6 أعراض لنقص المغنيسيوم في الجسم

أن معدن المغنيسيوم يساعد على الشعور باليقظة والانتباه من خلال التعاون مع الإنزيمات الموجودة داخل الخلايا لإنتاج الطاقة ، كما تقول أنجيلون. "بما أنه ليس من السهل اختبار معدلات المغنيسيوم في الدم، فإن أوجه القصور أو النقص لا يتم اكتشافها في كثير من الأحيان" ، وتضيف : "لذلك، من الصعب معرفة عدد الأشخاص الذين يعانون من الإرهاق بسبب عدم حصولهم فعلياً على قدر كاف من المغنيسيوم في الخلايا".

هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تُشعرك بالارهاق و التعب - مثل قلة النوم أو قلة النشاط البدني ، النظام الغذائي، والعديد من الحالات الصحية المختلفة التي تكون من الأسباب الشائعة للشعور بالاجهاد - ولكن إذا استمر شعورك بالارهاق و لاحظت معاناتك من الأعراض المتعددة لنقص المغنيسيوم في هذه القائمة ، ننصحك اذن بزيارة طبيبك المعالج.

إذا سبق لك أن استيقظت على تشنج مزعج في أيا من عضلات جسمك في منتصف الليل، فأنت تعرف كيف يمكن للتشنجات العشوائية المؤلمة أن تكون غاية في البشاعة. و من الجدير بالذكر ان تعاطي بعض الأدوية ، أو الاصابة بعدد من الحالات الطبية ، أو ممارسة التمارين لمدة طويلة ، أو بقاء جسمك على أوضاع معينة لفترة طويلة ، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بهذه التشنجات .

ولكن إذا قمت باستبعاد كل هذه العوامل ، فمن المحتمل أن يكون السبب هو افتقار جسمك إلى بعض العناصر الغذائية المهمة. إن المغنيسيوم يساعد على تنظيم وظائف العضلات والأعصاب عن طريق حمل البوتاسيوم والكالسيوم عبر خلاياك ، وهي عملية مهمة لانقباضات صحية للعضلات. و قد يؤدي انخفاض مستويات هذا المعدن في الدم الى "استثارة" و تهيج الأطراف العصبية المسؤولة عن تحفيز و تنشيط عضلاتك، وفقا لدراسات المجلس الوطني للقوة واللياقة البدنية في الولايات المتحدة الأمريكية . لذلك عندما يتم استثارة النهايات العصبية ، فإن عضلاتك لا تتمكن من الارتخاء بشكل صحي و سليم ، مما يتسبب في انقباضها بشكل مفاجئ و شعورك بالوخز و التقلصات و التشنجات المؤلمة.

تقترح العديد من الدراسات العلمية أن المغنيسيوم له تأثيرات مختلفة على صحة قلبك ، بما في ذلك ضغط دمك. في الواقع، إن الأشخاص الذين تلقوا 368 ملليجرام في المتوسط من المغنيسيوم يومياً لمدة ثلاثة أشهر ، لاحظوا أن قراءات ضغط الدم لديهم انخفضت بشكل ملحوظ ، وفقاً لدراسة تحليلية أجرتها جمعية القلب الأمريكية، ولكن كان ذلك في حال عدم حصولهم على ما يكفي من المغنيسيوم.

الحقيقة هي إن العلماء ليسوا متأكدين من سبب وجود هذا الرابط ، ولكن قد يكون الامر له علاقة بتأثير المغنيسيوم على الالتهابات ، وفقاً لمراجعة بحث من عام 2012 .

تقول أنجيلون: "أن المغنيسيوم يساعد على تنشيط فيتامين (د) . في الواقع ، يبدو أن جميع الإنزيمات التي تعالج فيتامين (د) تتطلب وجود معدن المغنيسيوم، وذلك وفقاً لمراجعة حديثة من نشرة الجمعية الأمريكية لتقويم العظام ، ووجد سجل البيانات الصحة الوطنية أن الحصول على القدر الكافي من المغنيسيوم قد يقلل من خطر نقص فيتامين (د) .

ملحوظة مهمة : تشير الأبحاث إلى أن ما يقرب من نسبة 42 % من الأمريكيين ، لا يحصلون على ما يكفي من فيتامين (د) ، وهو الفيتامين الضروري للحفاظ على نظام مناعي قوي وقلب صحي وعظام قوية.

تقول أنجيلون : "يتم تخزين حوالي 50 إلى 60 في المئة من الماغنيسيوم في العظام ، لذا فإن حتى النقص المعتدل المزمن في المغنيسيوم يمكن أن يؤثر على خسارة العظام، وبالتالي ، صحة العظام" . ولأن عدم الحصول على الكمية الكافية من هذا المعدن الهام يمكن أن يؤثر أيضاً على مستويات فيتامين (د) ، فإن نقص المغنيسيوم يمكن أن يؤدي في النهاية إلى الاصابة بمرض هشاشة العظام ، وهو المرض الذي يجعل العظام هشة وأكثر عرضة للكسر.

مثال على ذلك : بعد أن تابع الباحثون أكثر من 2200 رجلاً لمدة 20 عاما، وجدوا أن هناك علاقة متبادلة بين مستويات المغنيسيوم المنخفضة وزيادة خطر الإصابة بكسور العظام ، وفقاً لدراسة أجرتها المجلة الأوروبية لعلم الأوبئة. و كان الرجال الذين لديهم مستويات منخفضة من المغنيسيوم أكثر عرضة لكسور عظام الورك بشكلٍ خاص ، و التي قد تؤدي إلى حدوث مضاعفات تهدد الحياة .

إن عدم الحصول على ما يكفي من المغنيسيوم يمكن أن يعبث بعملية إطلاق الناقلات العصبية في جسمك وانقباض خلايا الدم لديك ، وهما عاملان قد يؤديا إلى الإصابة بالصداع ، وفقا للمعهد الوطني للصحة. عادة ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي مستويات مغنسيوم أقل من أولئك الذين لا يعانون من نقصه.

ويستخدم أكسيد المغنسيوم بشكل شائع لمحاولة منع أعراض الصداع النصفي الشديدة ، مثل الألم المبرح ، والغثيان ، والقيء ، والحساسية للضوء والصوت. يعتقد الخبراء أن هذا المعدن قد يساعد في وقف إطلاق المواد الكيميائية التي تنقل الإحساس بالألم ، ويمنع إشارات المخ المرتبطة بالهالة أو ما يطلق عليه الأورا - وهي عبارة عن مجموعة من التغيرات الحسية ، مثل رؤية الشرر والنقاط الساطعة - وفقاً لمؤسسة الصداع النصفي الأمريكية.

تحتاج النساء البالغات إلى ما يقرب من 310 إلى 320 مليجرام من المغنيسيوم في اليوم ، في حين أن الرجال يحتاجون من 400 إلى 420 ملليجرام ، وفقا للمعهد الوطني للصحة. وبعض الأبحاث تقترح أن هذا الحد يجب أن يكون أعلى ، كما تقول أنجيلون ، لذا إذا كنت قلقاً بشأن عدم حصولك على القدر الكافي من معدن المغنيسيوم ، فتحدث إلى طبيبك حتى يحدد لك الكمية المناسبة لاحتياجات جسمك .

نادراً ما يكون اللجوء إلى استهلاك المكملات الغذائية ضرورياً ، و تعاطي المغنيسيوم بجرعات كبيرة جداً يمكن أن يسبب آثاراً جانبية غير سارة ، مثل الإسهال أو آلام المعدة. كما إن بعض الأدوية المُلينة التي تحتوي على جرعة كبيرة من المغنيسيوم (أكثر من 5000 ملليجرام) ثبت أنها سامة ومميتة، وفقا للمعهد الوطني للصحة.

لكن على أية حال ، لا يمكنك أن تحصل على قدر مفرط بتناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم . لإن جسمك عادة ما يمتص ما يتراوح بين 30 إلى 40 في المائة فقط من المغنيسيوم الذي تتناوله ، لذلك ننصحك بأن تزيد استهلاكك من الأطعمة الغنية بهذا المعدن الضروري ، مثل : اللوز أو مكسرات الكاجو، السبانخ، حليب الصويا، الشوفان، الفاصوليا السوداء أو اللوبيا، فول الادامامي (فول الصويا الأخضر)، زبدة الفول السوداني، خبز القمح الكامل، الأفوكادو، البطاطس، الزبادي السادة ، و الأرز البني، حيث تحتوي كل هذه الأطعمة على أكثر من 40 ملليجرام من معدن المغنيسيوم لكل حصة منها.