من الصعب تجاهل مجموعة كبيرة من عناوين الموضوعات التي تحذر من ارتباط السرطان بكل شيء، أو هكذا يبدو الأمر.
“هذا هو أكبر طعام مسبب للسرطان، وبعد قراءة هذا، لن تتناوله بعد الآن”، وهذا ما قاله عنوانًا واحدًا.
بينما يحذر آخر: “الأطعمة الشعبية التي يمكن أن تسبب السرطان”.
أو كأن يقول: “أحد عشر نوعا من الأطعمة المسببة للسرطان والتي يجب التوقف عن تناولها فورا”
ومع وجود الكثير من المعلومات، قد يكون من الصعب تحديد الحقيقة من الخيال. والحقيقة هي أنه تم ربط عدد قليل نسبيا من الأطعمة والمشروبات بالسرطان.
ووفقا للسيد/ كريستال لانجلويس، مدير التغذية في إحدى المستشفيات: “من السهل الوقوع ضحية للادعاءات على شاشات التلفزيون، والإنترنت، والمقالات المتعلقة بالأطعمة والمشروبات التي تسبب السرطان”.
ولكي يعتبر نوع من الطعام أو الشراب مادة مسببة للسرطان، يجب أن يكون هناك دليل قوي يربط بين استهلاكه وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، وإظهار كيف يمكن أن يتطور السرطان نتيجة لذلك.
وتقوم الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) التابعة لمنظمة الصحة العالمية بتصنيف العوامل المسببة للسرطان عن طريق تحديد مدى احتمال تسببها في الإصابة بالسرطان،
مع مقياس مقسم إلى خمس مجموعات: معروف ، جائز، محتمل ، غير مصنف، وربما غير مسرطن.
الأطعمة والمشروبات التي يعتبرها IARC مسببة للسرطان للبشر تشمل:
#1 الكحول
عندما يستقلب الجسم الكحول، فإنه ينتج الأسيتالديهيد، وهو عبارة عن مركب كيميائي قد يتلف الحمض النووي، وقد يؤدي إلى السرطان.
وقد وجدت الأبحاث أنه كلما زاد تناول الكحول، زاد خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل الرأس والرقبة والمريء والكبد وسرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم (1).
وعلى الرغم من أن الخبراء يوصون بالامتناع عن تناول الكحول لتجنب المخاطر،
إلا أن لانجلويس يشير إلى أنه يمكن تقليل الاستهلاك من الكحول إلى ما لا يزيد عن جرعة واحدة في اليوم للمرأة، و جرعتين في اليوم بالنسبة للرجل.
ويتم تعريف الجرعة على أنها 12 أوقية من البيرة،و 5 أوقية من النبيذ أو 1.5 أوقية من الخمور.
#2 اللحوم المصنعة
أو تلك التي تم حفظها عن طريق المعالجة أو التمليح أو التدخين، أو باستخدام مواد حافظة كيميائية.
ومن الأمثلة على ذلك لحم الخنزير المقدد والسجق والهوت دوج و البيبروني و بروسسيوتو والسلامي.
حيث وجدت الأبحاث أن تناول 50 جرامًا من اللحوم المصنعة - أي ما يعادل أربعة شرائح من لحم الخنزير المقدد أو هوت دوج واحد - كل يوم يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18% (2).
وفي حال تناول اللحوم المصنعة، يجب البحث عن الأنواع الخالية من النترات والنتريت، والتي لا تحتوي على مواد حافظة إضافية.
#3 اللحوم المتفحمة
أو تلك التي تم طهيها على درجات حرارة عالية، حيث تشكل اللحوم المطبوخة في درجات حرارة عالية مواد كيميائية قد تسبب تغيرات في الحمض النووي، مما قد يؤدي إلى السرطان.
كما تم ربط تناول كمية كبيرة من اللحوم المقلية أو المشوية جيدًا بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والبنكرياس وسرطان البروستاتا.
وعند تحضير اللحوم، يُنصح بالطهو على نار هادئة، أو في الفرن، أو سلقها.
أيضًا، قد يساعد تناول اللحوم التي تم نقعها في التتبيل قبل الطهي في تقليل خطر تكوين المواد المسرطنة.
#4 اللحوم الحمراء
#5 المشروبات الساخنة جدا
والمحددة بأنها أكثر سخونة من 65 درجة مئوية أو 149 درجة فهرنهايت.
وفي الولايات المتحدة، يتم تحضير عادة المشروبات مثل القهوة والشاي والشوكولاتة الساخنة في درجات حرارة منخفضة، وبالتالي فهي ليست مصدر قلق بشكل عام.
والسكر ليس من الأطعمة المدرجة في هذه القوائم، لأنه لا يرتبط بشكل مباشر بالسرطان، لكن المحليات بشكل عام تضيف سعرات حرارية فارغة، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن، وربما السمنة.
وقد تم ربط السمنة بـ 13 نوعًا من أنواع السرطان، وهو ما يثير قلقًا متزايدًا في بلد يستهلك فيه الأمريكي العادي ما يقدر بـ 89 جراماً من السكريات المضافة يوميًا، أي حوالي ضعفين إلى ثلاثة أضعاف الكمية الموصى بها.
ويقول لانجلويس إن خفض السكريات المضافة هو أحد أسهل التغييرات التي يمكنك إجراؤها على النظام الغذائي لتحسين قياس محيط الخصر، بينما يساعد أيضًا في تقليل خطر الإصابة بالسرطان.
ويشير أيضا إلى أن " اختصاصي التغذية المسجل والمتخصص في علاج الأورام قد يكون مفيدًا في المساعدة على اتخاذ الخيارات المناسبة للنظام الغذائي.
وأنه قد يكون من الجيد تناول هذه الأطعمة والمشروبات من حين إلى آخر.
ولكن المفتاح يكمن في الاعتدال، واتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، وتقليل الدهون المشبعة. "