أن الهيدروكسيتريبتوفان- 5 5-Hydroxytryptophan ، أو الذي يطلق عليه اختصاراً اسم (5-HTP) هو حمض من الأحماض الأمينية التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي.
يستخدم جسمك هذا الحمض الأميني لإنتاج هرمون السيروتونين ، وهو بمثابة ناقل كيميائي يرسل إشارات بين الخلايا العصبية.
ترتبط مستويات السيروتونين المنخفضة في الدم بالعديد من المشاكل الصحية ، مثل : الاكتئاب ، والقلق ، واضطرابات النوم ، وزيادة الوزن ، وغيرها (1 ، 2).
لذلك ، فإن زيادة إنتاج الجسم لهرمون السيروتونين قد يكون له فوائد مختلفة.
لهذا السبب ، زادت شعبية مكملات (5-HTP) المنتجة للسيروتونين بشكل متزايد مؤخراً.
وجمعنا لك في هذا المقال 5 فوائد صحية محتملة من تناول مكملات (5-HTP) ، استنادا إلى الأدلة العلمية.
#1 يمكن أن تساعد على خسارة الوزن عن طريق زيادة الشعور بالشبع :
قد تزيد مكملات (5-HTP) من الشعور بالامتلاء والشبع ، مما يؤدي إلى تناول كميات أقل من الطعام وبالتالي خسارة الوزن.
يمكن أن تزيد خسارة الوزن من إنتاج الهرمونات التي تجعلك تشعر بالجوع. هذه الشعور بالجوع المستمر يمكن أن يجعل خسارة الوزن غير مستدامة على المدى الطويل.
من ناحية أخرى ، قد تقاوم مكملات (5-HTP) هذه الهرمونات المسببة للجوع ، وتعمل على تقليل الشهية والمساعدة على إنقاص الوزن (3).
في إحدى الدراسات ، تم اختيار 20 شخصًا مصابًا بمرض السكري بشكل عشوائي لتلقي إما مكملات (5-HTP) أو دواء بلاسيبو وهمي لمدة أسبوعين. وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين تلقوا مكملات (5-HTP) الغذائية استهلكوا حوالي 435 سعر حراري أقل في اليوم الواحد ، مقارنة مع أفراد المجموعة الثانية.
ما هو أكثر من ذلك ، هو أن مكملات (5-HTP) قامت في المقام الأول بمنع تناول السعرات الحرارية من الكربوهيدرات ، وهو الأمر الذي يرتبط بتحكم أفضل في سكر الدم (4).
وقد وجدت العديد من الدراسات الأخرى أيضا أن مكملات (5-HTP) زادت من الشعور بالامتلاء والشبع وساعدت في خسارة الوزن في الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو الوزن الزائد.
وعلاوة على ذلك ، فقد أظهرت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن مكملات (5-HTP) قد تقلل من تناول الطعام المفرط الناتج عن الشعور بالإجهاد أو الاكتئاب.
الملخص :
من المرجح أن تكون مكملات (5-HTP) فعالة في زيادة الشعور بالشبع ، مما قد يساعد على تناول كميات أقل وخسارة الوزن.
#2 تساعد في علاج الاكتئاب عن طريق زيادة مستويات السيروتونين :
لقد أجريت الكثير من الأبحاث والدراسات حول آثار مكملات (5-HTP) على أعراض الاكتئاب.
وفي حين أن السبب الدقيق وراء الاكتئاب غير معروف إلى حد كبير ، إلا أن بعض الباحثين يعتقدون أن وجود اختلال في مستويات هرمون السيروتونين يمكن أن يؤثر على الحالة المزاجية بطريقة تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب.
لذا يُعتقد أن مكملات (5-HTP) تساعد في علاج الاكتئاب عن طريق زيادة مستويات هرمون السيروتونين.
في الواقع ، وجدت العديد من الدراسات الصغيرة أن مكملات (5-HTP) خففت من أعراض الاكتئاب. ومع ذلك ، فإن اثنين من هذه الدراسات لم تستخدم دواء البلاسيبو الوهمي للمقارنة ، مما يحد من مدى صحة نتائجهم.
وبالمثل ، توصل تحليل آخر إلى أن مكملات (5-HTP) قد تساعد في علاج الاكتئاب (5).
ومع ذلك ، تشير الكثير من الأبحاث إلى أن التأثيرات المحتملة المضادة للاكتئاب لمكملات (5-HTP) تكون أقوى عندما تقترن بمواد أخرى أو أدوية مضادة للاكتئاب ، بالمقارنة مع استخدامها منفردة (6 ، 7).
علاوة على ذلك ، استنتجت العديد من المراجعات أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات عالية الجودة قبل التوصية باستخدام مكملات (5-HTP) كعلاج للاكتئاب.
الملخص :
تزيد مكملات (5-HTP) من مستويات هرمون السيروتونين في الجسم ، مما قد يحسن من أعراض الاكتئاب ، خاصة عند استخدامها مع مواد أو عقاقير أخرى مضادة للاكتئاب. ومع ذلك ، هناك حاجة لإجراء المزيد من البحوث قبل التوصية باستخدامها كعلاج للاكتئاب.
#3 تحسين أعراض حالة الفيبروميالجيا :
قد يساعد تناول مكملات (5-HTP) على تحسين أعراض حالة الفيبروميالجيا Fibromyalgia أو الألم العضلي الليفي المتفشي ، وهي حالة تتميز بألم في العضلات والعظام ، فضلاً عن الوهن العام.
لا يوجد حالياً أي سبب معروف لحالة الفيبروميالجيا ، ولكن يرتبط وجود مستويات منخفضة من هرمون السيروتونين في الجسم بهذه الحالة (8).
وقد دفع هذا الباحثين إلى الاعتقاد بأن زيادة مستويات السيروتونين من خلال تناول مكملات (5-HTP) قد تفيد الأشخاص الذين يعانون من حالة الفيبروميالجيا.
في الواقع ، تشير الدلائل المبكرة إلى أن مكملات (5-HTP) قد تحسن أعراض الفيبروميالجيا ، بما في ذلك آلام العضلات ومشاكل النوم والقلق والإجهاد (9).
في إحدى الدراسات ، أفاد الأشخاص الذين يعانون من الفيبروميالجيا والذين تم إعطاؤهم (5-HTP) مع نوع من الأدوية المضادة للاكتئاب التي تسمى مثبطات المونو أمينو أوكسيداز (MAOIs) ، بشعورهم بانخفاض ملحوظ في الألم.
ومع ذلك ، لم يتم إجراء بحوث كافية لتأكيد أي استنتاجات واضحة حول فعالية مكملات (5-HTP) في تحسين أعراض الفيبروميالجيا.
الملخص :
يمكن أن يؤدي استخدام مكملات (5-HTP) إلى زيادة مستويات هرمون السيروتونين في الجسم ، مما قد يساعد في تخفيف بعض أعراض الألم العضلي الليفي (الفيبروميالجيا). ومع ذلك ، هناك حاجة لإجراء المزيد من البحوث للتأكد من هذه النتائج.
#4 يمكن أن تساعد في الحد من تواتر نوبات الصداع النصفي :
يُقال أن مكملات (5-HTP) تساعد في الحد من نوبات الصداع النصفي ، وهو الصداع النابض الذي عادةً ما يكون مصحوباً بالغثيان أو اضطراب الرؤية.
وعلى الرغم من وجود جدال بين الباحثين حول السبب وراء الصداع النصفي ، إلا أنهم يعتقدون في أن السبب وراء هذا الصداع المبرح هو انخفاض مستويات هرمون السيروتونين.
لقد قارنت إحدى الدراسات التي أجريت على 124 شخصًا ما بين قدرة مكملات (5-HTP) و عقار ميثيسرجايد methysergide ، وهو دواء شائع لتجنب نوبات الصداع النصفي.
ووجدت أن تناول مكمل (5-HTP) يومياً لمدة ستة أشهر منع أو قلل بشكل ملحوظ من عدد نوبات الصداع النصفي في 71٪ من المشاركين (10).
في دراسة أخرى أجريت على 48 طالبًا ، نتج عن تناول مكملات (5-HTP) انخفاضاً في تواتر نوبات الصداع بنسبة 70٪ ، مقارنة بانخفاض بنسبة 11٪ في أفراد المجموعة الثانية (11).
وبالمثل ، وجدت العديد من الدراسات الأخرى أن مكمل (5-HTP) قد يكون خيار علاجي فعال للأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي.
الملخص :
قد تساعد مكملات (5-HTP) في الحد من الصداع النصفي عن طريق زيادة مستويات السيروتونين في الدم.
#5 يمكن أن تعزز النوم عن طريق زيادة إنتاج هرمون الميلاتونين :
ينتج مكمل (5-HTP) هرمون السيروتونين ، والذي يمكن تحويله في الجسم إلى هرمون الميلاتونين.
يلعب هرمون الميلاتونين دوراً هاما في تنظيم النوم. حيث تبدأ مستوياته في الارتفاع في المساء لتعزيز الشعور بالنعاس والنوم والتراجع في الصباح للمساعدة في عملية الاستيقاظ.
لذلك ، فإن تناول مكملات (5-HTP) قد يعزز النوم عن طريق زيادة إنتاج هرمون الميلاتونين في جسمك.
وأظهرت دراسة بشرية واحدة أن تناول مزيج من مكمل (5-HTP) وحمض غاما-أمينوبوتيريك (GABA) قلل بشكل كبير من الوقت الذي يحتاجه الأفراد للخلود إلى النوم ، كما أنه زاد من فترة النوم و حسن من جودته (12).
أن حمض غاما-أمينوبوتيريك (GABA) هو الناقل الكيميائي الذي يعزز الشعور بالاسترخاء. لذا فإن الجمع بينه وبين مكملات (5-HTP) له تأثير تاَزري (13).
في الواقع ، تشير العديد من الدراسات التي أجريت على الحيوانات والحشرات إلى أن تناول مكملات (5-HTP) يحسن نوعية النوم وأن التأثير يكون أكبر عند دمجه مع حمض غاما-أمينوبوتيريك (GABA).
في حين أن هذه النتائج واعدة ومبشرة ، ال إن عدم وجود عدد كاف من الدراسات المستندة إلى البشر يصعب التوصية بمكملات (5-HTP) لتحسين نوعية النوم ، وخاصة عندما يتم استخدامها منفردة.
(تعرف أيضاً على بعض النصائح البسيطة التي تساعدك على النوم).
الملخص :
قد يعزز مكمل (5-HTP) النوم عن طريق زيادة إنتاج هرمون الميلاتونين ، وهو هرمون هام مسئول عن تنظيم النوم.
#6 الآثار الجانبية المحتملة لمكملات (5-HTP) :
قد يعاني بعض الأشخاص من الغثيان والإسهال والتقيؤ وآلام المعدة عند تناول مكملات (5-HTP). هذه الآثار الجانبية تعتمد على الجرعة ، مما يعني أنها تزداد سوءًا عند زيادة الجرعة.
لتقليل هذه الآثار الجانبية ، ابدأ بتناول جرعة تتراوح ما بين 50 و 100 ملغم مرتين في اليوم ، ثم زد هذه الجرعة حتى الوصول إلى الجرعة المناسبة خلال فترة أسبوعين (14).
تزيد بعض الأدوية من إنتاج هرمون السيروتونين. قد يؤدي الجمع بين هذه الأدوية ومكملات (5-HTP) إلى زيادة مستويات السيروتونين في جسمك إلى مستويات خطرة . وهذا ما يسمى بمتلازمة السيروتونين ، وهي من الحالات المهددة للحياة (15).
تشمل الأدوية التي قد تزيد من مستويات السيروتونين في الجسم بعض مضادات الاكتئاب أو أدوية السعال أو مسكنات الألم.
بما أن مكملات (5-HTP) قد تعزز أيضا النوم ، فان تناولها مع بعض الأدوية المهدئة الموصوفة طبياً ، مثل : Klonopin ، Ativan أو Ambien ، قد يسبب الكثير من النعاس.
بسبب إمكانية تفاعل هذه المكملات بطريقة سلبية مع الأدوية الأخرى ، يجب عليك استشارة طبيبك المعالج أو الصيدلي قبل تناولها.
عند شراء المكملات الغذائية ، ابحث عن أختام NSF أو USP ، التي تشير إلى الجودة العالية. هذه هي الشركات الخارجية التي تضمن احتواء المكملات على ما يدعيه الملصق ، وبدون أي شوائب أو إضافات ضارة.
الملخص :
قد يتعرض بعض الأشخاص لبعض الأعراض الجانبية عند تناول مكملات (5-HTP). استشر الطبيب قبل تناولها للتأكد من أنها آمنة لك.
#7 الجرعة و ارشادات استخدام مكمل (5-HTP) :
يستخلص مكمل (5-HTP) الغذائي من بذور شجيرة أفريقية معروفة باسم "الغريفونية بسيطة الأوراق Griffonia simplicifolia".
هذه المكملات ليست مثل مكملات "التريبتوفان L-tryptophan" ، والتي قد تزيد أيضا مستويات هرمون السيروتونين (16).
ان حمض التريبتوفان من الأحماض الأمينية الأساسية الموجودة في الأطعمة الغنية بالبروتين ، مثل منتجات الألبان والدواجن واللحوم والحمص وفول الصويا.
من ناحية أخرى ، لا يتواجد حمض الهيدروكسيتريبتوفان- 5 الأميني (5-HTP) في الأطعمة ويمكن إضافته فحسب إلى النظام الغذائي من خلال المكملات الغذائية (17).
تعتمد الجرعة الموصى بها من مكملات (5-HTP) على السبب لأخذها.
لذا جمعنا لك بعض الإرشادات العامة التي سوف تساعدك على البدء في استخدامها :
- التحكم في الوزن : 250-300 ملجم ، 30 دقيقة قبل تناول الوجبة.
- تعزيز الحالة المزاجية : من 50 إلى 100 ملجم ، 3 مرات يوميًا مع وجبات الطعام. يجب استخدامها لمدة أسبوع على الأقل لملاحظة تأثيرها الإيجابي.
تخفيف أعراض الألم العضلي الليفي : 100 ملجم ، 3-4 مرات في اليوم مع وجبات الطعام. استخدمها لمدة أسبوعين على الأقل لملاحظة تأثيرها الإيجابي.
تقليل نوبات الصداع النصفي : 100-200 ملغ ، 2-3 مرات في اليوم مع وجبات الطعام. استخدمها لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لملاحظة تأثيرها الإيجابي.
تعزيز النوم : 100-300 ملجم ، 30-45 دقيقة قبل النوم. تناولها مع مكملات GABA لزيادة فعاليتها.
الملخص :
تعتمد جرعات مكمل (5-HTP) الواجب تناولها على سبب استخدامك له.
#8 الخلاصة :
يقوم الجسم بتحويل حمض الهيدروكسيتريبتوفان- 5 الأميني أو (5-HTP) إلى هرمون السيروتونين ، المسئول عن تنظيم الشهية والإحساس بالألم والنوم.
تعتبر مكملات (5-HTP) وسيلة فعالة لتعزيز مستويات هرمون السيروتونين في جسمك.
قد توفر المستويات العالية من هرمون السيروتونين العديد من الفوائد ، مثل : تعزيز خسارة الوزن ، وتحسين أعراض الاكتئاب و الفيبروميالجيا ، التقليل من تواتر نوبات الصداع النصفي ، والمساعدة على النوم بشكل أفضل.
توفر مكملات (5-HTP) العديد من الفوائد الصحية في مقابل عدد قليل من الاَثار الجانبية ، ولكن يمكن التقليل من هذه الاَثار عن طريق البدء بتناول جرعات أصغر ثم زيادة الجرعة تدريجيًا.
بالنظر إلى أن مكملات (5-HTP) قد تتفاعل سلبًا مع العديد من الأدوية ، يجب استشارة الطبيب للتأكد من أنها آمنة للاستخدام.