in

هل الطعام الحار مفيد للهضم؟

في الماضي عندما كان يعاني أحد الأشخاص من اضطراب في المعدة، يُنصح بتناول طعاما خفيفا، مثل الموز أو الأرز الأبيض أو التفاح أو الخبز المحمص.

وكان الاعتقاد أن الأطعمة الغنية بالتوابل أو حتى النكهات، يمكن أن تتسبب في تهيج الجهاز الهضمي، مما يزيد من الاضطراب، بما في ذلك القيء والإسهال والقرح.

لكن هذه الافتراضات، دفعت الناس للتفكير في الثقافات التي تعتمد على الأطعمة الحارة بشكل يومي، وكيف يمكنهم الإعتناء بجهازهم الهضمي!!

وقد اتضح أنه ليست جميع البهارات سيئة أو ضارة للمعدة، وفي الواقع، قد يكون بعضها هو ما يطلبه الطبيب.

يقول خبير التغذية الرئيسي في برنامج سياتل ساتون للأكل الصحي “لا يوجد الكثير من البحث حول ما إذا كانت هذه الأطعمة الحارة تعتبر ضارة للجهاز الهضمي بأكمله”.

تحديد البهارات:

السؤال قد يبدو بسيطا: ما هو الطعام حار؟ إلا أن الجواب عليه معقدا، لأن كلمة “حار” مصطلح نسبي. فمعجون الأسنان بالنعناع قد يعتبر لاذع لبعض الأذواق، في حين قد يتناول آخرون الفلفل التايلاندي دون أن يطرف لهم جفن.

ومعظم التوابل الحارة مشتقة من نبات الفلفل أو الفلفل الحار، على الرغم من أن بعض أوراق نباتات، مثل الخردل الأخضر، لاذعة أيضًا، وكذلك بعض الجذور، مثل الزنجبيل.

وتُدمج هذه التوابل في أطعمتنا سواء في شكلها الخام، أو المطبوخ، أو المجفف، أو المسحوق. والكاري الذي يُعتبر أحد التوابل الشائعة التي يعتقد البعض أنها حارة، عبارة في الواقع عن مزيج من العديد من البهارات، بما في ذلك أوراق نبات الكاري والزنجبيل والفلفل الحار.

ويقول Ficek: “يربط الكثير من الناس الطعام الحار بمرض الجزر المعدي المريئي (GERD)”. “ولكن هناك العديد من الأطعمة الأخرى التي تسبب تهيجًا في المعدة، بما في ذلك الكافيين والكحول والفواكة الحمضية”.

والذين يعانون من عدم الراحة في الجهاز الهضمي بعد تناول الأطعمة الغنية بالتوابل، قد يكون ذلك رد فعل على شيء آخر غير التوابل في الطعام.

وغالبًا ما تستخدم الأطعمة المكسيكية الفلفل الحار في وصفاتها، لكن المعدة قد تتفاعل مع الدهون من الجبن أو الصلصات التي تعتمد على الزبدة.

فالحمضيات، وصلصة المكرونة القائمة على الطماطم أو الليمون في طبق من بيكاتا الدجاج يمكن أن تتآكل في بطانة الجهاز الهضمي.

فوائد البهارات:

يبدو أن البهارات لها فوائد صحية كثيرة. ووفقا للدراسات، يمكن أن يقلل الفلفل الحار والزنجبيل والتوابل الأخرى، من الالتهابات وعلاج الالتهابات المعدية (1).

ويقول Ficek: “نحن نعلم أن الكثير من التوابل مصدر كبير لفيتامين ج، والذي يمكن أن يقلل من فترات نزلات البرد، وقد يؤثر على السرطان وأمراض القلب”.

وبعض التوابل يبدو أنها تقلل الالتهاب، التي تُعد رد فعل مناعي تتورم فيه الأجزاء المصابة من الجسم. والالتهاب جزء من أنواع مختلفة من الأمراض، بما في ذلك اضطرابات الجهاز الهضمي.

وخلافا للاعتقاد السائد، فإن الأطعمة الغنية بالتوابل لا تسبب القرحة. بل تبين أن “كبساسين”، وهي المادة الكيميائية التي تعطي الفلفل الحار طعمه الحارق، تمنع البكتيريا H. pylori، التي تُعد السبب الأكثر شيوعا للقرحة (2).

كما أن لديها علاقة مثيرة للاهتمام بالألم، حيث يتبعها تأثير مخدر. ولهذا السبب يتم استخدامها في كريمات العلاج الموضعي أو كضمادات جلدية لآلام المفاصل وغيرها.

ومعظم الناس قد يعتبرون الكركم من التوابل المرة الطعم أكثر من كونها حارة، ولكنه مدرج في العديد من الوصفات للأطباق الغنية بالبهارات، مثل الكاري، كما ثبت أن الكركمين، وهو المكون النشط للكركم، لديه بعض الخصائص الصحية الهامة (3).

ويظهر نتائج واعدة في علاج متلازمة القولون العصبي والانزعاج الهضمي العام عن طريق منع مستقبلات الألم المحددة، كما أظهر فعاليته في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم وعلاجه.

ماذا عن الأطعمة الحارة للغاية؟

للذين يعانون بالفعل من تقرحات، فإن الأطعمة الغنية بالتوابل تزيد الشعور بالسوء. ويمكنها أن تهيج بعض التهابات المسالك البولية، وبالتأكيد سوف تتسبب في جريان الأنف ودموع العينين، مما قد يسبب تهيج الجيوب الأنفية.

وأفضل طريقة للاستمتاع بالأطعمة الغنية بالتوابل كعامل مساعد للجهاز الهضمي، هو أن يكون مذاقها جيدًا. كما يمكن ضبط كمية التوابل التي يتم إضافتها إلى الأطعمة عند الطهي في المنزل، ودرجة ارتفاع أو انخفاض الطعم الحار وفقًا للذوق الشخصي.

ما رأيك؟

Upvote Downvote

Total votes: 0

Upvotes: 0

Upvotes percentage: 0.000000%

Downvotes: 0

Downvotes percentage: 0.000000%

Written by Ahmad

اخصائي نظم تغذية و لياقة بدنية هدفي هو توفير التغذية الصحية و المفيدة و المساهمة في القضاء على السمنة و ما يترتب عليها من امراض.

[g1_socials_user user="5" icon_size="28" icon_color="text"]

طرق طبيعية لخفض مستويات الكوليسترول في الدم

أفضل الأطعمة والمشروبات المفيدة للكبد