يدّعي مؤيدو هذه الحمية، إنها يمكن أن تساعد على فقدان ما يصل إلى 10 أرطال (4.5 كجم) في أسبوع واحد، إلا أن العديد من خبراء الصحة يحذرون من أنها نظام غير صحي ونتائجها لا يمكن تحملها ويتناول هذا المقال حمية حساء الملفوف وفعاليتها.
ما هي حمية حساء الملفوف؟
هي حمية لفقدان الوزن السريع، ويدّعي مؤيدوها أن سبعة أيام فقط، يمكن أن تؤدي إلى فقدان للوزن يصل إلى 10 أرطال (4.5 كجم).
وتعمل هذه الحمية كما يوحي الاسم، حيث على مدار أسبوع كامل لايتم تناول شيئًا تقريبا غير حساء الملفوف المُعد في المنزل. كما يمكن أيضًا تناول نوع أو نوعين من الأطعمة الأخرى، مثل الحليب الخالي الدسم أو الفواكه أو الخضروات.
وتهدف هذه الحمية للاستمرار فقط لمدة سبعة أيام لغرض فقدان الوزن السريع، أو كدفعة للبدء في اتباع نظام غذائي طويل الأجل.
وتُعرف أيضًا بأسماء أخرى، مثل حمية مستشفى القلب المقدس أو حمية مايو كلينيك، ومن المفترض أنها وضعت في الأساس في مستشفى، لفقدان الوزن بسرعة قبل إجراء الجراحة لمرضى القلب. لكن المستشفيات ذات العلاقة أنكرت هذه الادعاءات.
الخطوات الأساسية:
أساس هذه القائمة قائم على حساء الملفوف المعد في المنزل، ومن أجل البدء، يجب إعداد كمية كبيرة من الحساء لتناوله طوال الأسبوع. مع الوضع في الاعتبار أن مكونات الحساء قد تختلف من وصفة لأخرى.
وصفة حساء الملفوف
المكونات:
- 2 بصلة كبيرة
- 2 فلفل أخضر
- 2 علبة طماطم
- 1 حفنة من الكرفس
- 1 رأس ملفوف
- 3 حبة جزر
- 1 حفنة من الفطر
- 1-2 مكعبات مرق (اختياري)
- 8-6 أكواب من الماء
الطريقة:
تقطع جميع الخضروات إلى مكعبات. وفي قدر كبيرة، يُشوح البصل في كمية صغيرة من الزيت. ثم تضاف باقي الخضروات، وتغطى بالماء ويضاف مكعبات المرق أو التوابل الأخرى، في حال الرغبة في ذلك.
يترك المزيج ليغلي، ثم تخفف الحرارة إلى درجة متوسطة. ويترك لينضج حوالي 30-45 دقيقة. ويمكن تتبيل الحساء بالملح والفلفل أو إضافة الصلصة الحارة أو الأعشاب أو التوابل حسب الرغبة.
كما يمكن أيضًا إضافة خضروات أخرى غير نشوية، مثل السبانخ أو الفاصوليا الخضراء، ويتم تناوله بكمية غير محدودة كل يوم على مدار أسبوع.
قواعد الحمية:
يُسمح بتناول نوع أو نوعين من الأطعمة الأخرى منخفضة السعرات الحرارية يوميًا بالإضافة إلى الحساء. ولكن من المهم عدم إدخال أي بدائل أخرى، وشرب الماء أو المشروبات الأخرى الخالية من السعرات الحرارية فقط، مثل الشاي غير المحلى.
وغالبًا ما يوصى بتناول الفيتامينات يوميا لأن هذه الحمية قد تكون منخفضة في بعض العناصر الغذائية. ويُنصح بألا يستمر هذا النظام الغذائي لأكثر من سبعة أيام كل مرة. ويمكن تكراره بعد فترة أسبوعين.
هل تنجح في تخفيف الوزن؟
لم تسبق دراسة حمية حساء الملفوف مطلقا، لذلك من الصعب تأكيد مدى فعاليتها. إلا أنها حمية منخفضة للغاية في السعرات الحرارية. لذا، فمن المحتمل أن تتسبب في فقدان الوزن.
وبينما يُسمح بتناول كميات غير محدودة من الحساء، وبعض الأطعمة الأخرى خلال هذه الحمية، فإن الخيارات محدودة للغاية ومنخفضة في السعرات الحرارية، بحيث يكون من الصعب جدًا تناول ما يكفي للحفاظ على وزن الجسم.
وعلى الرغم من أنها ربما تساعد على إنقاص الوزن، فمن المرجح أن تتم استعادة معظم الوزن المفقود بمجرد التوقف.
ومن الملاحظ عند تقييد السعرات الحرارية بشدة أو فقد الكثير من الوزن، أن يستجيب الجسم عن طريق خفض معدل الأيض، وتقليل عدد السعرات الحرارية المستهلكة يوميًا. وهذا التخفيض في عملية الأيض، هو السبب الشائع لفقدان الوزن على المدى الطويل.
ومع ذلك، قد يبدأ التمثيل الغذائي في الانخفاض مبكراً بعد ثلاثة أيام من الحمية منخفضة السعرات الحرارية للغاية. وهذا قد يفسر سبب صعوبة منع استعادة الوزن بعد توقف الحمية (1، 2). ومع ذلك، تظل للأنظمة الغذائية منخفضة السعرات بعض الفوائد.
فالدراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، عندما يتبعون وجبات منخفضة السعرات الحرارية لمدة تتراوح بين 4 و 12 أسبوعًا تحت إشراف الطبيب، يمكنهم أن يشعروا بتحسينات على المدى القصير في فقدان الوزن وصحة الأيض (3، 4، 5).
وتشير بعض الدراسات إلى أنه يمكن حتى للوجبات منخفضة السعرات على المدى القصير أن تقلل مؤقتًا من مقاومة الأنسولين، على الرغم من أنها قصيرة جدًا لتحقيق تغييرات كبيرة في دهون الجسم (6، 7).
والجانب الإيجابي الآخر في حمية حساء الملفوف، هو عدم الاضطرار إلى الشعور بالجوع، حيث يمكن تناولها بكمية غير محددة بالإضافة إلى الأطعمة المسموح بها كل يوم. كما تشتمل أيضًا على الكثير من الفواكه والخضروات التي تحتوي على سعرات حرارية منخفضة والألياف.
والأكثر من ذلك، أنها حمية رخيصة للغاية، بخلاف الأنظمة الأخرى التي قد تجبر على شراء مكملات أو كتب باهظة الثمن، وكل ما تتطلبه الحمية شراء المكونات منخفضة التكلفة لإعداد الحساء وبعض الأطعمة الأخرى.
العيوب المحتملة
على الرغم من أن حمية حساء الملفوف قد تساعد على فقدان بعض الوزن، إلا أن عيوبها قد تفوق فوائدها.
وواحدة من المشاكل الرئيسية لهذه الحمية، أنها لا يمكن اتباعها لأكثر من أسبوع واحد، والذي لا يعتبر فترة طويلة بما يكفي لفقدان الوزن بشكل كبير.
كما يكون عادة حوالي 34% من الوزن المفقود في الأسبوع الأول من اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، هو في الواقع من الدهون. ويأتي الثلثان الآخران من فقدان وزن الماء وكتلة العضلات.
وبمجرد العودة إلى نظام غذائي أقل تقييدًا، يعيد الجسم بناء مخازن الدهون، ويزيد وزن الماء مرة أخرى، حتى مع اتباع نظامًا غذائيًا صحيًا (9).
ونقص المغذيات يعتبر مشكلة كبيرة أخرى في حمية حساء الملفوف. لأنها تحتوي على عدد قليل من الخيارات الغذائية بحيث أنه من الممكن المعاناة من النقص في العديد من الفيتامينات والمعادن، كما لا تقدم أي مصدر حقيقي للبروتين في معظم الأيام.
وبدون الكثير من البروتين، سيكون من الصعب الحفاظ على العضلات أثناء النظام الغذائي. علاوة على إنها تعتبر حمية بلا نكهة، مما يؤدي إلى صعوبة تحملها لمدة أسبوع كامل.
كما تتطلب الطهي المتكرر بكميات كبيرة من أجل تحضير ما يكفي من حساء الملفوف، والذي قد يكون عيبًا لدى بعض الناس.
السلامة والآثار الجانبية:
لا يُنصح باتباع حمية حساء الملفوف لأكثر من أسبوع واحد في كل مرة، نظرًا لكونها مقيدة وغير متوازنة من الناحية الغذائية.
- منخفضة جدا في السعرات الحرارية
على الرغم من أنها ليست حمية جوع، إلا أن الأطعمة فيها منخفضة في السعرات الحرارية بحيث يصعب الوصول إلى نحو 1000 سعر حراري في اليوم.
مما يُعد أقل من الحد الأدنى من السعرات الحرارية اللازمة للحفاظ على وزن ثابت، الذي يبلغ عادة في المتوسط 1200 سعر حراري للنساء و 1500 للرجال (10).
- قد لا توفر ما يكفي من المغذيات
إن الخيارات الغذائية لحمية حساء الملفوف محدودة للغاية وغير متوازنة. ولا تحتوي على أي بروتين، كما أنها منخفضة للغاية في الكربوهيدرات والدهون والسعرات الحرارية.
بالإضافة إلى نقص العديد من الفيتامينات والمعادن. وبالتالي، فإن العديد من الأشخاص في حمية حساء الملفوف يشكون من الدوار والضعف أثناء الحمية.
- قد تسبب انتفاخ البطن والتشنج
لأن هذه الحمية غنية بالألياف، يشتكي الكثير من انتفاخ البطن والتشنج كأعراض جانبية كبيرة. وهذه الآثار قد تكون مزعجة بما يكفي لوقف النظام الغذائي.
- قد تسبب مشاكل في المرارة
ورد عدد قليل من التقارير الروائية عن حصى في المرارة، أو انسداد المرارة لدى الأشخاص الذين استخدموا حمية حساء الملفوف على المدى الطويل.
وبشكل عام يكون تكون حصوات المرارة أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين يتبعون الحميات منخفضة السعرات الحرارية جدًا، أو قليلة الدهون، مثل حمية حساء الملفوف.
- قد تغير مستويات السكر في الدم
على المصابين بمرض السكري، ولديهم رغبة في اتباع حمية حساء الملفوف، توخي الحذر. حيث قد تسبب انخفاض محتوى الكربوهيدرات والسعرات الحرارية تغييرات كبيرة في مستويات السكر في الدم. إلا أنه من غير المرجح أن يكون لها آثار جانبية خطيرة على معظم الأشخاص الأصحاء، طالما تُتبع لمدة أسبوع واحد فقط.
الرسالة الرئيسية:
من المحتمل أن تسبب حمية حساء الملفوف خسارة في الوزن إذا أمكن اتباعها لمدة أسبوع. ولكن نظرًا لأنها نظام غذائي قصير الأجل، فمن المرجح استعادة معظم الوزن ما لم يتم إجراء تغييرات دائمة على نمط الحياة.
كما أنه ليس من الحكمة والتوازن من الناحية الغذائية، تناول حساء الملفوف فقط. ويجد كثير من الناس هذا النظام غير جذاب ويصعب الالتزام به.
وعلى الرغم من أنه قد يساعد على إنقاص الوزن الزائد بسرعة، إلا أن الخيارات الأخرى أفضل في حال الرغبة في تحقيق خسارة طويلة في الوزن مع صحة أفضل.