بعد. ومع ذلك، فقد تمت دراسة عدد قليل منها إلى حد ما.
-
تحسين الصحة الأيضية
استخدام الفالفا كعامل مضاد لمرض السكري، يعتبر أحد الاستخدامات التقليدية لها.
وقد وجدت دراسة أجريت مؤخرا على الحيوانات أن مكملات الفالفا خفّضت مستويات عالية من الكوليسترول الكلي LDL و VLDL في الحيوانات المصابة بالسكري. كما حسّنت السيطرة على نسبة السكر في الدم (8).
ووجدت دراسة أخرى أجريت على الفئران المصابة بالسكري، أن مستخلص الفالفا يخفّض مستويات السكر في الدم عن طريق زيادة إفراز الأنسولين من البنكرياس (9).
ويبدو أن هذه النتائج تدعم استخدام الفالفا لعلاج مرض السكري وتحسين الصحة الأيضية. ومع ذلك، يحتاج هذا الأمر إلى تأكيد في الدراسات الإنسانية.
-
تخفيف أعراض انقطاع الطمث
نبات الفالفا غني بالمركبات النباتية المعروفة باسم فيتويستروغنز، والتي تشبه كيميائيا هرمون الاستروجين.
وهذا يعني أنها يمكن أن تسبب بعض التأثيرات نفسها في الجسم مثل التي يحدثها هرمون الاستروجين.
وفيتويستروغنز مثير للجدل، ولكن قد يكون له فوائد عديدة، بما في ذلك تخفيف أعراض انقطاع الطمث التي يسببها انخفاض مستويات هرمون الاستروجين.
ولم يتم بحث آثار الفالفا على أعراض انقطاع الطمث على نطاق واسع، إلا أن إحدى الدراسات وجدت أن المريمية ومستخلص الفالفا، كانت قادرة على حل مشكلة التعرق الليلي والهبات الساخنة في 20 امرأة بشكل كامل (10).
كما قد يكون للآثار الاستروجينية أيضا فوائد أخرى. حيث وجدت دراسة أجريت للناجين من سرطان الثدي، أن النساء اللائي تناولن الفالفا يعانون من مشاكل في النوم أقل، ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه الفوائد المحتملة.
-
تأثير مضادات الأكسدة
لدى الفالفا تاريخ طويل من الاستخدام في طب "الايورفيدا" لعلاج الحالات الناجمة عن الالتهاب والأكسدة.
وذلك لأنه كان يعتقد أن الفالفا تعمل كمضادات أكسدة قوية، وتمنع الضرر الناجم عن الجذور الحرة.
وقد أكدت العديد من الدراسات على الحيوانات الآن آثارها المضادة للأكسدة. حيث وجدوا أن لديها القدرة على تقليل موت الخلايا وتلف الحمض النووي الناجم عن الجذور الحرة.
وتقوم بذلك عن طريق خفض إنتاج الجذور الحرة وتحسين قدرة الجسم على محاربتها.
حتى أن إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران وجدت أن العلاج باستخدام الفالفا يمكن أن يساعد في تقليل الضرر الناجم عن السكتة الدماغية أو إصابة الدماغ.
ومع ذلك، هناك حاجة لدراسات إنسانية لتأكيد هذه التأثيرات، حيث أن الدراسات الحيوانية وحدها ليس لها وزنا كبيرا.
ملخص:
تشتمل الفالفا على العديد من الفوائد الصحية المحتملة، ولكن تم تقييم عدد قليل منها فقط علميا.
وقد تفيد الصحة الأيضية، وأعراض انقطاع الطمث. كما أن لها آثار مضادة للأكسدة، إلا أن هناك حاجة إلى دراسات على الإنسان.
#4 السلامة والآثار الجانبية
على الرغم من أن الفالفا تعتبر آمنة بالنسبة لمعظم الناس، إلا أنها قد تتسبب في آثار جانبية ضارة لبعض الأفراد.
-
الحمل
قد تسبب الفالفا تحفيز الرحم أو الانقباضات. لذلك، يجب تجنبها أثناء الحمل.
-
أدوية سيولة الدم
الفالفا وبراعمها، غنية بفيتامين "ك". وعلى الرغم من أن هذا يفيد معظم الناس، إلا أنها قد تكون خطيرًة على البعض.
فالجرعات العالية من فيتامين "ك"، يمكن أن تتسبب في أن الأدوية التي تخفف الدم، مثل الوارفارين، تكون أقل فعالية. لذلك، من المهم للأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية تجنب التغييرات الكبيرة في تناولهم لفيتامين "ك".
-
اضطراب المناعة الذاتية
تم الإبلاغ عن حالات من مكملات الفالفا التي تسببت في تنشيط الذئبة لدى بعض الأشخاص.
وفي دراسة واحدة على القرود، تسببت مكملات الفالفا في ظهور أعراض تشبه الذئبة.
ويعتقد أن هذا التأثير ناتج عن التأثيرات المحفزة المناعية المحتملة للأحماض الأمينية l-cavanine الموجودة في الفالفا. لذلك، يُنصح أولئك الذين لديهم مرض الذئبة أو بعض اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى بتجنبها.
-
حالات النظام المناعي الخطيرة
تعتبر الظروف الرطبة اللازمة لتنبيت بذور الفالفا مثالية للنمو البكتيري. وبالتالي، فإن البراعم التي تباع في المتاجر تكون ملوثة في بعض الأحيان بالبكتيريا، وقد تم ربط تفشي بكتيري متعدد ببراعم الفالفا في الماضي.
ويمكن أن يؤدي تناول براعم ملوثة إلى إصابة أي شخص بالمرض، لكن معظم البالغين الأصحاء سوف يتعافون دون عواقب طويلة الأجل.
ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من وضع خطير في الجهاز المناعي، يمكن أن تكون عدوى مثل هذه خطيرة للغاية.
لذلك، تنصح إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) الأطفال، والنساء الحوامل، و المسنين أو أي شخص آخر لديه جهاز مناعي معرض للخطر بتجنب براعم الفالفا.
ملخص:
قد تكون الفالفا ضارة لبعض الفئات، بما في ذلك النساء الحوامل، والأشخاص الذين يتناولون أدوية لتخفيف الدم، والذين يعانون من اضطراب المناعة الذاتية أو حالات الجهاز المناعي الخطيرة.
#5 إضافة الفالفا إلى النظام الغذائي
يمكن استخدام مكملات الفالفا في شكل مسحوق، أو تناولها كأقراص أو استخدامها لصنع شاي.
ونظرًا لقلة عدد الدراسات البشرية التي أجريت على بذور الفالفا أو الأوراق أو المستخلص، فمن الصعب التوصية بجرعة آمنة أو فعالة.
كما أن المكملات العشبية أيضا سيئة السمعة لأنها لا تحتوي على ما هو مدرج على الملصق، لذلك يراعى التأكد من إجراء البحوث الخاصة قبل الشراء من الشركة المصنعة ذات السمعة الطيبة.
وهناك طريقة أخرى لإضافة الفالفا إلى النظام الغذائي عن طريق تناوله كبراعم. كما يمكن إضافة البراعم إلى النظام الغذائي بعدة طرق، كما هو الحال في السندوتشات أو مزجها في السلطات.
ويمكن الحصول عليها من متاجر الأغذية الصحية أو تنبيتها في المنزل بالطريقة التالية:
إضافة ملعقتان كبيرتان من بذور الفالفا إلى وعاء وتغطيها بمقدار 2-3 أضعاف بالماء البارد. وتركها منقوعة طوال الليل أو حوالي من 8-12 ساعة. ثم تصفيتها وشطفها جيدًا بالماء البارد. وتكرار ذلك وإزالة أكبر قدر ممكن من الماء.
بعد ذلك يتم تخزينها بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة، في درجة حرارة الغرفة لمدة 3 أيام. وغسلها وشطفها وتصفيتها جيدا كل 8-12 ساعات. وفي اليوم الرابع، تنقل البراعم إلى منطقة بها أشعة شمس غير مباشرة للسماح بعملية التمثيل الضوئي. مع الاستمرار في شطفها وتصفيتها جيدًا كل 8-12 ساعة.
وفي اليوم الخامس أو السادس، ستكون البراعم جاهزة للأكل. ومع ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار مخاطر عالية من التلوث الجرثومي. ومن المستحسن اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان نمو البراعم وتخزينها في ظروف آمنة.
ملخص:
يمكن تناول الفالفا كمكملات غذائية أو تناول براعم الفالفا.
كما يمكن بسهولة إضافة براعم الفالفا إلى السندويشات والسلطات وهي متوفر في المتاجر، ويسهل أيضا تنبيتها في المنزل.
#6 الرسالة الرئيسية
ثبت أن الفالفا تساعد على خفض نسبة الكوليسترول في الدم، وقد تكون لها أيضًا فوائد في السيطرة على نسبة السكر في الدم وتخفيف أعراض انقطاع الطمث.
ويتناولها الناس أيضًا بسبب ارتفاع محتواها من مضادات الأكسدة والفيتامينات ج و ك، والنحاس والفولات والمغنيسيوم. وهي أيضا منخفضة للغاية في السعرات الحرارية.
ومع ذلك، قد يحتاج البعض إلى تجنب الفالفا، مثل النساء الحوامل، أو الذين يتناولون أدوية لتخفيف الدم والذين يعانون من اضطراب المناعة الذاتية.
وعلى الرغم من أن الفالفا تحتاج إلى دراسات أكثر، إلا أنها تبدو واعدة.