اكتسب النظام الغذائي الكيتوني شعبية كبيرة كطريقة طبيعية لفقدان الوزن وتحسين الصحة. وهو نظام غذائي منخفض جدًا في الكربوهيدرات، وغني بالدهون ومعتدل في البروتين.
وفي حين أن هذا النظام يعتبر آمنًا لمعظم الناس، إلا أنه يرتبط ببعض الآثار الجانبية غير السارة. مثل إنفلونزا الكيتو، والتي تسمى أيضًا أنفلونزا الكربوهيدرات، وهو مصطلح صاغه المتابعون لوصف الأعراض التي يعانونها عند بدء اتباع النظام الغذائي.
وهذه المقالة تبحث في ماهية أنفلونزا الكيتو، وأسباب حدوثها وكيفية تخفيف أعراضها.
#1 ما هي انفلونزا الكيتو؟
إنفلونزا الكيتو عبارة عن مجموعة من الأعراض التي يعاني منها البعض عند بدء اتباع نظام الكيتو الغذائي لأول مرة.
وهي أعراض يمكن أن تبدو مشابهة للأنفلونزا، تنتج عن تكيف الجسم مع نظام غذائي جديد يشتمل على القليل جدًا من الكربوهيدرات. حيث يجبر تقليل تناول الكربوهيدرات الجسم على حرق الكيتونات للحصول على الطاقة بدلاً من الجلوكوز.
والكيتونات عبارة عن منتجات ثانوية لتكسير الدهون، تصبح مصدر الوقود الرئيسي عند اتباع نظام الكيتون الغذائي. وعادة، يتم حجز الدهون كمصدر وقود ثانوي للاستخدام عندما لا يتوفر الجلوكوز.
ويسمى هذا التحول إلى حرق الدهون من أجل الطاقة الكيتونية. ويحدث أثناء ظروف معينة، مثل الجوع الشديد والصوم (1)، كما يمكن أيضًا الوصول إليه من خلال اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات.
وفي النظام الغذائي الكيتوني، يتم تقليل الكربوهيدرات عادة إلى أقل من 50 جرامًا في اليوم (2).
يمكن أن يكون هذا الانخفاض الحاد بمثابة صدمة للجسم، وقد يسبب أعراضًا تشبه الانسحاب، على غرار تلك التي تحدث عند التوقف عن مادة تسبب الإدمان مثل الكافيين (3).
ملخص:
إنفلونزا الكيتو، مصطلح يستخدم لوصف الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا والتي ترتبط ببداية اتباع النظام الغذائي الكيتوني منخفض الكربوهيدرات.
#2 أعراض إنفلونزا الكيتو
يُعد التحول إلى نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات تغييرًا كبيرًا، وقد يحتاج الجسم إلى بعض الوقت للتكيف مع هذه الطريقة الجديدة في تناول الطعام.
وقد تكون هذه الفترة الانتقالية بالنسبة لبعض الناس صعبة بشكل خاص. وقد تبدأ علامات إنفلونزا الكيتو في الظهور في الأيام القليلة الأولى من تقليل الكربوهيدرات.
ويمكن أن تتراوح هذه الأعراض من خفيفة إلى شديدة وتختلف من شخص لآخر.
وفي حين أن بعض الأشخاص قد ينتقلون إلى النظام الغذائي الكيتوني دون أي آثار جانبية، قد يعاني البعض الآخر واحدًا أو أكثر من الأعراض التالية (4):
-
الغثيان
-
التقيؤ
-
الإمساك
-
الإسهال
-
الصداع
-
التهيج
-
الضعف
-
تشنجات العضلات
-
الدوخة
-
ضعف التركيز
-
آلام في المعدة
-
وجع العضلات
-
صعوبة النوم
-
الرغبة الشديدة في تناول السكريات
ويتم الإبلاغ عن هذه الأعراض بشكل شائع من قبل الذين بدأوا حديثا اتباع النظام الغذائي الكيتوني، ويمكن أن تكون مثيرة للقلق. وعادة تستمر الأعراض حوالي أسبوع، على الرغم من أن البعض قد يعاني منها لفترة أطول من الزمن.
وفي حين أن هذه الآثار الجانبية قد تجعل البعض يتخلى عن الحمية، إلا أن هناك طرق للحد منها.
ملخص:
عند بدء اتباع النظام الغذائي الكيتوني، قد يعاني البعض من أعراض تشمل الإسهال والتعب ووجع العضلات والرغبة الشديدة في تناول السكريات.
#3 كيفية التخلص من انفلونزا الكيتو
يمكن أن تتسبب إنفلونزا الكيتو في الشعور بالتعاسة. ولكن لحسن الحظ هناك طرق لتقليل أعراضها الشبيهة بالإنفلونزا ومساعدة الجسم على اجتياز هذه الفترة الانتقالية بسهولة أكبر.
-
الحفاظ على الرطوبة
يُعد شرب كمية كافية من الماء ضروريًا للحصول على صحة مثالية، ويمكن أن يساعد أيضًا في تقليل الأعراض. حيث يمكن أن يؤدي نظام الكيتو الغذائي إلى التخلص من مخزون المياه بسرعة، مما يزيد من خطر حدوث الجفاف (5).
وذلك لأن الجليكوجين، وهو الشكل المخزن من الكربوهيدرات، يرتبط بالماء في الجسم. وعند تقليل الكربوهيدرات الغذائية، تنخفض مستويات الجليكوجين ويتم إخراج الماء من الجسم (6).
ويمكن للحفاظ على رطوبة الجسم أن يساعد في علاج أعراض مثل التعب وتشنج العضلات (7).
وتعويض السوائل مهم بشكل خاص عند المعاناة من الإسهال المرتبط بإنفلونزا الكيتو، والذي يمكن أن يسبب فقدانًا إضافيًا للسوائل (8).
-
تجنب التمارين الشاقة
في حين أن التمارين ضرورية للبقاء بصحة جيدة والحفاظ على الوزن تحت السيطرة، إلا أنه يجب تجنب ممارسة التمارين الشاقة عند الشعور بأعراض إنفلونزا الكيتو.
والإرهاق وتشنجات العضلات وعدم الراحة في المعدة من الأعراض الشائعة في الأسبوع الأول من اتباع نظام الكيتون الغذائي، لذلك قد يكون من الجيد منح الجسم قسطًا من الراحة.
وفي حين أنه يجب تجنب هذه التمارين عند المعاناة من إنفلونزا الكيتو، فإن الأنشطة الخفيفة مثل المشي أو اليوجا أو ركوب الدراجات على مهل قد تحسّن الأعراض.
-
تعويض الشوارد
قد يساعد تعويض الشوارد الغذائية في تقليل أعراض إنفلونزا الكيتو.
فعند اتباع نظام الكيتون الغذائي، تنخفض مستويات الأنسولين، وهو هرمون مهم يساعد الجسم على امتصاص الجلوكوز من مجرى الدم. وعند انخفاضه، تفرز الكلى الصوديوم الزائد من الجسم (9).
علاوة على أن نظام الكيتو يقيد العديد من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم، بما في ذلك الفواكه والفاصوليا والخضروات النشوية.
والتي يُعد الحصول على كميات كافية منها طريقة ممتازة لتعزيز الطاقة خلال فترة التكيف مع النظام الغذائي.
كما يُعد تمليح الطعام، بما في ذلك الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والصديقة للكيتو مثل الخضار الورقية والأفوكادو طريقة ممتازة لضمان الحفاظ على توازن صحي للشوارد.
وتحتوي هذه الأطعمة أيضًا على نسبة عالية من المغنيسيوم، مما قد يساعد في تقليل تقلصات العضلات ومشاكل النوم والصداع (10).
-
الحصول على قسط كافٍ من النوم
الإرهاق والتهيج من الشكاوى الشائعة لدى الأشخاص الذين يتأقلمون مع النظام الغذائي الكيتوني.
ويؤدي قلة النوم إلى ارتفاع مستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول في الجسم، مما قد يؤثر سلبًا على الحالة المزاجية ويجعل أعراض إنفلونزا الكيتو أسوأ.
ويمكن تجربة إحدى النصائح التالية عند مواجهة صعوبة في النوم:
تقليل تناول الكافيين: الكافيين منبه قد يؤثر سلبًا على النوم. ويمكن تناوله فقط في الصباح حتى لا يؤثر على النوم.
إظلام البيئة المحيطة: وذلك عن طريق غلق الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة التلفزيون في غرفة النوم لخلق بيئة مظلمة تساعد على تعزيز نوم مريح.
الاستحمام: يُعد إضافة ملح إبسوم أو زيت اللافندر الأساسي إلى الحمام طريقة مريحة تساعد على الاسترخاء والاستعداد للنوم.
الاستيقاظ مبكرًا: قد يساعد الاستيقاظ في نفس التوقيت كل يوم وتجنب النوم الزائد على تطبيع وتحسين أنماط وجودة النوم بمرور الوقت.
-
التأكد من تناول ما يكفي من الدهون (والكربوهيدرات)
يمكن أن يتسبب التحول إلى نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات في الرغبة في تناول الأطعمة المقيدة على النظام الغذائي الكيتوني، مثل الخبز والمكرونة.
إلا أن تناول كمية كافية من الدهون، وهي مصدر الطاقة الأساسي في النظام الغذائي الكيتوني، يساعد على تقليل الرغبة الشديدة ويعزز الشعور بالرضا.
وتظهر الأبحاث أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات تساعد على تقليل الرغبة الشديدة في الحلويات والأطعمة عالية الكربوهيدرات.
وقد يضطر أولئك الذين يواجهون صعوبة في التكيف مع النظام الغذائي الكيتوني إلى التخلص من الكربوهيدرات تدريجيًا، بدلاً من التوقف دفعة واحدة.
حيث قد يساعد تقليل الكربوهيدرات البطيء، مع زيادة الدهون والبروتين في النظام الغذائي، على جعل الانتقال والتكيف أكثر سلاسة ويقلل من أعراض إنفلونزا الكيتو.
#4 لماذا قد يصاب البعض بإنفلونزا كيتو؟
يتكيف الأشخاص مع النظم الغذائية الكيتونية بشكل مختلف. فبينما قد يعاني البعض لمدة أسابيع من أعراض إنفلونزا الكيتو، قد يتكيف البعض الآخر مع النظام الغذائي الجديد دون أي آثار جانبية ضارة.
وترتبط الأعراض التي يعاني منها الأشخاص بكيفية تكيف الجسم مع مصدر الطاقة الجديد. حيث تزود عادة الكربوهيدرات الجسم بالطاقة على شكل جلوكوز. وعندما يتم تقليل الكربوهيدرات بشكل كبير، يحرق الجسم الكيتونات من الدهون بدلاً من الجلوكوز.
وأولئك الذين يستهلكون الكثير من الكربوهيدرات، خاصة الكربوهيدرات المكررة مثل المكرونة والحبوب والصودا، قد يجدون صعوبة أكثر عند بدء النظام الغذائي الكيتوني.
وبالتالي، فإن الانتقال إلى نظام غذائي غني بالدهون ومنخفض الكربوهيدرات قد يمثل تحديا للبعض، في حين يكون البعض الآخر قادر على التبديل بين مصادر الطاقة بسهولة دون الإصابة بأعراض إنفلونزا الكيتو.
#5 كم تستمر الأعراض؟
تستمر الأعراض غير المريحة لأنفلونزا الكيتو حوالي أسبوع لمعظم الناس لحسن الحظ.
وقد يواجه البعض وقتًا أكثر صعوبة في التكيف مع هذا النظام الغذائي عالي الدهون ومنخفض الكربوهيدرات، وبالنسبة لهؤلاء قد تستمر الأعراض لعدة أسابيع.
إلا أنه لحسن الحظ، تنخفض هذه الأعراض تدريجيًا حيث يعتاد الجسم على تحويل الكيتونات إلى طاقة.
ملخص:
قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض إنفلونزا الكيتو، التي عادة ما تستمر نحو أسبوع تقريبًا، وقد يعاني البعض من أعراض لأكثر من شهر.
#6 من يجب عليه تجنب الحمية الكيتونية؟
على الرغم من أن النظام الغذائي الكيتوني قد يكون مفيدًا للعديد من الأشخاص، إلا أنه غير مناسب للجميع.
فعلى سبيل المثال، قد لا يكون هذا النظام الغذائي مناسبًا للنساء الحوامل والمرضعات والأطفال والمراهقين، إلا إذا تم استخدامه كعلاج تحت إشراف طبي.
علاوة على أنه يجب تجنب هذا النظام الغذائي من قبل أولئك الذين يعانون من حالات صحية معينة مثل أمراض الكلى أو أمراض الكبد أو حالات البنكرياس.
وأيضًا مرضى السكري المهتمين باتباع نظام الكيتون عليهم استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كان هذا النظام الغذائي آمنًا ومناسبًا لاحتياجاتهم الخاصة.
وأخيرًا، قد لا يكون هذا النظام الغذائي مناسبًا للأفراد الذين يعانون من فرط الحساسية للكوليسترول الغذائي، والذين يمثلون حوالي ربع سكان العالم.
ملخص:
قد لا يكون النظام الغذائي الكيتوني آمنًا للنساء الحوامل والأطفال، والأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى أو الكبد أو البنكرياس. وأيضا الذين لديهم حساسية للكوليسترول الغذائي.
#7 الرسالة الرئيسية :
إنفلونزا الكيتو عبارة عن مجموعة من الأعراض المرتبطة بتأقلم الجسم مع النظام الغذائي الكيتوني.
والغثيان والإمساك والصداع والشعور بالتعب والرغبة الشديدة في تناول السكريات من الأعراض الشائعة لدى بعض الأشخاص الذين يتأقلمون مع نظام غذائي غني بالدهون ومنخفض الكربوهيدرات.
ولتقليل أعراض أنفلونزا الكيتو، يجب الحفاظ على رطوبة الجسم وتعويض الشوارد، والحصول على قسط كافٍ من النوم، والتأكد من استهلاك كميات مناسبة من الدهون والكربوهيدرات.