لقد انتشرت عشبة القمح مؤخراً في كل مكان من حانات العصائر إلى متاجر الأغذية الصحية ، وتعد من أحدث المكونات التي دخلت إلى دائرة الضوء في عالم الصحة الطبيعية.
ويتم تحضير عشبة القمح من أوراق نبات القمح المنبتة حديثاً من فصيلة القمح المعروفة “Triticum aestivum” .
كما يمكن زراعتها وإعدادها في المنزل ، أو شراؤها في شكل عصير أو مسحوق أو مكمل غذائى.
يدعي البعض ان عشبة القمح قادرة على فعل كل شيء بداية من إزالة السموم من الكبد إلى تحسين وظائف المناعة. ومع ذلك ، فإن العديد من فوائدها المزعومة لم يتم إثباتها أو دراستها بعد.
تلقي هذه المقالة نظرة فاحصة على 7 من الفوائد المدعومة بالأدلة العلمية لعشبة القمح.
#1 عشبة القمح غنية بالعناصر الغذائية ومضادات الأكسدة :
تعد عشبة القمح مصدراً ممتازاً للعديد من الفيتامينات والمعادن المختلفة. وتحتوي على نسبة مرتفعة بشكل خاص من الفيتامينات (أ) و (جـ) و (هـ) ، بالإضافة إلى الحديد والمغنيسيوم والكالسيوم والأحماض الأمينية.
و من أصل 17 من الأحماض الأمينية ، توجد ثمانية أحماض أساسية ، بمعنى أن جسمك لا يستطيع إنتاجها ويجب عليك الحصول عليها من المصادر الغذائية (1).
ومثل جميع النباتات الخضراء ، تتألف عشبة القمح أيضًا من الكلوروفيل ، وهو نوع من الصبغة النباتية الخضراء المرتبطة بالعديد من الفوائد الصحية (2).
كما أنه يحتوي على العديد من مضادات الأكسدة الهامة ، بما في ذلك الجلوتاثيون والفيتامينات (جـ) و (هـ) (3).
مضادات الأكسدة هي عبارة عن مركبات تحارب الشوارد الحرة لتجنب تلف الخلايا وتقليل الإجهاد التأكسدي.
وقد وجدت بعض الدراسات أن مضادات الأكسدة قد تساعد في الحماية ضد بعض الأمراض مثل : أمراض القلب ، والسرطان ، والتهاب المفاصل ، والأمراض العصبية التنكسية (4).
في إحدى الدراسات ، قللت عشبة القمح من الإجهاد التأكسدي ، وحسنت مستويات الكوليسترول في الأرانب التي تم تغذيتها بنظام غذائي غني بالدهون.
بالإضافة إلى ذلك ، أدى تناول مكملات عشبة القمح الى زيادة مستويات مضادات الأكسدة الجلوتاثيون وفيتامين (جـ) (5).
كما وجدت دراسة أخرى في أنابيب الاختبار لتقييم النشاط المضاد للأكسدة لعشبة القمح أنها تقلل من التلف التأكسدي للخلايا (6).
وبالنظر إلى أن البحوث المتعلقة بعشبة القمح تقتصر على أنابيب الاختبار والدراسات على الحيوانات ، فهناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لتحديد كيفية تأثير مضادات الأكسدة بها على البشر.
#2 قد تقلل من نسبة الكولسترول في الدم :
الكوليسترول هو مادة شمعية موجودة في جميع أنحاء الجسم. في حين أننا نحتاج إلى بعض الكوليسترول لانتاج الهرمونات و مادة الصفراء ، الا ان وجود الكثير من الكولسترول في الدم يمكن أن يمنع تدفق الدم ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وقد وجدت العديد من الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن عشبة القمح قد تساعد في تخفيض مستويات الكوليسترول.
في إحدى الدراسات، أُعطيت الفئران التي لديها نسبة مرتفعة من كوليسترول الدم عصير عشبة القمح. لاحظ الباحثون بعدها حدوث انخفاض في مستويات الكوليسترول الكلى ، و مستويات الكوليسترول LDL "الضار" ومستوى الدهون ثلاثية الجليسريدات.
ومن المثير للاهتمام ، أن تأثيرات عشبة القمح كانت مماثلة لتلك الموجودة في عقار أتورفاستاتين atorvastatin ، وهو دواء يستخدم عادةً لعلاج ارتفاع الكوليسترول في الدم (7).
كما بحثت دراسة أخرى في آثار عشبة القمح على الأرانب التي يتم تغذيتها بنظام غذائي عالي الدهون. بعد مرور 10 أسابيع ، ساعدت مكملات عشبة القمح في تخفيض مستويات الكوليسترول الكلي وزيادة نسبة الكوليسترول "HDL" النافع ، مقارنة بالأرانب في مجموعة التحكم (5).
على الرغم من هذه النتائج الواعدة ، إلا أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لتحديد كيفية تأثير مكملات عشبة القمح على مستويات الكوليسترول لدى البشر.
#3 يمكن أن تساعد على قتل خلايا السرطان :
بفضل احتواء عشبة القمح على مستويات عالية من مضادات الأكسدة ، فقد وجدت بعض الدراسات أنها قد تساعد في قتل الخلايا السرطانية.
وفقا لدراسة أُجريت في أنابيب الاختبار ، نجح مستخلص عشبة القمح في تخفيض انتشار خلايا سرطان الفم بنسبة 41 ٪ (8).
في دراسة أخرى أجريت في أنابيب الاختبار ، أدت استهلاك عشبة القمح إلى موت الخلايا السرطانية ، وتخفيض عدد خلايا سرطان الدم بنسبة تصل إلى 65 ٪ في غضون ثلاثة أيام من العلاج (9).
تشير بعض الأبحاث إلى أن عصير عشبة القمح قد يساعد أيضًا في تقليل آثار السرطان الضارة عند اقترانه بعلاج السرطان التقليدي.
وجدت إحدى الدراسات الأخرى أن عصير عشبة القمح يقلل من خطر اختلال وظيفة نخاع العظم ، وهو أحد المضاعفات الشائعة للعلاج الكيميائي ، لدى 60 سيدة مصابين بسرطان الثدي (10).
ومع ذلك ، لا يوجد حتى الآن أي دليل على الآثار المحتملة لعشبة القمح في مكافحة السرطان في البشر. وهناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لفهم الطريقة التي يمكن أن تؤثر بها عشبة القمح على تطور مرض السرطان لدى البشر.
#4 قد تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم :
يمكن أن يتسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم في الاصابة بمجموعة واسعة من الأعراض ، بما في ذلك الصداع والعطش وكثرة التبول والإرهاق.
ومع مرور الوقت ، يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى عواقب خطيرة مثل تلف الأعصاب ، والالتهابات الجلدية ومشاكل في الإبصار.
وقد وجدت بعض الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن عشبة القمح قد تساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم تحت السيطرة.
وفي احدى الدراسات ، أدت تغذية الجرذان المصابة بداء السكري بعشبة القمح إلى تعديل مستويات بعض الإنزيمات المعينة التي تساعد على خفض مستويات السكر في الدم (11).
وجدت دراسة أخرى أن علاج الجرذان المصابة بداء السكري بمستخلص عشبة القمح لمدة 30 يومًا أدى إلى انخفاض كبير في مستويات سكر الدم (12).
لكن هذا البحث اقتصر على دراسة تأثيرات عشبة القمح على سكر الدم لدى الحيوانات. وهناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لفهم كيفية تأثير عشبة القمح على نسبة السكر في الدم لدى البشر.
#5 قد تخفف من الالتهابات :
تعتبر الالتهابات استجابة طبيعية ناجمة عن الجهاز المناعي من أجل حماية الجسم من الإصابة والعدوى.
ومع ذلك ، يُعتقد أن الالتهاب المزمن يسهم في حالات صحية خطيرة مثل : مرض السرطان وأمراض القلب واضطرابات المناعة الذاتية (13).
تظهر بعض الأبحاث أن عشبة القمح ومكوناتها قد تساعد في تقليل الالتهابات.
وفى إحدى الدراسات الصغيرة التي أُجريت على 23 شخصا ، تم النظر في آثار عصير عشبة القمح على التهاب القولون التقرحي ، وهو مرض يتميز بوجود التهاب في الأمعاء الغليظة.
وجدت الدراسة أن شرب أقل من ½ كوب (100 مل) من عصير عشبة القمح لمدة شهر واحد قلل من شدة المرض ونزيف المستقيم في المرضى الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي (14).
عشبة القمح غنية أيضاً بالكلوروفيل ، وهو صبغة نباتية ذات خصائص قوية مضادة للالتهابات. وأظهرت دراسة أجريت في أنبوب اختبار أن الكلوروفيل يثبط نشاط بروتين معين يسبب حدوث الالتهاب (15).
علاوة على ذلك ، وجدت دراسة أخرى في أنبوب اختبار أن مركبات الكلوروفيل قللت من الالتهاب في الخلايا المستخلصة من الشرايين (16).
تتركز معظم البحوث على مركبات معينة في عشبة القمح أو آثار عشبة القمح على حالة معينة. وهناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لقياس آثارها المضادة للالتهابات على البشر في العموم.
#6 يمكن أن تساعد في إنقاص الوزن :
لقد بدأ العديد من الناس في إضافة عصير عشبة القمح إلى حميتهم الغذائية كطريقة سريعة ومريحة لتعزيز خسارة الوزن.
تحتوي عشبة القمح على الثايلاكويدات thylakoids ، وهي عبارة عن حجيرات صغيرة موجودة في النباتات تحتوي على الكلوروفيل و تمتص أشعة الشمس لعملية التمثيل الضوئي.
على الرغم من عدم وجود دليل على أن عشبة القمح نفسها يمكن أن تزيد من خسارة الوزن ، فقد وجدت العديد من الدراسات أن تناول مكملات تحتوي على الثايلاكويدات يمكن أن يعزز الشعور بالشبع ، ويزيد من امكانية خسارة الوزن.
وجدت احدى الدراسات الصغيرة أن تناول وجبة عالية الكربوهيدرات مع مكملات الثايلاكويدات زاد من الشعور بالشبع ، مقارنة مع عقار البلاسيبو الوهمي (17).
وبالمثل ، أظهرت دراسة أُجريت على الفئران أن مكملات الثايلاكويدات زادت من الشعور بالشبع عن طريق إبطاء إفراغ المعدة ، وزيادة إفراز الهرمونات التي تقلل من الجوع (18).
كما وجدت دراسة أخرى أن إعطاء الثايلاكويدات للفئران التي تتبع نظام غذائي عالي الدهون أدى إلى انخفاض استهلاكهم من الغذاء وانخفاض في وزن الجسم ، مقارنة مع الفئران في مجموعة التحكم (19).
ومع ذلك ، ضع في اعتبارك أنه يمكن أيضاً العثور على الثايلاكويدات في العديد من مصادر الطعام الأخرى ، بما في ذلك الخضراوات ذات اللون الأخضر والخضراوات المورقة مثل السبانخ وأوراق الكيل والخس.
ما هو أكثر من ذلك ، أن هذه الدراسات استخدمت تركيزات عالية من الثايلاكويدات ، والتي كانت أكبر بكثير من التركيزات الموجودة عادة في عشبة القمح .
لا توجد أي أبحاث عن آثار حبوب القمح على خسارة الوزن على وجه التحديد. وهناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات للنظر في آثارها على فقدان الوزن لدى البشر.
#7 من السهل إضافتها إلى نظامك الغذائي :
ستجد ان عشبة القمح متاحة على نطاق واسع في شكل مسحوق أو عصير أو كبسولة ، ويمكن العثور عليها بسهولة في محلات الأغذية الصحية ومحلات البقالة المتخصصة.
وعلاوة على ذلك ، إذا كنت قادراً على زراعة عشبة القمح في المنزل ، يمكنك استخدام عصارتها لصنع عصير عشبة القمح الخاص بك.
إلى جانب شرب عصير عشبة القمح ، يمكنك استخدام العصير أو المسحوق لتعزيز المحتوى الغذائي في مشروبات السموثي الخضراء المفضلة لديك. كما يمكنك أيضا خلط عصير عشبة القمح مع تتبيلات السلطة أو الشاي أو غيرها من المشروبات.
الاحتياطات والآثار الجانبية :
تعتبر عشبة القمح اَمنة بشكل عام بالنسبة للأفراد الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية أو حساسية الجلوتين. وذلك لأن بذور نواة القمح فقط هي ما يحتوي على الجلوتين - وليس العشبة.
ومع ذلك ، إذا كنت تعاني من الحساسية تجاه الجلوتين ، فمن الأفضل استشارة الطبيب قبل استهلاك عشبة القمح أو الالتزام بتناول المنتجات الخالية من الغلوتين.
تعتبر عشبة القمح من النباتات القابلة للاصابة بالعفن إذا كنت تزرعها في المنزل. إذا كان لها طعم مر أو ظهرت عليها بعض علامات التلف ، فمن الأفضل توخي الحذر و التخلص منها.
وأخيرًا ، يُبلغ بعض الأشخاص عن ظهور بعض الأعراض مثل الغثيان والصداع أو الإسهال بعد تناول عشبة القمح في شكل عصير أو مكمل غذائي. إذا واجهت هذه الأعراض أو أي اَثار جانبية أخرى ، فمن الأفضل تقليل مدخولك منها.
إذا استمرت هذه الأعراض الجانبية ، فاستشر طبيبك المعالج ، أو قم بإقصاء عشبة القمح من نظامك الغذائي تماماً.