كل ما تريد معرفته عن حاصرات الكربوهيدرات

يمكن أن تساعد حاصرات الكربوهيدرات، والمعروفة أيضًا باسم حاصرات النشا، في منع الإنزيمات اللازمة لهضم بعض الكربوهيدرات. 

وتباع بعض أنواعها كمكملات لإنقاص الوزن. وتُصنع من مجموعة من المركبات تسمى مثبطات ألفا أميليز، التي توجد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة.

وعادة ما يتم استخراج هذه المركبات من الفاصوليا ويشار إليها باسم الفاصوليا الشائعة أو خلاصة الفاصوليا البيضاء (1، 2، 3). 

ويتوفر البعض الآخر على شكل أدوية تُوصف طبياً باسم مثبطات ألفا جلوكوسيداز (AGIs)، وتستخدم لعلاج ارتفاع نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري 2 (4).

وفي هذه المقالة، يشير مصطلح حاصرات الكربوهيدرات إلى المكمل الغذائي الذي يحتوي على مستخلص الفاصوليا، وليس الأدوية الطبية.

ملخص:

حاصرات الكربوهيدرات الذي تتم مناقشتها في هذه المقالة، هي مكمل غذائي لفقدان الوزن مستخلص من الفاصوليا.

تنقسم الكربوهيدرات القابلة للهضم إلى مجموعتين رئيسيتين: الكربوهيدرات البسيطة، والمعقدة.

وتوجد الكربوهيدرات البسيطة بشكل طبيعي في الأطعمة مثل الفواكه ومنتجات الألبان. وأيضا في الأطعمة المصنعة مثل المشروبات الغازية والحلويات وكذلك الزبادي المنكه. 

بينما توجد الكربوهيدرات المعقدة في أطعمة مثل المكرونة والخبز والأرز والخضروات النشوية مثل البطاطس.

وتتكون الكربوهيدرات المعقدة من العديد من الكربوهيدرات البسيطة المرتبطة ببعضها البعض لتشكل سلاسل، يجب أن يتم تفكيكها بواسطة الإنزيمات قبل امتصاصها.

وحاصرات الكربوهيدرات تحتوي على مواد تمنع بعض الإنزيمات التي تقوم بتكسير هذه الكربوهيدرات المعقدة.

 ونتيجة لذلك، تنتقل تلك الكربوهيدرات إلى الأمعاء الغليظة دون أن تتحلل أو تُمتص. فلا تساهم بأي سعرات حرارية أو ترفع نسبة السكر في الدم.

ملخص:

تمنع حاصرات الكربوهيدرات الإنزيمات التي تهضم الكربوهيدرات المعقدة، وبالتالي تمنع الكربوهيدرات من إضافة السعرات الحرارية أو رفع نسبة السكر في الدم.

عادة ما يتم تسويق حاصرات الكربوهيدرات كمساعدات لفقدان الوزن. وبأنها تسمح بتناول العديد من الكربوهيدرات دون إضافة أي سعرات حرارية. ومع ذلك، قد تكون فعاليتها محدودة، وتوفر الدراسات نتائج متضاربة.

مدى فعاليتها:

تمنع حاصرات الكربوهيدرات فقط هضم جزء من الكربوهيدرات التي يتم تناولها. وفي أحسن الأحوال، تحجب نحو 50-65٪ من إنزيمات هضم الكربوهيدرات (5). 

ومن المهم ملاحظة أن تثبيط هذه الإنزيمات لا يعني بالضرورة حظر نسبة الكربوهيدرات نفسها.

وفي إحدى الدراسات التي فحصت مانعًا قويًا من الكربوهيدرات، وجدت أنه على الرغم من أنه يمكن أن يمنع 97 ٪ من الإنزيمات، إلا أنه منع امتصاص 7 ٪ فقط من الكربوهيدرات (6). 

وقد يحدث هذا لأن حاصرات الكربوهيدرات لا تمنع امتصاص الكربوهيدرات بشكل مباشر. فقط قد تزيد ببساطة الوقت الذي تستغرقه الإنزيمات لهضمها.

علاوة على أن الكربوهيدرات المعقدة المتأثرة بحاصرات الكربوهيدرات، تُشّكل فقط جزءًا من الكربوهيدرات في الوجبات الغذائية لمعظم الناس.

وبالنسبة للكثير من الأشخاص الذين يحاولون إنقاص الوزن، فإن السكريات المضافة في الأطعمة المصنعة تعد مشكلة أكبر. 

حيث عادة ما تكون كربوهيدرات بسيطة مثل السكروز والجلوكوز والفركتوز. وهذه لا تتأثر بحاصرات الكربوهيدرات.

تظهر العديد من الدراسات أن حاصرات الكربوهيدرات قد تكون قادرة على التسبب في بعض فقدان الوزن.

وقد أظهرت إحدى الدراسات فقدان وزن يصل إلى (4 كجم) بين الأشخاص الذين تناولوا الكربوهيدرات أكثر أثناء استخدام هذه المكملات (7، 8، 9، 10). 

هذا يعتبر أمر منطقي لأنه كلما زادت نسبة الكربوهيدرات المعقدة في النظام الغذائي، كلما زاد الفرق الذي يمكن أن تحدثه حاصرات الكربوهيدرات.

ومن جهة أخرى، وجدت دراسات أخرى عدم وجود فرق كبير في فقدان الوزن بين الذين تناولوا المكملات الغذائية والذين لم يتناولوها، مما يجعل من الصعب استخلاص أي استنتاجات. 

ولسوء الحظ، فإن معظم هذه الدراسات كانت صغيرة وذات تصميم ضعيف وممولة إلى حد كبير من قبل الشركات المنتجة للمكملات، مما يعني أن النتائج قد لا تكون موثوقة للغاية.

ولاتزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات المستقلة عالية الجودة.

ملخص:

تمنع حاصرات الكربوهيدرات امتصاص نسبة صغيرة من الكربوهيدرات فقط، وتعتمد فعاليتها على نوع الكربوهيدرات التي يتم تناولها.

بالإضافة إلى منع هضم الكربوهيدرات، قد تؤثر حاصرات الكربوهيدرات على بعض الهرمونات المشاركة في الشعور بالجوع والامتلاء، كما قد تساعد أيضًا في إبطاء إفراغ المعدة بعد تناول الوجبة.

وقد يكون أحد أسباب هذا التأثير هو أن مستخلصات الفاصوليا تحتوي أيضًا على phytohaemagglutinin. الذي يمكن أن يزيد من مستويات بعض الهرمونات المعززة للشعور بالامتلاء.

ومع ذلك، قد تكون هناك طرق أخرى تقلل فيها حاصرات الكربوهيدرات من الشهية. إلا أنه لم يتم بحث هذا التأثير جيدًا في البشر، ومع ذلك وجدت إحدى الدراسات الحديثة أن مستخلص الفاصوليا المركّز قد قلل من الشعور بالجوع، ربما عن طريق قمع مستويات هرمون الجوع الجريلين.

ومن الصعب القول ما إذا كان هذا التأثير يتحقق مع مكملات حاصرات الكربوهيدرات المتوفرة حاليًا في الأسواق، أو إذا كان التأثير يمكن أن يساهم بالفعل في فقدان الوزن لدى البشر.

ملخص:

تشير بعض الدراسات على الحيوانات والبشر إلى أن حاصرات الكربوهيدرات يمكن أن تقلل من الشهية، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات.

عادة ما يتم تسويق حاصرات الكربوهيدرات كمكملات لإنقاص الوزن، لكن من المحتمل أن يكون لها تأثير أكبر على التحكم في نسبة السكر في الدم.

فهي تمنع أو تبطئ هضم الكربوهيدرات المعقدة. ونتيجة لذلك، تخفّض من ارتفاع مستويات السكر في الدم التي تحدث عادةً عند امتصاص هذه الكربوهيدرات في مجرى الدم.

إلا أن ذلك صحيح فقط بالنسبة للكربوهيدرات التي تتأثر بالفعل بحاصرات الكربوهيدرات. بالإضافة إلى إنه يعتقد أن حاصرات الكربوهيدرات تؤثر على بعض الهرمونات المشاركة في التحكم في مستويات السكر في الدم.

وفي العديد من الدراسات التي أجريت على الأشخاص الأصحاء، ثبت أن مكملات حاصرات الكربوهيدرات تسبب ارتفاعًا أقل في نسبة السكر في الدم بعد تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات. كما أنها تؤدي إلى عودة مستويات السكر في الدم إلى طبيعتها بشكل أسرع.

ملخص:

أظهرت الدراسات أن حاصرات الكربوهيدرات يمكن أن تسبب ارتفاع السكر في الدم بشكل أقل والعودة إلى طبيعتها بشكل أسرع بعد تناول الوجبة.

لحاصرات الكربوهيدرات فائدة أخرى وهي أنها تزيد من كمية النشا المقاوم في الأمعاء الغليظة. وذلك لأنها تقلل من كمية الكربوهيدرات التي يتم امتصاصها في الأمعاء الدقيقة، وبالتالي زيادة النشا الذي يمر عبر القناة الهضمية.

وعلى غرار الألياف، النشا المقاوم مثل أي نشا في الطعام لا يمكن هضمه بواسطة الإنزيمات في الأمعاء الدقيقة. ويوجد في الأطعمة مثل البطاطس النيئة والموز غير الناضج والبقوليات وبعض الحبوب الكاملة.

وعند انتقال النشويات المقاومة إلى الأمعاء الغليظة، تخمرها بكتيريا الأمعاء وتطلق الغازات والأحماض الدهنية المفيدة ذات السلسلة القصيرة.

وعندما تمنع حاصرات الكربوهيدرات هضم الكربوهيدرات المعقدة في الأمعاء الدقيقة، تعمل هذه الكربوهيدرات مثل النشويات المقاومة.

وقد ربطت العديد من الدراسات النشا المقاوم بانخفاض دهون الجسم، وبكتيريا الأمعاء الصحية وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم وحساسية الأنسولين. بالإضافة إلى النشويات المقاومة قد تساعد في زيادة كمية الدهون التي يحرقها الجسم بعد تناول الوجبة.

ملخص:

عندما تتسبب حاصرات الكربوهيدرات في مرور الكربوهيدرات إلى الأمعاء الغليظة غير المهضومة، فإن هذه الكربوهيدرات تعمل كنشا مقاوم، والذي تم ربطه بالعديد من الفوائد الصحية.

تعتبر حاصرات الكربوهيدرات آمنة بشكل عام، ولكن يجب التأكد من شرائها من مصدر موثوق.

السلامة والآثار الجانبية:

تعتبر حاصرات الكربوهيدرات آمنة للغاية فيما يتعلق بالآثار الجانبية. ومع ذلك، عندما يتم تخمير الكربوهيدرات عن طريق البكتيريا في الأمعاء الغليظة، يمكن أن تؤدي الغازات التي تطلقها إلى عدد من الآثار الجانبية غير المريحة. والتي قد تشمل الإسهال والانتفاخ والتقلصات.

وهذه الآثار الجانبية لا تكون عادة شديدة وتختفي بمرور الوقت، لكنها قد تكون كافية لبعض الناس للتوقف عن تناول حاصرات الكربوهيدرات.

بالإضافة إلى إنه يجب على الأشخاص المصابين بداء السكري الذين يتناولون الأنسولين التحدث إلى الطبيب قبل تناول حاصرات الكربوهيدرات، حيث أن هناك فرصة لأن تتسبب في انخفاض نسبة السكر في الدم إذا لم يتم تعديل جرعة الأنسولين.

ملخص:

عادة ما تكون حاصرات الكربوهيدرات آمنة، على الرغم من أنها يمكن أن تسبب آثارًا جانبية غير مريحة.

الشركات المصنعة للمكملات الغذائية هي نفسها المسؤولة عن سلامة منتجاتها وسلامتها، وكانت هناك العديد من حالات الاحتيال في صناعة المكملات. 

وقد قامت إدارة الأغذية والأدوية FDA مؤخراً بفحص العديد من المكملات العشبية ووجدت أن 17 ٪ فقط من المنتجات تحتوي على المكون الرئيسي المدرج على الملصق.

ومن المحتمل أيضا أن العديد من حاصرات الكربوهيدرات المتوفرة في المتاجر لا تحتوي فعلياً على ما هو مدرج على الملصق. 

إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالمكملات الغذائية، من الجيد دائمًا إجراء بعض الأبحاث والشراء من شركة تصنيع مرموقة.

ملخص:

على الرغم من أن حاصرات الكربوهيدرات عادة ما تكون آمنة، فمن الصعب القول ما إذا كانت المكملات الغذائية تحتوي بالفعل على المكونات المذكورة على الملصق.

تشير بعض الدراسات إلى أن حاصرات الكربوهيدرات يمكن أن تساعد في التسبب في فقدان كمية صغيرة من الوزن، وتقليل الشهية وخفض مستويات السكر في الدم.

ومع ذلك، لم تكن الدراسات عالية الجودة بما يكفي لإظهار ما إذا كانت حاصرات الكربوهيدرات لها تأثير حقيقي طويل المدى. 

بالإضافة إلى أنها ربما تكون مفيدة فقط للأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا معتدلًا إلى مرتفع الكربوهيدرات.

إلا أن مكملات حاصرات الكربوهيدرات تبقى فقط مجرد مكملات غذائية، ولا تغني عن نمط حياة صحي. ويظل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة ضروريًا لتحقيق نتائج دائمة.