يلجأ الكثير من الناس إلى تناول أدوية ملينة عندما يرغبون في فقدان سريع للوزن. إلا أن هناك مخاوف خطيرة بشأن سلامة وفاعلية استخدامها لفقدان الوزن.
وتبحث هذه المقالة في سلامة استخدام الأدوية الملينة، ومدى إمكانية مساعدتها في إنقاص الوزن.
#1 ما هي الملينات؟
الملينات هي الأدوية التي يستخدمها الناس للمساعدة في تحفيز حركة الأمعاء أو تخفيف البراز لتسهيل مروره.
وغالبًا ما تستخدم لعلاج حالات الإمساك، وهي حالة تنجم عن حركات الأمعاء البطيئة أو المؤلمة أو الصعبة.
كما أنها أصبحت أيضًا وسيلة شائعة تستخدم للمساعدة في فقدان الوزن.
حيث يعتقد الكثير أن استخدام الملينات يمكن أن يساعد في زيادة وتيرة حركات الأمعاء والسماح بفقدان الوزن بسرعة وسهولة ودون عناء.
ومع ذلك، فإن حقيقة سلامة وفاعلية استخدام مثل هذه الأدوية تعتبر قضية أخرى، كما سيظهر لاحقًا في هذا المقال.
هناك عدة أنواع مختلفة من الملينات التي تعمل بطرق مختلفة، والأنواع الرئيسية هي (1):
-
الملينات المنشطة: تعمل على تسريع حركة الجهاز الهضمي.
-
الملينات من النوع الاسموزي: يتسبب هذا النوع في احتفاظ القولون بالمزيد من الماء، مما يزيد من تكرار حركة الأمعاء.
-
الملينات التي تكوّن كمية كبيرة: وهذه تنتقل عبر الأمعاء التي لم يتم هضمها بعد، وتمتص الماء وتضيف الجزء الأكبر إلى البراز.
-
الملينات الملحية: وعن طريقها يتم سحب الماء إلى الأمعاء الدقيقة، مما يساعد على تعزيز حركة الأمعاء.
-
ملينات التشحيم: وهذا النوع من الملينات يعمل على كسوة سطح البراز وكذلك بطانة الأمعاء بطبقة لتخفيف حركات الأمعاء.
-
ملينات البراز: وهذه تسمح للبراز بامتصاص كمية أكبر من الماء، مما يجعله أكثر نعومة وطراوة لتسهيل مروره.
ملخص:
تساعد الأدوية الملينة على تحفيز حركات الأمعاء، وهي علاج للإمساك وكذلك أداة شائعة لفقدان الوزن.
وتشتمل على أنواع مختلفة تساعد على تحفيز الأمعاء بطرق مختلفة.
#2 يمكن للملينات المساعدة على فقدان وزن الماء
أصبح استخدام الملينات شائعًا بشكل كبيرة بين الذين يتطلعون إلى التخلص من بضعة كيلوجرامات من أوزانهم بسرعة.
وفي واقع الأمر، تشير بعض الدراسات إلى أن أكثر من 4% من عامة الناس يشاركون في تعاطي الأدوية الملينة (2).
والتي قد تساعد في زيادة فقدان الوزن، ولكن النتائج تكون بصورة مؤقتة فقط.
حيث تعمل عدة أنواع من الملينات عن طريق سحب الماء من الجسم إلى الأمعاء، مما يسمح للبراز بامتصاص كميات أكبر من المياه لتسهيل مروره.
ومع هذه الطريقة، يكون الوزن الوحيد الذي يتم فقده هو الماء الذي يتخلص منه الجسم من خلال البراز.
وقد قامت إحدى الدراسات الصغيرة بقياس تناول الطعام اليومي وعادات الأكل لدى 30 مريضًا يعانون من مرض الشره العصبي،
وهو نوع من اضطرابات الأكل التي تنطوي على تناول كميات كبيرة من الطعام، ثم استخدام طرق مثل القيء المستحث ذاتيًا أو الملينات لمنع زيادة الوزن.
وبالمقارنة مع الطرق الأخرى المستخدمة من قبل هؤلاء المرضى، وجد الباحثون أن استخدام الملينات كان وسيلة غير فعالة للسيطرة على وزن الجسم (3).
وخلصت دراسة أخرى أيضًا إلى أن الملينات لم تكن فعالة في التحكم في الوزن، مشيرة إلى أن استخدامها كان أكثر انتشارًا بين المراهقين الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة، من أولئك الذين لديهم وزن طبيعي (4).
وحتى الآن، لا توجد دراسات تدعم فكرة أن استخدام الملينات يمكن أن يؤدي إلى فقدان دائم للوزن.
وبدلا من ذلك، يمكن أن يؤدي استخدامها إلى آثار جانبية خطيرة مثل الجفاف، وعدم توازن السوائل المنحلة وربما الإعتماد عليها.
ملخص:
يمكن لإستخدام الملينات أن يؤدي إلى فقدان مؤقت لوزن الماء. إلا أن الدراسات تشير إلى كونها طريقة غير فعالة لفقدان الوزن على المدى الطويل.
#3 استخدام الملينات يمكن يؤدي إلى الجفاف
الجفاف واحد من الآثار الجانبية الأكثر شيوعا لاستخدام الملينات.
وذلك لأن العديد منها يعمل عن طريق سحب الماء إلى الأمعاء من الأنسجة الأخرى، مما يؤدي إلى فقدان الماء من خلال البراز.
وإذا لم يكن الشخص حريصًا على تجديد الماء المفقود، فقد يؤدي ذلك إلى الجفاف.
وتشمل الأعراض الشائعة للجفاف الصداع، وانخفاض كمية البول، والعطش المتزايد، والتعب وجفاف الجلد والدوخة.
كما قد يكون الجفاف مرتبطًا أيضًا بآثار جانبية أخرى أكثر خطورة، كما سيذكر لاحقًا في هذه المقالة.
ملخص:
تعمل بعض أنواع الملينات عن طريق سحب الماء إلى الأمعاء والبراز، مما يؤدي إلى فقدان الماء واحتمال حدوث جفاف خطير.
#4 الملينات قد تتسبب في حدوث خلل في السوائل المنحلة (الإلكتروليتات)
الإلكتروليتات عبارة عن مواد مذابة في سوائل الجسم، وتعد مهمة لمساعدة الخلايا والأنسجة على العمل بشكل طبيعي (5).
وتشمل بعض الإلكتروليتات الشائعة: كلوريد الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والفوسفات.
وإذا تم التخلص من توازن هذه الإلكتروليتات الأساسية، فقد يتسبب ذلك في حدوث آثار جانبية خطيرة بما في ذلك النوبات والارتباك والغيبوبة.
كما قد يخلق فقدان بعض الشوارد المهمة عدم توازن السوائل المنحلة، وهو ما يعد واحد من الآثار الجانبية الأكثر خطورة التي تنتج عن تعاطي الملينات (6 ، 7).
وأظهرت دراسة صغيرة شملت 24 مريضا، أن استخدام الملينات أدى إلى تغييرات كبيرة في مستويات المشاركين من الصوديوم والبوتاسيوم (8).
وأظهرت دراسة أخرى شملت 2270 شخصًا أن الملينات المستخدمة عادة في التحضير لتنظير القولون تزيد من خطر حدوث اضطرابات في السوائل المنحلة (9).
ويمكن أن تشمل الأعراض الشائعة لعدم التوازن في الإليكروليتات: العطش والصداع وخفقان القلب، والإعياء والضعف وآلام العضلات.
ملخص:
يمكن أن يؤدي استخدام ملينات إلى تغيير توازن الإليكروليتات في الجسم، والتسبب في العديد من الآثار الجانبية الضارة، مثل التعب وآلام العضلات وخفقان القلب.
#5 الإفراط في الاستخدام قد يسبب الإعتماد
على الرغم من أن استخدام الملينات يعتبر آمن بشكل عام على المدى القصير، إلا أن بعض الناس يشعرون بالقلق من أنها قد تؤدي إلى اعتماد عليها طويل الأجل.
وقد يكون ذلك صحيحًا وخاصة في الملينات المنشطة التي تعمل عن طريق تسريع حركة القناة المعوية لحث حركة الأمعاء.
ومع ذلك، فإن معظم تقارير التبعية والاعتماد على الملينات مبنية على بعض الروايات والتجارب الشخصية.
وعلى الرغم من وجود تقارير تشير إلى أن بعض الأفراد قد تطوروا في الاستعمال أو أصبحوا يعتمدون على الملينات المنشطة كليا، إلا أن هناك القليل من الأدلة التي تبين أن هذه الآثار تحدث بالفعل (10).
وفي الواقع، لاحظ بعض الباحثين أن التسامح مع الملينات المنشطة أمر غير شائع وأن هناك فرصة ضئيلة لحدوث التبعية (11).
وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتقييم آثار استخدام الملينات على المدى الطويل وخطر حدوث التبعية.
ملخص:
هناك بعض التقارير المبنية على روايات عن التبعية والاعتماد على الملينات مع الاستخدام طويل الأجل.
وتوجد حاجة إلى مزيد من الدراسات حول هذه الآثار الجانبية المحتملة للاستخدام على المدى الطويل للملينات.
#6 الآثار الجانبية المحتملة الأخرى لاستخدام الملينات
بالإضافة إلى التسبب في الجفاف واختلال توازن السوائل المنحلة والاعتماد المحتمل، ارتبط استخدام الملينات بعدد من الآثار الجانبية الخطيرة الأخرى، بما في ذلك:
-
انحلال الربيدات: أظهرت إحدى دراسات الحالة أن إساءة استخدام الملينات قد تتسبب في انحلال الربيدات، مما يسبب تدهور سريع للأنسجة العضلية وإطلاق بروتين ضار في مجرى الدم.
-
تلف الجهاز الهضمي: وجدت دراسة صغيرة أن بعض مرضى فقدان الشهية الذين تم شفاؤهم، تعرضوا لتغييرات في وظائف الجهاز الهضمي وتلف البنكرياس على المدى الطويل نتيجة استخدامهم السابق للملينات.
-
تلف الكبد: ذكرت دراسة حالة أن استخدام الملينات ساهم في تلف الكبد في مريض واحد.
-
الفشل الكلوي: وأظهرت دراسة حالة أخرى أن الإفراط في استخدام الملينات قد تسبب في فشل كلوي حاد يتطلب غسيل الكلى، وهو العلاج الذي يساعد على إزالة النفايات والسموم من الدم.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحوث حول الآثار المحتملة على المدى الطويل وسلامة استخدام الملينات.
ملخص:
ربطت بعض الدراسات بين استخدام الملينات وبعض الحالات الخطيرة، مثل انحلال الربيدات، وتلف الجهاز الهضمي، وتلف الكبد وفشل الكلى، على الرغم من ذلك توجد حاجة إلى مزيد من الأبحاث العلمية.
#7 طرق أفضل لإنقاص الوزن
إذا كنت ممن يستخدمون طرقًا غير صحية لفقدان الوزن مثل الملينات أو التخلص من الطعام بالقيء أو التقييد الشديد للأغذية، فيجب التوقف وطلب مساعدة مهنية لمنع حدوث عواقب طويلة الأجل على صحتك.
وهناك العديد من الطرق الأفضل والأكثر أمانًا والفعالية لإنقاص الوزن دون وضع الصحة على المحك. وفيما يلي بعض الطرق البسيطة والمثبت فعاليتها لتخفيض الوزن الزائد:
-
تناول المزيد من الفواكه والخضروات: حيث إنها منخفضة السعرات الحرارية، وغنية بالألياف. كما ارتبط زيادة تناول الفواكه والخضروات بانخفاض في وزن الجسم.
-
زيادة النشاط البدني: يمكن للمشاركة في التمارين الرياضية عدة مرات في الأسبوع أن تساعد في إنقاص الوزن، وأيضا المساعدة على منع استعادة الوزن.
-
تقليل حجم حصص الطعام: فالكميات الصغيرة تعني سعرات حرارية أقل. حتى أن إحدى الدراسات وجدت أن مجرد استخدام أطباق أصغر تساعد على تناول المشاركين لطعام أقل.
-
تناول وجبة إفطار غنية بالبروتين: يساعد بدء اليوم بوجبة إفطار غنية بالبروتين على تخفيف الشهية وتقليل تناول الطعام على مدار اليوم.
-
التقليل من تناول السكريات المضافة: يحتوي السكر على نسبة عالية من السعرات الحرارية، كما أنه يحتوي على نسبة منخفضة من العناصر الغذائية ويؤدي إلى زيادة الوزن. وتشير الأبحاث إلى أن شرب المشروبات المحلاة بالسكر قد يرتبط بالسمنة.
ملخص:
تشمل الطرق الأكثر أمانًا وفاعلية لإنقاص الوزن، تناول المزيد من الفواكه والخضروات، وممارسة المزيد من الرياضة، وتقليل أحجام حصص الطعام، وتناول وجبة إفطار غنية بالبروتين وتقليل تناول السكر المضاف.
#8 الرسالة الرئيسية :
يمكن للملينات أن تكون وسيلة فعالة لزيادة حركات الأمعاء ومنع الإمساك. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يؤدي استخدامها إلى فقدان الوزن لفترة طويلة.
وعلاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي إساءة استخدام الملينات إلى العديد من الآثار الصحية الخطيرة، بما في ذلك الجفاف واختلال توازن السائل المنحل بالجسم، و حالات صحية خطيرة.
لذا يُنصح الباحثين عن إنقاص الوزن، بالقيام بإجراء تغييرات طفيفة على النظام الغذائي وممارسة النشاط البدني بانتظام.
وهذه تعتبر الحلول الأكثر أمانًا وفاعلية وأيضا الأكثر استدامة على المدى الطويل.