شيماء عبد الوهاب
إذا كنت نادراََ ما ترفض شرب النبيذ مع وجبة العشاء، مع عدم الحاجة لذكر ثاني أو ثالث كوكتيل في ساعة التخفيضات في البار. فإن ذلك لا يجعلك مدمناََ للمشروبات الكحولية، أليس كذلك ؟ الأمر يختلف من شخص إلى اّخر، و لكن وفقا لتقرير صدر في عام 2015 من المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، فإن عدد كبير ومتزايد من المواطنين الأمريكيين في مرحلة خطرة من الإفراط في استهلاك المشروبات الكحولية. ووفقا لهذا التقرير الذي نُشر في مجلة JAMA Psychiatry، فان ما يقارب من ثلث الأمريكيين البالغين عانوا في مرحلة ما من حياتهم من إدمان الكحوليات، و نسبة 20% فقط منهم سعوا للعلاج من هذا الإدمان.
لكن من مشاكل الإفراط في استهلاك المشروبات الكحولية هي أن المخ يصبح أكثر حساسية لآثار الكحول المهدئة مع التقدم في العمر، في حوالي سن الخامسة والستين. و بالنسبة للأفراد المتقدمين في العمر والذين يواجهون صعوبة بالفعل في ارتقاء السلالم أو المشي على الأرصفة الزلقة، فإن هذه الحساسية تجعل الأمر أكثر خطورة.
إذن ما هي كمية الكحول التي تعنى أنك تبالغ في استهلاك المشروبات الكحولية؟ بالنسبة للنساء، فان الافراط في استهلاك المشروبات الكحولية يعني أربع مشروبات أو أكثر في غضون فترة قصيرة من الزمن، مقارنة بخمس مشروبات أو أكثر للرجال.
و على الرغم من أن معظم الناس الذين يفرطون في احتساء المشروبات الكحولية، لا يتوافقون مع تعريف مدمني الكحوليات، الا أنه ليس هناك نوعين من الشاربين حسب قول الخبراء : لأن العديد من شاربي الكحول يقعون في مكان ما بين الأثنين. إذا أردت معرفة موقعك من مشكلة الإفراط في استهلاك الكحول، فعليك متابعة القراءة للتعرف على هذه المؤشرات المفاجئة التي قد تدل على انك تشرب الكثير من الخمر.
1- تتمتع بجرأة و شجاعة غير مألوفة عند شرب الكحول :
أيا من شاهد أحد زملاء العمل الخجولين بالطبيعة يرقصون في البار في حفلة من حفلات العمل، يعلم أن احتساء الكحوليات قد يغير من طبيعة أي شخص. لكن الوصول إلى مرحلة السُكر قد يكون له تداعيات أكثر خطورة من مجرد الشعور بالإحراج، فقد يقود إلى اتخاذ قرارات خطرة ايضا. حيث يقول جريجوري أز سميث، الطبيب المختص في علاج إدمان الكحوليات في مجموعة Comprehensive Pain Relief Group في لوس انجليس : ” ان شرب الكثير من الكحوليات و لو حتى في مناسبة واحدة، قد يغير حياتك إلى الاسوأ “.
كما أن احتساء الكحول عامل كبير في ما يقرب من نسبة 60% من إصابات الحروق القاتلة و حالات الغرق، و نسبة 40% من السقطات المميتة و حوادث السيارات، و ما يقرب إلى 50% من الاعتداءات الجنسية، وفقا لتقارير المعهد الوطني الأمريكي لإدمان الكحول وإساءة استهلاك الكحول.
2- تحرص على شرب الكحوليات في عطلات نهاية الأسبوع :
إذا كنت لا تشرب الكحوليات يوميا و لكن تشربها بانتظام في ليلة الخميس أو الجمعة من عطلة كل أسبوع، فإن هذه العادة من العلامات المنذرة. و على الرغم من أن الدراسات أظهرت أن احتساء حوالي 7 مشروبات كحولية في الأسبوع يساعد في تقليل خطر إصابتك بمرض السكري و أمراض القلب والأوعية الدموية ( تعرف على أفضل أنواع النبيذ الأحمر للصحة و أي منها يمكنك شراؤه )، إلا أن الامتناع طوال الاسبوع و احتساء 5 أو 6 أكواب من المشروبات الكحولية في جلسة واحدة في العطلة، يلغي أي فوائد صحية محتملة من استهلاك الكحوليات . بالإضافة إلى أن الإفراط في شرب الكحوليات بامكانه رفع ضغط الدم و التعارض مع بعض العلاجات الطبية.
يضيف سميث : ” من السهل أن تعاني النساء من تسمم كحولي حاد قد يقود إلى الوفاة، لأن التسمم من الكحوليات لا يستلزم شرب أكثر من ست أو سبع مشروبات لسيدة صغيرة الحجم بطول 160 سم و وزن 52 كجم ، بينما يستلزم ضعف هذه الكمية أو أكثر لاصابة رجل أكبر حجماََ بالتسمم “.
3- لا يمكنك التحكم في عدد مشروباتك :
هل أخبرت نفسك يوماََ انك سوف تحتسي مشروب واحد فقط أو اثنين على الأكثر في ساعة التخفيضات في البار ” الهابي أور “، و قبل أن تتدارك الأمر تكون قد احتسيت أربعة مشروبات بالفعل ؟ أحد العلامات على انك قد تكون من المفرطين في استهلاك الخمر هو عدم قدرتك على التحكم في ما تشربه أو أن ” تتفاجأ ” بانك قد تخطيت الحد الذي وضعته لنفسك في بداية الليلة.
وتتشابه مشاكل شرب وإدمان الكحوليات مع مرض السكري، أو أمراض القلب أو المشاكل الصحية الأخري، في أنها تتطور بطريقة تدريجية. لذا فإنه من الحكمة أن تعيد النظر إلى عاداتك في شرب الكحوليات و تراقبها بانتظام عن طريق كتابة القدر الذي تحتسيه منها و الوقت التي تحتسيه فيها. فهذه الطريقة سوف تسهل عليك التحكم في نفسك إذا بدأ شربك للكحوليات في الخروج قليلاََ عن السيطرة.
4- تعاني من فقدان الذاكرة المؤقت :
يختلف تأثير الكحوليات من شخص إلى اّخر، ويعتمد هذا التأثير على جيناتك، و الأدوية التي قد تتعاطاها للعلاج، و كذلك ما إذا كنت قد تناولت للتو وجبة كبيرة ودسمة أم لا ( لأن الطعام يبطئ امتصاص الكحول في مجرى دمك ). لكن لا يزال الباحثون يتكهنون بأن شرب الكحوليات بكثرة يتدخل في كيفية تذكرك للأشياء عن طريق تعطيل المُوصل الرئيسي في المخ والذي يدعى باسم ” الغلوتامات ” ، والذي يرتبط بالذاكرة. هذا يعني أنك إذا نسيت أيا من أحداث الليلة إلى أن ذكرك بها رفاقك في شرب الخمر، أو إذا استيقظت بذاكرة ضبابية و مشوشة و لا تتذكر كيفية وصولك إلى منزلك أو سريرك، فأنت على الأرجح أفرطت في شرب الكحول في هذه الليلة.
5- البدء في تجاهل مسئولياتك :
” يصبح استهلاك الكحوليات بمثابة مشكلة إذا لاحظت أنك بدأت في تجاهل الأمور المهمة بالنسبة إليك من أجل الكحول “، قال د/ كيث هامفريز من مركز جامعة كارولينا / ستانفورد لتقييم الرعاية الصحية في بالو ألتو في كاليفورنيا. قد تكون والداََ متفانيا، ولكن الحصول على اثارة الكحول في ليلة السبت قد يعني أنك قد لا ترغب في وضع أطفالك في سرائرهم. أو إذا قمت بتفويت جلسة التمارين الرياضية لانك تعاني من الإرهاق و الوعكة بعد قضاء عطلة نهاية الأسبوع في احتساء الكحول. عندما يصبح شرب الخمر هو الأولوية عوضا عن مسئوليات حياتك اليومية ، فأنت على الأرجح في منطقة الخطر.
6- عندما يبدأ الأشخاص المقربين لك في القلق حيال صحتك :
إذا لمح أفراد عائلتك أو أصدقائك أو زملائك في العمل بأنهم قلقون بشأنك، فقد حان وقت تقليل استهلاكك من الخمر. ” الخطوة الأولى هي أن تدرك أنك تشرب أكثر مما ينبغي، ثم ان تقوم بتحديد بعض الأهداف لنفسك “، قالت ديدرا روتش الطبيبة المعالجة من المعهد الوطني الأمريكي لإدمان الكحول. أخبر شريكتك أو صديقك عن الحد الذي ستشربه قبل الذهاب إلى أي حفل أو مكان يقدم به الخمر. فهذا سيسهل عليك التوقف والامتناع عن احتساب مشروب إضافي، لانك ستخضع للمساءلة من قبل شخص اّخر. ” و إذا كانت خائفاََ من سؤال الناس حولك عما إذا كنت تشرب الكثير من الخمر، فربما تكون هذه إشارة أيضا على أنك تبالغ في شرب الكحول ” ، قالت هامفريز.
7- تحتاج إلى مشروب إضافي للشعور بأثر الكحول :
إذا لاحظت مؤخراّّ أنك تشرب أكثر من المعتاد حتى تشعر بتأثير الكحول، فإن هذه علامة على أن درجة احتمال جسمك للكحول قد ارتفعت. بمعنى أن مخك قد اعتاد على أثر الكحول المخدر. و على الرغم من أن الكثيرون يعتقدون ان درجة الاحتمال المرتفعة للكحول هي أمر جيد، إلا أنها قد تكون في الواقع مؤشر إلى أنك قد أصبحت شارباََ مزمناََ و مدمناََ و أن عاداتك في شرب الخمر قد تكون مصدرا للقلق، وفقا للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية.
.
