إن التهابات المسالك البولية تصيب الملايين من البشر كل عام. وعلى الرغم من أنهم يُعالجون بالعلاج التقليدي وهو المضادات الحيوية ، إلا أن هناك العديد من الطرق العلاجية المنزلية المتاحة التي قد تساعد في علاج الالتهابات و تجنب تكرار حدوثها.
ما هو التهاب المسالك البولية ؟
ان التهاب المسالك البولية (UTI) هو عبارة عن عدوى تصيب أي جزء من المسالك البولية ، بما في ذلك الكلى ، أو الحالبين ، أو المثانة ، أو الإحليل أي مجرى البول (1).
إن السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالتهابات المسالك البولية هو البكتريا الأتية من الأمعاء، ولكن يمكن للفطريات والفيروسات أيضاً أن تسبب العدوى .
تعتبر سلالتين من البكتيريا وهما : البكتيريا الإشريكية القولونية Escherichia coli ، و البكتريا العنقودية Staphylococcus saprophyticus ، من أنواع البكتيريا المُسببة لحوالي 80 ٪من معظم الحالات المرضية (2).
تشمل الأعراض الشائعة لالتهاب المسالك البولية :
- الشعر بحرقان عند التبول.
- كثرة التبول.
- البول ذو اللون الغامق.
- البول ذو الرائحة القوية.
- الشعور بعدم اكتمال تفريغ المثانة.
- الألم في منطقة الحوض.
وعلى الرغم من أن عدوى المسالك البولية يمكن أن تؤثر على أي شخص، ألا إن النساء أكثر عرضة للإصابة بها. وهذا لأن مجرى البول – وهو الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة – يكون أقصر طولاً لدى النساء مقارنة بالرجال ، مما يسهل على البكتيريا الدخول والوصول إلى المثانة (2).
وفي الواقع، ما يقرب من نصف إجمالي النساء سوف يعانين من عدوى المسالك البولية في مرحلة ما من حياتهن (3).
تستخدم المضادات الحيوية لعلاج عدوى المسالك البولية ، وتستخدم بجرعات منخفضة على المدى الطويل في بعض الأحيان لمنع تكرار حدوث الإلتهابات.
لكن هناك أيضاً العديد من الطرق الطبيعية للحماية من العدوى والحد من خطر تكرارها (4).
ولذلك جمعنا لكم أفضل 6 علاجات منزلية لمقاومة التهاب المسالك البولية :
1. شرب الكثير من السوائل :
لقد تم ربط درجة ترطيب الجسم بخطر عدوى المسالك البولية ، وذلك لأن التبول المنتظم يمكن أن يساعد في طرد البكتيريا من المسالك البولية و تجنب الاصابة بالعدوى (5).
وقد فحصت احدى الدراسات مجموعة من المشاركين الذين يستخدمون القسطرة البولية على المدى الطويل ، ووجدت أن انخفاض إنتاج البول كان مرتبطا بزيادة خطر تطور التهابات المسالك البولية (6).
في دراسة أجريت عام 2003 تم فيها فحص 141 فتاة ، أظهرت النتائج أن انخفاض شرب السوائل والتبول غير المتكرر كانا مرتبطين بتكرار الاصابة بعدوى المسالك البولية (7).
وفي دراسة أخرى، قامت 28 سيدة بمراقبة درجة ترطيب أجسامهن باستخدام مجس لقياس تركيز البول ، و وجدن أن الزيادة في تناول السوائل أدت إلى انخفاض في عدد مرات تكرار الإصابة بالتهاب المسالك البولية (8).
للحفاظ على ترطيب جسمك و لإشباع حاجته من السوائل، ننصحك بالمواظبة على شرب الماء طوال اليوم و خاصة عند الشعور بالعطش.
2. تناول المزيد من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين ج :
لقد أظهرت بعض الأدلة أن زيادة مدخولك من فيتامين ج (سي) يمكن أن يحميك من التهابات المسالك البولية. ويُعتقد أن فيتامين ج يعمل على زيادة حموضة البول وبالتالي يساعد في القضاء على البكتيريا المسببة للعدوى (9).
وجدت دراسة أجريت في عام 2007 حول عدوى المسالك البولية في السيدات الحوامل، لدراسة تأثيرات تناول 100 ملجم من فيتامين (ج) يومياً ، أن فيتامين (ج) كان له تأثير وقائي، مما قلل من خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية بنسبة تزيد عن النصف لدى السيدات اللاتي تناولن فيتامين (ج) مقارنة بمجموعة السيطرة (10).
كما وجدت دراسة أخرى بحثت في العوامل السلوكية التي تؤثر على خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية ، أن تناول كميات كافية من فيتامين (ج) قلل من خطر الإصابة بالعدوى (11).
تحتوي الفواكه والخضروات بشكل خاص على نسبة مرتفعة من فيتامين (ج) ، و تعد طريقة جيدة لزيادة مدخولك من هذا الفيتامين الضروري.
يحتوي الفلفل الأحمر ، والبرتقال ، والجريب فروت ، والكيوي على الكمية الكاملة الموصى باستهلاكها يومياً من فيتامين ج في مجرد حصة واحدة فقط (12).
3. شرب عصير التوت البري (الكرانبري )غير المُحلّى :
إن شرب عصير التوت البري غير المُحلّى هو واحد من أكثر الطرق المعروفة لعلاج عدوى المسالك البولية.
لأن التوت البري يعمل عن طريق منع البكتيريا من الالتصاق بالمسالك البولية، وبالتالي منع العدوى (13، 14).
وفي إحدى الدراسات الحديثة، شربت السيدات اللاتي لديهن تاريخ حديث من الاصابة بعدوى المسالك البولية (240 مليلتر) من عصير التوت البري كل يوم لمدة 24 أسبوعاً. أولئك الذين شربوا عصير التوت البري أُصيبوا بالتهاب المسالك البولية مرات أقل ، مقارنة بالسيدات في مجموعة السيطرة اللاتي لم يشربن عصير التوت (15).
أظهرت دراسة أخرى أن استهلاك منتجات التوت البري قد يقلل من تكرار عدوى المسالك البولية في السنة، وخاصة بالنسبة للنساء اللاتي لديهم عدوى متكررة من التهاب المسالك البولية (16).
كما أظهرت دراسة أخرى أُجريت في عام 2015 أن تناول كبسولات عصير التوت البري ، التي تحتوي على ما يعادل (60 مليلتر) من عصير التوت البري يمكن أن يقلل من خطر الاصابة بالتهابات المسالك البولية إلى النصف (17) .
مع ذلك ، تشير بعض الدراسات الأخرى إلى أن عصير التوت البري قد لا يكون له نفس الفاعلية في الوقاية من عدوى المسالك البولية.
على الرغم من اختلاط الأدلة ، إلا أن عصير التوت البري قد يكون مفيداً في الحد من مخاطر التهابات المسالك البولية.
لكن يجب أن تضع في الاعتبار أن هذه المزايا الصحية تنطبق فقط على عصير التوت البري غير المُحلّى، عوضاً عن الأنواع التجارية المحلاة.
4.تناول الأطعمة التي تحتوي على بكتيريا البروبيوتيك :
أن بكتيريا البروبيوتيك ما هي إلا كائنات دقيقة مفيدة تُستهلك من خلال الغذاء أو المكملات الغذائية. ويمكنها تعزيز التوازن الصحي للبكتيريا في أمعائك.
تتاح بكتيريا البروبيوتيك في شكل مكمل غذائي أو يمكن العثور عليها في الأطعمة المخمرة ، مثل الكفير ، الكيمتشي (الكرنب المُخمر الكورى) ، مشروب الكومبوتشا ، و زبادي البروبيوتيك.
وقد تم ربط استخدام البروبيوتيك بالعديد من الفوائد الصحية من تحسن صحة الجهاز الهضمي إلى تحسين وظائف المناعة (18،19).
تظهر بعض الدراسات أيضا أن بعض السلالات المعينة من البروبيوتيك قد تقلل من خطر عدوى المسالك البولية.
كما وجدت إحدى الدراسات أن بكتيريا العصية اللبنية Lactobacillus ، وهي من سلالات البروبيوتيك الشائعة ، قد ساعدت في تجنب الاصابة بعدوى المسالك البولية لدى النساء البالغات (20).
وجدت دراسة أخرى أن تعاطي كلاً من البروبيوتيك والمضادات الحيوية كان أكثر فعالية في تجنب الاصابة المتكررة بعدوى المسالك البولية ، عن تعاطي المضادات الحيوية وحدها (21).
أن المضادات الحيوية هي خط الدفاع الرئيسي ضد عدوى المسالك البولية ، و لكنها يمكن أن تسبب اضطرابات في مستويات بكتيريا الأمعاء. لذا قد تكون البروبيوتيك مفيدة في تجديد بكتيريا الأمعاء ، وفي تقليل الآثار الجانبية المصاحبة لاستخدام المضادات الحيوية (22،23،24).
5. ممارسة هذه العادات الصحية :
يبدأ تجنب التهابات المسالك البولية بممارسة بعض العادات الجيدة في النظافة والاستحمام.
أولا ، من المهم عدم حبس البول لفترة طويلة ، فهذا يمكن أن يؤدي إلى تراكم البكتيريا، وبالتالي إلى الإصابة بالعدوى (25).
كما ان التبول بعد الجماع يمكن أن يقلل أيضاً من خطر عدوى المسالك البولية عن طريق منع انتشار البكتيريا .
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأفراد المعرضين لعدوى المسالك البولية تجنب استخدام مبيد النطاف، حيث تم ربطه بزيادة في عدوى المسالك البولية (26).
وأخيراً، عند استخدام المرحاض، تأكد من مسح الأعضاء التناسلية من الأمام إلى الخلف. حيث يمكن أن يؤدي المسح من الخلف إلى الأمام إلى انتقال البكتيريا إلى المسالك البولية.
6. المكملات الغذائية الطبيعية :
توجد العديد من المكملات الغذائية الطبيعية التي قد تقلل من خطر تطوير عدوى المسالك البولية. و اليك بعض المكملات التي تم دراسة فاعليتها:
د- مانوز D-Mannose : هو نوع من السكر الذي يوجد في التوت البري ، والذي ثبتت فاعليته في علاج عدوى المسالك البولية وتجنب تكرارها.
Bearberry leaf : المعروفة أيضا باسم uva-ursi. وأظهرت إحدى الدراسات أن استهلاك خليط من من أوراق عنب الدب ، وجذور وأوراق الهندباء قد يقلل من تكرار عدوى المسالك البولية .
خلاصة التوت البري : مثل عصير التوت البري ، حيث تعمل خلاصة التوت البري على منع البكتيريا من الالتصاق بالمسالك البولية.
مستخلص الثوم : لقد ثبت أن الثوم له خصائص مضادة للميكروبات وقد يكون قادراً على منع نمو البكتيريا و بالتالي منع حدوث عدوى المسالك البولية.