القرفة نوع من التوابل الشائعة والمنتشرة على نطاق واسع، وتُصنع من اللحاء الداخلي لشجرة القرفة. كما تم ربطها بالعديد من الفوائد الصحية مثل تحسين التحكم في سكر الدم، وخفض بعض عوامل الخطر لأمراض القلب (1، 2).
وهناك نوعان رئيسيان للقرفة هما:
- كاسيا: وتسمى أيضًا القرفة “العادية”، وهي النوع الأكثر استخدامًا.
- سيلان: وتُعرف كذلك باسم القرفة “الحقيقية”، ولها طعم أخف وأقل مرارة.
وقرفة كاسيا شائعة ومتوفرة في محلات السوبر ماركت، نظرًا لأنها الأرخص في أنواع القرفة.
وفي حين أن قرفة كاسيا آمنة للأستخدام والتناول بكميات تتراوح من صغيرة إلى معتدلة، إلا إن تناول الكثير منها قد يسبب مشاكل صحية بسبب احتوائها على كميات كبيرة من مركب يسمى الكومارين.
وجدت الأبحاث أن تناول الكثير من الكومارين قد يضر بالكبد ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان (3، 4 ، 5)، علاوة على إن تناول الكثير من قرفة كاسيا يرتبط بالعديد من الآثار الجانبية الأخرى.
وفيما يلي نستعرض أهم الآثار الجانبية المحتملة لتناول الكثير من القرفة كاسيا:
#1 قد تسبب تلف الكبد
قرفة كاسيا (أو العادية)، مصدر غني بالكومارين، الذي قد يتراوح محتوى قرفة كاسيا المطحونة منه من 7 إلى 18 ملليجرام لكل ملعقة صغيرة (2.6 جرام)، بينما تحتوي قرفة سيلان على كميات ضئيلة من الكومارين (6).
والمدخول اليومي المسموح به من الكومارين هو حوالي 0.05 مجم / رطل (0.1 مجم / كجم) من وزن الجسم، أو 5 مجم يوميًا لشخص 130 رطل (59 كجم). وهذا يعني أن ملعقة صغيرة فقط من قرفة كاسيا يمكن أن تتجاوز الحد اليومي.
ومن سوء الحظ، أن العديد من الدراسات وجدت أن تناول الكثير من الكومارين قد يسبب سمية وتلفًا للكبد.
فعلى سبيل المثال، أصيبت امرأة تبلغ من العمر 73 عامًا بعدوى مفاجئة في الكبد تسببت في تلف الكبد بعد تناول مكملات القرفة لمدة أسبوع واحد فقط (7).
إلا أن هذه الحالة تضمنت المكملات التي تقدم جرعة أعلى مما قد يتم الحصول عليه من النظام الغذائي وحده.
ملخص:
تحتوي القرفة العادية على كميات عالية من الكومارين، الذي أظهرت الدراسات أن تناول الكثير منه قد يزيد من خطر سمية الكبد وتلفه.
#2 قد تزيد من خطر الاصابة بالسرطان
أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوان أن تناول الكثير من الكومارين، الغزير في قرفة كاسيا، قد يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
وقد وجدت الدراسات على الفئران أن تناول الكثير من الكومارين يمكن أن يتسبب في ظهور أورام سرطانية في الرئتين والكبد والكلى (8، 9، 10). رغم أن الطريقة التي قد يسبب الكومارين الأورام بها غير واضحة.
ومع ذلك، يعتقد بعض العلماء أن الكومارين يسبب تلف الحمض النووي بمرور الوقت، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وقد تم إجراء معظم الأبحاث حول التأثيرات السرطانية للكومارين على الحيوان. لذا، هناك حاجة إلى مزيد من البحوث التي تعتمد على الإنسان لمعرفة ما إذا كانت نفس العلاقة بين السرطان والكومارين تنطبق على البشر.
ملخص:
وجدت الدراسات على الحيوان أن الكومارين قد يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان هذا ينطبق أيضًا على البشر.
#3 قد تسبب تقرحات الفم
يعانى البعض من تقرحات الفم من تناول المنتجات التي تحتوي على عوامل منكهة بالقرفة، حيث تحتوي القرفة على سينمالدهيد، وهو مركب قد يؤدي إلى رد فعل تحسسي عند استهلاكه بكميات كبيرة.
ولا يبدو أن كميات صغيرة من القرفة تسبب هذا التفاعل، حيث يمنع اللعاب المواد الكيميائية من البقاء على اتصال بالفم لفترة طويلة جدًا.
وبالإضافة إلى تقرحات الفم، تشمل الأعراض الأخرى لحساسية سينمالدهيد التالي:
-
تورم اللسان أو اللثة
-
الحكة والحرقان
-
بقع بيضاء في الفم
وفي حين أن هذه الأعراض ليست بالضرورة خطيرة، إلا أنها يمكن أن تسبب عدم الراحة، ومن المهم ملاحظة أن سينمالدهيد لن يسبب تقرحات الفم إلا إذا كان الفرد يعاني من حساسية من ذلك.
ويمكن إجراء اختبار لهذا النوع من الحساسية باستخدام اختبار لصقة الجلد. كما يبدو أيضا أن تقرحات الفم تؤثر في الغالب على أولئك الذين يستخدمون الكثير من زيت القرفة والعلكة بنكهة القرفة، حيث يمكن أن تحتوي هذه المنتجات على المزيد من سينمالدهيد.
ملخص:
لدى بعض الناس حساسية من مركب في القرفة يسمى سينمالدهيد، والذي يمكن أن يسبب تقرحات الفم.
ويبدو أن هذا يؤثر في الغالب على الأشخاص الذين يستخدمون الكثير من زيت القرفة أو العلكة، حيث تحتوي هذه المنتجات على قدر كبير من سينمالدهيد.
#4 قد تسبب انخفاض سكر الدم
يعد ارتفاع نسبة السكر في الدم المزمن مشكلة صحية، وإذا تُركت دون علاج، فقد تؤدي إلى مرض السكري وأمراض القلب والعديد من المشاكل الصحية الأخرى.
والقرفة معروفة بقدرتها على خفض نسبة السكر في الدم. حيث وجدت الدراسات أن التوابل يمكن أن تحاكي آثار الأنسولين، وهو هرمون يساعد على إزالة السكر من الدم.
وعلى الرغم من أن تناول القليل من القرفة قد يساعد في خفض نسبة السكر في الدم، إلا أن تناول الكثير منه قد يؤدي إلى انخفاضه كثيرًا. وهذا ما يسمى بنقص السكر في الدم، الذي يمكن أن يؤدي إلى التعب والدوخة وربما الإغماء.
والأشخاص الذين يتناولون أدوية لمرض السكري هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بانخفاض سكر الدم. ذلك لأن القرفة قد تعزز تأثيرات هذه الأدوية وتتسبب في انخفاض سكر الدم بشكل كبير.
ملخص:
في حين أن تناول القرفة قد يساعد على خفض نسبة السكر في الدم، فإن تناول الكثير منه قد يتسبب في انخفاضه بشكل كبير، خاصة مع تناول أدوية مرض السكري.
وتشمل الأعراض الشائعة لانخفاض نسبة السكر في الدم التعب والدوار والإغماء.
#5 قد تسبب مشاكل في التنفس
تناول الكثير من القرفة المطحونة في جلسة واحدة قد يسبب مشاكل في التنفس. ذلك بسبب ملمسها الناعم الذي يمكن أن يجعلها سهلة الاستنشاق عن طريق الخطأ مما قد يتسبب فيما يلي:
-
السعال
-
صعوبة محاولة التقاط الأنفاس
-
الاختناق
-
كما أن القرفة مهيجة للحلق، وقد تسبب المزيد من مشاكل التنفس
ويحتاج الأشخاص المصابون بالربو أو الحالات الطبية الأخرى التي تؤثر على التنفس إلى توخي الحذر بشكل خاص عند استنشاق القرفة عن طريق الخطأ، لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بمشاكل في التنفس.
ملخص:
تناول الكثير من القرفة المطحونة في جلسة واحدة قد يسبب مشاكل في التنفس. ويجعل قوام التوابل الناعم من السهل استنشاقها وتهيج الحلق، مما قد يسبب السعال وصعوبة التنفس.
#6 قد تتفاعل مع بعض الأدوية
القرفة آمنة للتناول بكميات صغيرة إلى معتدلة مع معظم الأدوية، لكن قد يكون الإفراط فيها مشكلة خاصة مع تناول أدوية لمرض السكر أو أمراض القلب أو أمراض الكبد. وذلك لأن القرفة قد تتفاعل مع تلك الأدوية، إما بتعزيز آثارها أو تكثيف آثارها الجانبية.
على سبيل المثال، تحتوي قرفة كاسيا على كميات عالية من الكومارين، الذي يمكن أن يسبب سمية الكبد وتلفه إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة.
والذين يتناولون أدوية قد تؤثر على الكبد، مثل الباراسيتامول والأسيتامينوفين والستاتينات، قد يزيد تناول القرفة بشكل مفرط من فرصة تلف الكبد.
وقد تساعد القرفة أيضًا على خفض نسبة السكر في الدم، ومع تناول أدوية لمرض السكري، فقد تعزز القرفة من آثارها وتتسبب في انخفاض مستوى السكر في الدم.
ملخص:
قد تتفاعل القرفة مع أدوية مرض السكري وأمراض القلب وأمراض الكبد إذا تم تناولها بكميات كبيرة. وقد تعزز آثارها أو تزيد من آثارها الجانبية.
#7 مخاطر تناول القرفة الجافة
نظرًا لأن "تحدي القرفة" أصبح شائعًا للغاية، يحاول الكثيرون تناول كميات كبيرة من القرفة الجافة.
ويتضمن هذا التحدي تناول ملعقة كبيرة من القرفة الجافة المطحونة في أقل من دقيقة من دون شرب الماء، وعلى الرغم من أنه قد يبدو غير ضار، إلا أن هذا التحدي قد يكون خطيرًا جدًا.
فتناول القرفة الجافة يمكن أن يهيج الحلق والرئتين، كما يتسبب في سيلان الأنف أو الاختناق، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى تلف الرئتين بشكل دائم.
ذلك لأن الرئتين لا تستطيع تكسير الألياف في القرفة، وقد تتراكم في الرئتين وتسبب التهاب الرئة المعروف باسم الالتهاب الرئوي الشفطي، والذي إذا تُرك دون علاج، فقد تصاب الرئتين بندوب دائمة وربما تنهار.
ملخص:
في حين قد يبدو تناول كميات كبيرة من القرفة الجافة غير ضار، إلا أنه قد يكون خطيرًا جدًا. وذلك إذا وصلت القرفة إلى الرئتين، حيث لا يمكن تكسيرها وقد تتسبب في عدوى وتلف رئوي دائم.
#8 ما هو الحد الأكثر من اللازم؟
القرفة آمنة للاستخدام بشكل عام بكميات صغيرة كتوابل. وترتبط بالعديد من الفوائد الصحية المثيرة للإعجاب، إلا إن تناول الكثير منها قد يسبب آثارًا جانبية خطيرة.
وينطبق هذا غالبًا على قرفة كاسيا لأنها مصدر غني بالكومارين. وعلى العكس تحتوي قرفة سيلان على كميات ضئيلة من الكومارين.
والمدخول اليومي المسموح به للكومارين هو 0.05 ملليجرام لكل رطل (0.1 ملليجرام لكل كيلو جرام) من وزن الجسم. وهو المقدار الذي يمكن تناوله في يوم واحد من الكومارين دون خطر الآثار الجانبية.
وهذا يساوي ما يصل إلى 8 ملليجرام من الكومارين في اليوم للشخص البالغ الذي يزن 178 رطلاً (81 كيلوجرام).
وللمقارنة فإن كمية الكومارين في 1 ملعقة صغيرة (2.5 جرام) من قرفة كاسيا المطحونة تتراوح من 7 إلى 18 ملليجرام (6) مع الوضع في الاعتبار أن الأطفال قد لا يتحملون حتى أقل.
وعلى الرغم من أن قرفة سيلان تحتوي على كميات ضئيلة من الكومارين، يجب تجنب الإفراط في تناولها، لأنها تحتوي على العديد من المركبات النباتية الأخرى التي قد يكون لها آثار ضارة عند استهلاكها بكميات كبيرة. ويُنصح باستخدام كل القرفة باعتدال كتوابل.
ملخص:
يجب على البالغين تجنب تناول أكثر من 1 ملعقة صغيرة من القرفة كاسيا يوميًا.
#9 الرسالة الرئيسية :
القرفة توابل لذيذة مرتبطة بالعديد من الفوائد الصحية. وفي حين أن تناول كميات صغيرة إلى معتدلة يعتبر آمن، فإن تناول الكثير منها قد يسبب آثارًا جانبية.
وينطبق هذا غالبًا على القرفة كاسيا أو القرفة "العادية" لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الكومارين، والتي تم ربطها بحالات مثل تلف الكبد والسرطان.
ومن ناحية أخرى، تحتوي القرفة سيلان أو القرفة "الحقيقية" على كميات ضئيلة من الكومارين.
وعلى الرغم من أن تناول الكثير من القرفة قد يكون له بعض العيوب، إلا أن التوابل الصحية آمنة للأكل بكميات صغيرة إلى معتدلة. مع مراعاة تناول أقل من المدخول اليومي المقبول ليكون كافٍ لتزويد الجسم بفوائده الصحية.