المغنيسيوم، معدن موجود بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة وفي الجسم. وكما هو الحال مع معظم الأشياء، فإن هناك دائما مخاطر ترتبط بتناول جرعة زائدة.
حيث يمكن أن تؤدي إلى ما يعرف باسم فرط مغنيسيوم الدم، عند وجود الكثير من المغنيسيوم في الدم، والذي يحدث عادة لأولئك الذين يعانون من حالات صحية مزمنة، مثل مرض الكلى المزمن، على الرغم من أنه نادر الحدوث.
وزيادة المغنيسيوم قد تنجم أيضًا عن تناول الكثير من المكملات الغذائية أو الأدوية التي تحتوي على المغنيسيوم. فكيف يعمل هذا المعدن، وماذا يحدث عند الحصول على قدر وفير منه؟
دور المغنيسيوم
يخدم المغنيسيوم العديد من الوظائف في جسم الإنسان، وهو ضروري بالنسبة إلى:
- تكوين البروتين
- تكوين عظام صحية
- تنظيم ضغط الدم
- الحفاظ على صحة القلب
- إنتاج الطاقة
- وظائف الأعصاب
- السيطرة على نسبة السكر في الدم
- التوصيل الكهربائي في القلب
ووفقًا لمكتب المكملات الغذائية التابع للمعاهد الوطنية للصحة، يجب أن يستهلك الرجال البالغين الأصحاء بشكل عام، ما بين 400 إلى 420 ملليجرام من المغنيسيوم يوميًا (1).
بينما يجب أن تستهلك النساء البالغات الأصحاء مابين 310 إلى 320 مليجرام يوميًا. ويُنصح النساء الحوامل بتناول جرعة أعلى من النساء غير الحوامل.
وللذين يتناولون مكملات المغنيسيوم، فإن أقصى ما يمكن أن يتناوله البالغون 350 مليجرام يوميًا. ومكملات المغنيسيوم تختلف عن المغنيسيوم الذي يحصل الجسم عليه بشكل طبيعي في الأطعمة التي يتناولها.
ويلاحظ مكتب المكملات الغذائية، أن “زيادة المغنيسيوم من الغذاء لا تشكل خطراً على الصحة لدى الأفراد الأصحاء لأن الكليتين تتخلصان من الكميات الزائدة في البول”.
كما يشير إلى أن “الجرعات العالية من المغنيسيوم من المكملات الغذائية أو الأدوية غالباً ما تؤدي إلى الإسهال الذي يمكن أن يرافقه غثيان وتشنجات في البطن”.
ويمكن وصف المغنيسيوم أيضا لمنع الصداع النصفي، بجرعة يومية تتجاوز 350 مليجرام. على أنه يجب أن تؤخذ هذه الجرعات فقط تحت إشراف طبي.
مصادر المغنيسيوم
يوجد المغنيسيوم في مجموعة متنوعة من الأطعمة، خاصة تلك التي تحتوي على الكثير من الألياف. وتعد المكسرات والخضروات الورقية، والبقول والحبوب الكاملة من بين أفضل المصادر.
وتشمل بعض الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من المغنيسيوم:
- اللوز
- السبانخ
- الكاجو
- الفول السوداني
- حبوب القمح أو الخبز
- حليب الصويا
- الفاصوليا السوداء
- زبدة الفول السوداني
ولكن هذا المعدن لايتوفر فقط في الأطعمة، بل يوجد أيضا في المكملات الغذائية وبعض الأدوية. فعلى سبيل المثال، المغنيسيوم هو العنصر النشط في بعض المسهلات.
وعلى الرغم من أن هذه الأدوية قد تحتوي على كمية أكبر من المغنيسيوم الأوّلي، إلا أنها ليست خطيرة. وبسبب تأثيره المسهل، لا يتم امتصاص كل المغنسيوم. وبدلاً من ذلك، يتخلص منه الجسم قبل أن تتاح له فرصة التأثير.
إلا أن مكتب المكملات الغذائية يشير إلى أن “الجرعات الكبيرة جدًا من المسهلات التي تحتوي على المغنيسيوم ومضادات الحموضة (التي توفر عادة أكثر من 5000 مليجرام / مغنيسيوم يوميًا) ترتبط بسمّية المغنيسيوم”.
كما يوجد المغنيسيوم أيضًا في بعض الأدوية الخاصة بعلاج عسر الهضم الحمضي أو حرقة المعدة.
عوامل الخطر
يعتبر فرط مغنيسيوم الدم، أمر نادر الحدوث لأن الكليتين تعملان على التخلص من المغنيسيوم الزائد.
وغالبًا ما تظهر زيادة المغنيسيوم الناتجة عن فرط مغنيسيوم الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف وظائف الكلى بعد تناولهم أدوية تحتوي على المغنيسيوم، مثل المسهلات أو مضادات الحموضة.
وبسبب هذا الخطر، يتم تحذير الأشخاص المصابين بأمراض الكلى من تناول مكملات المغنيسيوم، أو الأدوية التي تحتوي على هذا المعدن. حيث أن المخاطر المرتبطة بها أعلى بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب واضطرابات الجهاز الهضمي.
قد تشمل أعراض زيادة المغنيسيوم، وفقا لمكتب المكملات الغذائية، مايلي:
- الإسهال
- القيء والغثيان
- الفتور والنعاس
- ضعف العضلات
- توصيل كهربائي غير طبيعي في القلب
- ضغط دم منخفض
- احتباس البول
- ضيق التنفس
- السكتة القلبية
ويمكن للطبيب إعطاء غلوكونات الكالسيوم عن طريق الوريد (IV)، للمساعدة في عكس آثار زيادة المغنيسيوم.
كما يمكن إعطاء فوروسيميد (IV) لإدرار البول والتخلص من المغنيسيوم، إذا كانت وظائف الكلى سليمة. وأيضا قد يحتاج الأمر إلى استخدام غسيل الكلى لإزالة المغنيسيوم من الجسم إذا كانت الزيادة شديدة، أو كانت وظائف الكلى ضعيفة.
الرسالة الرئيسية:
يكون خطر التعرض لزيادة المغنيسيوم منخفضا للغاية بشكل عام بالنسبة للأشخاص الأصحاء عادة. ومع ذلك، قد تحدث زيادة في بعض الحالات.
وأولئك الذين يعانون من أعراض سلبية، مثل الإسهال، عند تناول مكملات المغنيسيوم أو الأدوية التي تحتوي عليه، قد يحتاجون إلى التحدث إلى الطبيب للحصول على نصائح وإرشادات.
وكذلك الأشخاص الذين يعانون من ضعف وظائف الكلى، عليهم مناقشة مخاطر الأدوية التي تحتوي على المغنيسيوم والمكملات الغذائية مع الطبيب للمساعدة في ضمان سلامتهم.
ومن جهة أخرى، قد يفقد البعض الكثير من المغنيسيوم بسبب بعض الأمراض الخطيرة، أو تعاطي الكحول، أو تناول بعض الأدوية. ويمكن أن يؤدي هذا إلى انخفاض مستويات المغنيسيوم، التي تسبب مشاكل مثل الصداع النصفي.