شيماء عبد الوهاب
إذا سألت أحد الباحثين البارزين عن الفوائد الصحية المثبتة علميا للشاي الأخضر ، فقد تحصل على إجابة مخيبة للآمال مثل : ” لا يوجد له أي فوائد في الواقع ” ، يقول د/ ديفيد كاتز، مؤسس مركز أبحاث الوقاية بجامعة ييل.لكن أليس هناك الكثير من المقالات التي تقول إن الشاي الأخضر بامكانه فعل كل شيء من علاج مرض باركنسون إلى مكافحة مرض السرطان ومنع تسوس الأسنان ؟ نعم، هناك بالفعل الآلاف من الأوراق البحثية المحترمة والمنشورة حول الفوائد الصحية للشاي الأخضر، لكن ليس هناك أي دليل قاطع في حد ذاته لإثبات أن الشاي الأخضر يمكن أن يكون له في الواقع أي فوائد صحية درامية مثل علاج السرطان أو مرض باركنسون .
لكن ما هي الفوائد الصحية التي تم إثباتها بالفعل للشاي الأخضر ؟ اليك كل ما تحتاج إلى معرفته عن هذا الشاي :
1. بإمكان الشاي الأخضر تعزيز صحة قلبك :
لحسن الحظ أن هناك مجال واحد أثبت الشاي الأخضر فعاليته فيه ، فقد أثبتت الأبحاث التي أجريت على الخلايا و الحيوانات و الكثير من الدراسات الأخرى التي أجريت على البشر : ” أن استهلاك الشاي يخفض بالفعل من ضغط الدم “، كما يقول د/ جيفري بلومبرج ، كبير العلماء في معمل أبحاث مضادات الأكسدة بجامعة تافتس. ويعتقد الباحثون أن انخفاض ضغط الدم يعزي إلى أن الشاي يساعد على استرخاء الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، ولكن تأثير الشاي متواضع وليس دراميًا. وإذا كان ضغط دمك مرتفعاً بشكل خطير ، فإن احتساء بضعة أكواب من الشاي الأخضر في اليوم لن يعيد ضغط دمك إلى المستويات الصحية، ويوضح د/ بلومبرج أنه من المرجح أن تخفض بضع نقاط فحسب من كل من القياسات الانقباضية والانبساطية، و يضيف : ” لكن أي شيء يساعد مرضى ضغط الدم المرتفع على خفض ضغط الدم إلى حد ما هو أمر جيد “.
2. لا تصدق كل ما تقرأه :
لا تأتي الكثير من العناوين الواعدة حول أبحاث الشاي الأخضر من الدراسات التي أجريت على الأشخاص الذين يشربون الشاي الأخضر فعليا، فقد تم إجراء هذه الأبحاث باستخدام خلايا أو حيوانات تم حقنها بجرعات عالية جدًا من المركبات المعزولة من الشاي الأخضر. ( أحد المركبات المعزولة التي تحظى بالكثير من الاهتمام هيو الـ EGCG أو ابيغالوكاتشين الغالات ، وهو مضاد للأكسدة تمت دراسته فيما يتعلق بمرض الزهايمر ، باركنسون ، والعديد من أنواع السرطانات ). في حين أن هذا النوع من الأبحاث ينطبق بالتأكيد على فئران التجارب المختبرية ،الا أن الخبراء يقولون أنه من غير المرجح أن تحصل على نفس النتائج من شرب فنجانك اليومي من الشاي الأخضر. و يقول د/ بلومبرج : ” يحتوي الشاي الأخضر على الكثير من الأشياء الصحية به، ولكن هذا لا يعني أن كل جزيء صحي في هذا الشاي سيترجم إلى فائدة صحية في جسمك “.
3. قد يكون ما تشربه بنفس أهمية ما لا تشربه :
قد يبدو أن الشاي الأخضر يفيد جسم الإنسان في الآلاف من الدراسات، ولكن ماذا لو لم يكن الشاي الأخضر هو الذي يعمل بالفعل على تحسين صحتك ؟ فالفوائد التي تحصل عليها من شرب الشاي الأخضر قد تكون فوائد حقيقية لهذا الشاي، و قد يمكن أن تكون أيضا فوائد ناتجة عن تجنب شرب الصودا ( تعرف على ما يحدث لجسمك عند التوقف عن شرب الصودا ). الشيء المحبط هو أننا لا نعرف حتى الآن، فما زلنا لا نملك ما يكفي من الدراسات التي تعزل حقا آثار الشاي الأخضر من العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على الصحة.
4. الشاي الساخن الذي يحتوي على الكافيين هو الأصح ( و السكر غير مسموح ):
بعض الفلافونيدات الصحية الموجودة في الشاي الأخضر – المركبات التي يعتقد أنها مسئولة عن الخصائص المفيدة للقلب – يتم تدميرها خلال عملية إزالة الكافيين، لذا يقول د/ بلومبرج : ” إذا اخترت شرب الشاي الخالي من الكافيين ( الديكاف )، يجب عليك صنع فنجان قوي و مركز من الشاي، أو شرب فنجانين بدلا من فنجان واحد “.
إذا كنت من محبي شرب الشاي المثلج، فيجب عليك التأكد من صنع الشاي المثلج أولا بأول، لأن الفلافونويدات تتحلل مع مرور الوقت، لذا فان تخزين دورق كبير من الشاي في الثلاجة لمدة أسبوع يعني ان الأكواب الأخيرة المتبقية في الدورق لن تكون بنفس الفائدة. كما أن الشاي المثلج المعلب الجاهز للشرب لا يحتوي أيضا على الكثير – ان وجدت على الإطلاق – من الفلافونويدات.
و أخيرا، ننصحك بتجنب اضافة السكر إلى الشاي الأخضر، لأن حالما تمت اضافة المحليات اليه، تتغير تركيبته و خواصه تماما. ( يمكنك قراءة هذا المقال للتعرف على الأطعمة التي توقف الرغبة الشديدة في تناول السكر ).
5. المكملات الغذائية مضرة بالصحة :
يمكن أن تتسبب أقراص الشاي الأخضر المركزة في إلحاق الضرر بالكبد . ففي عام 2014 ، أصدرت الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي توجيهات جديدة تحذر المستهلكين و تنصحهم بالتوقف عن تعاطي المكملات الغذائية المخفضة للوزن والتي تحتوي على مستخلص الشاي الأخضر ، نظرًا لأنه واحد من أكثر المكونات الشائعة المرتبطة بإصابات الكبد الناتجة عن تعاطي الأدوية. ( وبما أن المكملات الغذائية لا تخضع لمراقبة إدارة الأغذية والأدوية FDA ، فقد تحتوي هذه الحبوب على جرعة مختلفة من مستخلص الشاي الأخضر عن ما تدعيه العبوة ). بالإضافة إلى عدم وجود الكثير من الأبحاث المؤكدة عن علاقة هذه المكملات بخسارة الوزن، و تقول شارون بالمر اخصائية التغذية و الحميات الغذائية المرخصة : ” تقوم وسائل الإعلام و مسوقي هذه المكملات الغذائية بالمبالغة في فوائد الشاي الأخضر في خسارة الوزن. و حتى إن عززت مكملات الشاي الأخضر من أيضك الغذائي، فان هذا سيكون في مستويات منخفضة للغاية “.
6- مازال الخبراء ينصحون بشرب الشاي الأخضر :
حتى لو كان هناك الكثير مما لا نعرفه عن الشاي الأخضر، إلا ان كل خبير تحدثنا معه نصح باحتساء الشاي الأخضر الغير محلى كخيار ذكي و صحي، و خاصة إذا حل الشاي الأخضر محل المشروبات المختلفة مثل الصودا. يقول د/ بلومبرج : ” يسعدني أن أخبركم أن الشاي الأخضر هو خيار صحي، و أعتقد بأن هناك مجموعة من الأدلة العلمية التي تقول انه مشروب جيد بالفعل، لذا يمكنكم شربه الاّن في انتظار المزيد من الأبحاث عنه في المستقبل “.
