in

ما هو توت الخَمَان ؟ و ما هي فوائده و مخاطره الصحية ؟

ان توت الخمان Elderberry ، هو واحد من أكثر النباتات الطبية استخداماً في العالم.

كان السكان الأمريكيين الأصليين يستخدمونه كعلاج تقليدي للالتهابات، بينما استخدمه المصريون القدماء لتحسين مظهر بشرتهم و في شفاء الحروق. وما يزال يتم جمع عناقيد توت الخمان واستخدامها في الطب الشعبي عبر أجزاء كثيرة من أوروبا.

وفي يومنا الحالي ، يتناول الناس توت الخمان في الكثير من الأحيان كمكمل غذائي لعلاج أعراض البرد والانفلونزا.

ومع ذلك، فمن المعروف أيضا أن توت الخَمَان النئ و لحائه وأوراقه سامة وتسبب مشاكل في المعدة.

يلقي هذا المقال نظرة عن كثب على الخَمَان ، والأدلة المؤيدة لفوائده الصحية والمخاطر التي قد تصاحب تناوله.

#1 ما هو الخَمَان ؟

يشير اسم الخَمَان Elderberry إلى عدة أنواع مختلفة من شجرة السامبوكوس Sambucus ، وهو عبارة عن نبات مزهر ينتمي لعائلة Adoxaceae.
و أكثر الأنواع شيوعاً هو السامبوكوس نيجرا Sambucus nigra ، والمعروف أيضاً باسم الخَمَان الأوروبي أو الخَمَان الأسود. تعتبر هذه الشجرة من الأشجار المحلية الأصلية في أوروبا، على الرغم من أنها تُزرع أيضاً على نطاق واسع في الكثير من أنحاء العالم )1).

تنمو شجرة سامبوكوس نيجرا ليصل ارتفاعها إلى 30 قدم (9 أمتار) ، وتحمل مجموعات من عناقيد صغيرة من الأزهار البيضاء أو الكريمية الصغيرة التي تُعرف باسم زهور الخَمَان elderflowers. وتوجد ثمار التوت في باقات صغيرة باللون الأسود أو الأزرق الداكن (1).

وتتميز الثمار بطعمها اللاذع للغاية وتحتاج إلى أن تُطهى حتى يمكن تناولها. كما تتمتع الأزهار برائحة عطرية رقيقة ويمكن أن تُؤكل نيئة أو مطبوخة (1) .

هناك عدة أصناف من الخمان و تشمل : الخَمَان الأمريكي American elder ، والخَمَان القزم dwarf elder ، والخَمَان الأزرق blue elderberry ، ودانوورت danewort ، والخَمَان ذو الثمرة الحمراء (1).

لقد تم استخدام أجزاء مختلفة من شجرة الخمان على مدار التاريخ في أغراض طبية و طهوية .
تاريخياً ، تم استخدام الزهور والأوراق لتخفيف الألم ، والتورم والالتهاب ، و لتحفيز إنتاج البول و زيادة التعرق. وكان لحاء الشجرة يُستخدم كمدر للبول ومليّن و لحث التقيؤ (1).
في الطب الشعبي ، يتم استخدام الخمان المجفف أو مستخلص الخمان لعلاج الأنفلونزا ، والالتهابات ، وعرق النسا ، والصداع ، وآلام الأسنان ، وآلام القلب وآلام الأعصاب ، فضلا عن أنه مليّن ومدر للبول.

بالإضافة إلى ان الثمار يمكن طهيها و استخدامها لصنع العصير والمربى والصلصات والفطائر ونبيذ الخمان. و كثيراً ما يتم غلى الأزهار مع السكر لصنع شراب حلو أو مزجها مع الشاي. ويمكن أيضا أن تؤكل طازجة في السلطة (">1).

#2 الفوائد الصحية للخمان :

هناك العديد من الفوائد المذكورة للخمان. و التي لا تقتصر فقط على أنه مغذٍ، ولكن لقدرته أيضاً على مقاومة أعراض البرد والانفلونزا ، و دعم صحة القلب و مكافحة الالتهابات والعدوى ، من بين فوائد أخرى عديدة.

1- غني بالمغذيات :
يتميز الخمان أنه من الأطعمة التي تحتوي على عدد منخفض من السعرات الحرارية ، واحتوائه على مضادات الأكسدة.
حيث تحتوي 100 جرام من الثمار الطازج على 73 سعر حراري، 18.4 جرام من الكربوهيدرات وأقل من 1 جرام لكل من الدهون والبروتين.

بالإضافة إلى أن به العديد من الفوائد الغذائية :

- يحتوي على نسبة عالية من فيتامين ج (سي) : يحتوي على 6–35 ملغ من فيتامين ج في كل 100 جرام من الثمار، والتي تمثل ما يصل إلى 60٪ من الكمية اليومية الموصى باستهلاكها يومياً.

- يحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية : تحتوي الشجيرات على 7 جرامات من الألياف لكل 100 جرام من الثمار الطازج ، وهو ما يزيد عن ربع الكمية اليومية الموصى بها.

- مصدر جيد للأحماض الفينولية : هذه المركبات هي من مضادات الأكسدة القوية التي يمكن أن تساعد في الحد من الأضرار الناجمة عن الإجهاد التأكسدي في الجسم.

- مصدر جيد للفلافونولات : يحتوي الخمان على الفلافونولات المضادة للأكسدة مثل الفيرونين كيرسيتين ، كايمبفيرول و أيزوهارمينتين. كما تحتوي الأزهار على ما يصل إلى 10 مرات من الفلافانول أكثر من الثمار.

- غني بمضادات الأنثوسيانين : تعطي هذه المركبات الثمار اللون الأسود أرجواني الداكن ، ومضادات الأكسدة القوية ذات التأثيرات المضادة للالتهابات (2).

تعتمد التركيبة الغذائية الدقيقة للخمان على نوع الشجرة ، و درجة نضج الثمار ، والظروف البيئية والمناخية. لذلك ، يمكن أن تختلف أنواع الخمان في محتواها الغذائي.

#3 قد يحسّن من أعراض البرد والانفلونزا :

لقد ثبت أن مستخلصات الخمان الأسود و الخلطات المصنوعة من الزهور تقلل من شدة وطول فترة الإصابة بالإنفلونزا (3).
توجد منتجات الخمان التجارية التي تستخدم لعلاج نزلات البرد في أشكال مختلفة ، بما في ذلك السوائل و الكبسولات والحبوب والحبات المضغية.

ووجدت إحدى الدراسات أن من ضمن 60 شخصا مصابين بالأنفلونزا ، أظهر الأفراد الذين تناولوا 15 مل. من شراب الخمان أربع مرات في اليوم ، تحسناً في الأعراض في غضون يومين إلى أربعة أيام في حين أن المجموعة الضابطة استغرقت سبع إلى ثمانية أيام للشعور بالتحسّن (4).

كما وجدت دراسة أخرى أُجريت على 64 شخصاً ، أن تناول المستحلبات التي تحتوي على 175 مليجراماً من الخمان لمدة يومين أدى إلى تحسن كبير في أعراض الأنفلونزا ، بما في ذلك الحمى والصداع وآلام العضلات واحتقان الأنف، بعد مرور 24 ساعة فقط.

علاوة على ذلك، وجدت دراسة أجريت على 312 مسافراً جوياً تناولوا كبسولات تحتوي على 300 ملغ. من مستخلص الخمان ثلاث مرات في اليوم ، أن المرضى الذين يعانون من المرض قد تعرضوا لفترة أقصر من المرض وأعراض أقل حدة (5).

لكن بالطبع هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات واسعة النطاق لتأكيد هذه النتائج وتحديد ما إذا كان الخمان قد يلعب أيضاً دوراً في الوقاية من عدوى الإنفلونزا (6).
و يجب ملاحظة أن غالبية البحوث أجريت فقط على المنتجات التجارية، وهناك القليل من المعلومات حول سلامة أو فعالية العلاجات محلية الصنع (7).

#4 يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة :

خلال عملية التمثيل الغذائي الطبيعية ، يمكن أن يتم إطلاق الجزيئات التفاعلية التي يمكن أن تتراكم في الجسم. يمكن أن يسبب هذا حدوث الإجهاد التأكسدي الذي يؤدي إلى تطوير بعض الأمراض مثل : مرض السكري من النوع الثاني ، و مرض السرطان ( 8 ، 9 ، 10 )
أن مضادات الأكسدة هي مكونات طبيعية من الأطعمة - بما في ذلك بعض الفيتامينات والأحماض الفينولية والفلافونويدات - لها القدرة على إزالة هذه الجزيئات التفاعلية. تشير الأبحاث إلى أن الوجبات الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة قد تساعد في الوقاية من الأمراض المزمنة (11 ، 12).

تعتبر زهور و ثمار وأوراق نبات الخمان مصادر ممتازة لمضادات الأكسدة. على سبيل المثال ، يحتوي الأنثوسيانين الموجود في ثمار الخمان على 3.5 أمثال القوة المضادة للأكسدة لفيتامين هـ (13).

وجدت إحدى الدراسات المقارنة لـ 15 نوعاً مختلفاً من ثمار التوت ودراسة أخرى مقارنة لأنواع النبيذ أن الخمان هو واحد من أكثر مضادات الأكسدة فعالية (14).
بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة أخرى أن حالة مضادات الأكسدة تحسنت في الأشخاص بعد مرور ساعة واحدة من شرب 400 مل. من عصير الخمان. ووجدت دراسة أخرى أجريت على الفئران أن مستخلص الخمان ساعد في تقليل الالتهاب والأضرار المؤكسدة للأنسجة.

في حين أن نبات الخمان أظهر نتائج واعدة في المختبر، لا تزال الأبحاث على البشر والحيوانات محدودة. وعموماً ، فإن تناوله في النظام الغذائي له تأثير صغير فقط على حالة مضادات الأكسدة في الجسم.
بالإضافة إلى إن عمليات معالجة و تصنيع الخمان، مثل الاستخلاص أو التسخين أو العصير، يمكن أن تقلل من نشاطه المضاد للأكسدة.

ولذلك، فإن المنتجات المصنعة مثل : الشراب، العصائر، الشاي والمربى قد يكون لها فوائد أقل مقارنة ببعض النتائج التي تم ملاحظتها في الدراسات المختبرية.

#5 قد يكون مفيداً لصحة القلب :

قد يكون للخمان آثار إيجابية على بعض مؤشرات صحة القلب وصحة الأوعية الدموية.
وقد أظهرت الدراسات أن عصير الخمان قد يقلل من مستوى الدهون و نسبة الكوليسترول في الدم . بالإضافة إلى إن اتباع نظام غذائي غني بالفلافونويدات مثل الأنثوسيانين قد يكون فعالاً في الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب (15).

وجدت إحدى الدراسات التي أُجريت على 34 شخصا تناولوا 400 ملج. من مستخلص الخمان (ما يعادل 4 مل. من العصير) ثلاث مرات يومياً لمدة أسبوعين ، أنه أدى إلى انخفاض كبير في مستويات الكوليسترول (16).

بينما وجدت دراسة أخرى أُجريت على الفئران التي لديها نسبة مرتفعة من الكوليسترول في الدم ، أن اتباع نظام غذائي يشمل الخمان الأسود قد خفض كمية الكولسترول في الكبد والشريان الأورطي ولكن ليس الكوليسترول الموجود في الدم (17).

اكتشفت دراسات أخرى أن الفئران التي تم تغذيتها بالأطعمة التي تحتوي على مادة البوليفينول المستخلصة من الخمان ، ظهر لديها انخفاضات في ضغط الدم وكانت أقل عرضة لتلف الأعضاء الناجم عن ارتفاع ضغط الدم .

علاوة على ذلك، قد يقلل الخمان من مستويات حمض البوليك في الدم. وهي فائدة عظيمة ، حيث يرتبط ارتفاع حمض اليوريك بزيادة ضغط الدم والتأثيرات السلبية على صحة القلب ( 18).

الأكثر من ذلك، هو أن الخمان يمكن أن يزيد من إفراز الأنسولين و أن يحسن من مستويات السكر في الدم. وبالنظر إلى أن مرض السكري من النوع الثاني هو أحد عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية، فإن التحكم في مستويات سكر الدم ضروري للوقاية من هذه الأمراض ( 19).

وجدت دراسة أن زهور الخمان تثبط عمل إنزيم α-glucosidase ، مما قد يساعد على خفض مستويات السكر في الدم. و وجد بحث اَخر أُجري على جرذان مصابين بمرض السّكّر، ان تغذيتهم بالخمان أظهر تحسناً في التحكم في مستويات سكر الدم ( 20).

على الرغم من أن هذه النتائج المختبرية قد تكون واعدة و مبشرة ، إلا أن الانخفاض المباشر في معدل الاصابة بالنوبات القلبية أو غيرها من أعراض مرض القلب لم يتم إثباته بعد ، وهناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات على البشر للتحقق من فوائد الخمان لصحة القلب.

#6 الفوائد الصحية الأخرى لثمار الخمان :

هناك العديد من الفوائد الأخرى المذكورة لنبات الخمان، على الرغم من أن معظم هذه الفوائد يدعمها عدد محدود من الأدلة العلمية :

- يساعد في مكافحة السرطان : لقد وُجد أن كلاً من الخمان الأوروبي والأمريكي لديهم بعض الخصائص المثبطة لخلايا السرطان في الدراسات المختبرية (21).

- يحارب البكتيريا الضارة : وُجد أن الخمان يمنع نمو البكتيريا مثل بكتيريا Helicobacter pylori ، ويمكن أن يحسّن أعراض التهاب الجيوب الأنفية والتهاب الشعب الهوائية (22).

- قد يدعم الجهاز المناعي : في الفئران، وُجد أن البوليفينول الموجود في الخمان يدعم دفاع الجهاز المناعي عن طريق زيادة عدد خلايا الدم البيضاء.

- يمكن أن يحمي البشرة من الأشعة فوق البنفسجية : وُجد إن منتجات البشرة التي تحتوي على مستخلص الخمان ، يكون لديه عامل حماية من الشمس (SPF) بدرجة 9.88 (23).

- قد يزيد من التبول : لقد وُجد ان ازهار الخمان يمكن أن تزيد من عدد مرات التبول وكمية إفراز الملح في الفئران.

- قد يكون له بعض الخصائص المضادة للاكتئاب : وجدت إحدى الدراسات أن الفئران التي تناولت 544 ملليجرام من مستخلصات الخمان لكل رطل من الوزن (1،200 مجم لكل كيلوجرام) قد أظهرت تحسناً في مؤشرات الأداء و الحالة المزاجية (24).

وعلى الرغم من أن هذه النتائج مثيرة للاهتمام حقاً ، إلا أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث في البشر لتحديد ما إذا كانت التأثيرات كبيرة بالفعل.

#7 المخاطر الصحية والآثار الجانبية :

على الرغم من أن الخمان لديه بعض الفوائد المحتملة الواعدة ، إلا أن هناك بعض المخاطر المرتبطة بإستهلاكه.
حيث يحتوي اللحاء، والثمار والبذور الغير ناضجة على كميات صغيرة من المواد المعروفة باسم اللكتينات lectins ، والتي يمكن أن تسبب مشاكل في المعدة إذا تم تناول الكثير منها.

بالإضافة إلى أن نبات الخمان يحتوي على مواد تسمى جليكوسيدات سيانوجينيك cyanogenic glycosides، والتي يمكن أن تطلق سم السيانيد في بعض الظروف. يوجد هذا النوع من السم في بذور اللوز والمشمش أيضاً.

يوجد 3 مليغرامات من السيانيد في كل 100 جرام من الثمار الطازج ، و 3-17 مليغرام في كل 100 جرام من الأوراق الطازجة. هذه الجرعات هي مجرد 3 ٪ فقط من الجرعات المميتة المقدرة لشخص يزن 60 كجم (25).

ومع ذلك، لا تحتوي المستحضرات التجارية والثمار المطبوخة على السيانيد ، لذلك لا توجد تقارير عن الوفيات الناجمة عن تناول هذه الأطعمة. و تشمل أعراض تناول الثمار غير المطبوخة أو الأوراق أو اللحاء أو جذور الثمار، الشعور بالغثيان و الإصابة بالقيء والإسهال.
يوجد تقرير واحد فقط عن ثمانية أشخاص أصابهم المرض بعد شرب عصير الثمار التي تم اقتطافها حديثاً، بما في ذلك الأوراق والفروع، من فصيلة الخمان المكسيكي S. mexicana. وعانوا من الغثيان والقيء والضعف والدوار والخدر (26).

ولحسن الحظ ، يمكن إزالة المواد السامة الموجودة في الثمار بأمان عن طريق طهيها. ومع ذلك، لا ينبغي أن تُستخدم الفروع أو اللحاء أو الأوراق في الطبخ أو في استخلاص العصير.
إذا كنت تقوم بتجميع الأزهار أو الثمار بنفسك ، فتأكد من التعرف على فصيلة النبات بشكل صحيح ، و تأكد من أنه خمان أمريكي أو أوروبي، حيث أن الأنواع الأخرى من الخمان قد تكون أكثر سمية. تأكد أيضاً من إزالة أي لحاء أو أوراق قبل الاستخدام.

لا ينصح بتناول الخمان للأطفال والمراهقين دون عمر الـ 18 ، أو النساء الحوامل أو المرضعات. على الرغم من أنه لم يتم الإبلاغ عن أي أحداث سلبية في هذه المجموعات ، إلا أنه لا توجد بيانات كافية لتأكيد أنه نبات آمن للاستهلاك في هذه المجموعات الفردية أو العمرية.

ما رأيك؟

Upvote Downvote

Total votes: 2

Upvotes: 2

Upvotes percentage: 100.000000%

Downvotes: 0

Downvotes percentage: 0.000000%

أفضل البدائل الفعالة للبيض

أفضل أنواع منشطات الذهن وأدوية الذكاء