الجلوتين، نوع من البروتين يوجد في الحبوب بما في ذلك القمح والشعير والحنطة والجاودار.
ومرض حساسية القمح، عبارة عن اضطراب يؤدي فيه تناول الجلوتين إلى استجابة من مناعة الجسم، مما يسبب التهاب وتلف في الأمعاء الدقيقة.
وتشير التقديرات إلى أن مرض حساسية القمح، يؤثر على 1 % تقريبا من السكان في الولايات المتحدة (1).
ويعتبر حالة خطيرة يمكن أن تتسبب في مجموعة من الأعراض السلبية، مثل مشاكل الجهاز الهضمي ونقص التغذية.
وفيما يلي 9 من العلامات والأعراض الأكثر شيوعا لمرض حساسية القمح:
#1 الإسهال
يعد البراز المائي من الأعراض الأولى التي يعاني منها العديد من الأشخاص قبل تشخيص إصابتهم بمرض حساسية القمح.
في واحدة من الدراسات الصغيرة، أفاد 79 من مرضى حساسية القمح، أنهم يعانون من الإسهال قبل العلاج. وبعد العلاج، استمر يعاني 17 % فقط من المرضى من الإسهال المزمن (2).
كما لاحظت دراسة أخرى شملت 215 شخصًا، أن الإسهال كان أكثر الأعراض شيوعًا لمرض حساسية القمح غير المعالج.
وبالنسبة للعديد من المرضى، انخفضت حدة الإسهال في غضون بضعة أيام من العلاج، ولكن متوسط الفترة للقضاء على الأعراض بالكامل كانت أربعة أسابيع (3).
ومع ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار أن هناك العديد من الأسباب المحتملة الأخرى للإسهال، مثل العدوى أو عدم تحمل الطعام أو غيرها من المشكلات المعوية.
ملخص:
الإسهال واحد من الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض حساسية القمح. والعلاج يمكن أن يقلل ويحل هذه المشكلة في غضون من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع.
#2 الانتفاخ
الانتفاخ، من الأعراض الأخرى الشائعة أيضا التي يعاني منها مرضى حساسية القمح.
حيث يمكن أن يسبب التهابًا في الجهاز الهضمي، مما قد يؤدي إلى حدوث انتفاخ، بالإضافة إلى العديد من المشكلات الهضمية الضارة (4).
وقد وجدت دراسة أجريت على 1032 من البالغين المصابين بمرض حساسية القمح، أن الانتفاخ كان أحد الأعراض الأكثر شيوعًا. وقد أبلغ 73 % من الأشخاص عن شعور بالانتفاخ قبل تشخيص الحالة (5).
وأظهرت دراسة أخرى أن معظم المرضى الذين يعانون من مرض حساسية القمح، تعرضوا لمشكلة الإنتفاخ.
وتم القضاء على هذه الأعراض بفعالية بعد التخلص من الجلوتين في وجباتهم الغذائية.
كما ثبت أن الجلوتين يسبب أيضا مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ لأشخاص لا يعانون من مرض حساسية القمح.
وفحصت إحدى الدراسات 34 شخصًا لايعانون من مرض حساسية القمح، ولكنهم كانوا يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي.
وقد تحسنت هذه الأعراض مع اتباع نظام غذائي خال من الجلوتين. ثم تلقى المشاركون لمدة ستة أسابيع، إما 16 جراما من الجلوتين أو دواء وهمي يوميا.
وفي غضون أسبوع واحد فقط، عانى الذين يتناولون الجلوتين من تفاقم في العديد من الأعراض، بما في ذلك الشعور بالانتفاخ بدرجة أكبر بكثير من معاناتهم في السابق (6).
وإلى جانب مرض حساسية القمح، تشمل العوامل الشائعة الأخرى وراء الانتفاخ، الإمساك، وانسداد الأمعاء، والغازات المزمنة والاضطرابات الهضمية.
ملخص:
يعاني مرضى حساسية القمح من الانتفاخ. ومن المثير للاهتمام، أن الجلوتين قد يتسبب أيضًا في حدوث الانتفاخ لبعض الأشخاص الذين لا يعانون من هذا المرض.
#3 الغازات
الغازات المفرطة، مشكلة هضمية شائعة يعاني منها مرضى حساسية القمح غير المعالجين.
وفي إحدى الدراسات الصغيرة، كانت الغازات أحد الأعراض الأكثر شيوعًا الناجمة عن تناول الجلوتين لدى المصابين بمرض حساسية القمح (7).
وأيضا، أفادت دراسة بحثية على 96 شخص بالغ مصاب بمرض حساسية القمح في شمال الهند أن أعراض الغازات المفرطة والانتفاخ كانت موجودة في 9.4 % من الحالات (8).
ومع ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار أن هناك العديد من المسببات الأخرى للغازات.
ولاحظت إحدى الدراسات أن 150 شخصًا اشتكوا من زيادة الغازات، ووجد أن اثنين فقط من المصابين به يعانون من مرض حساسية القمح (9).
ومن الأسباب الأخرى المسببة للغازات الأكثر شيوعًا، الإمساك وعسر الهضم وابتلاع الهواء، وحالات أخرى مثل عدم تحمل اللاكتوز ومتلازمة القولون العصبي (IBS).
ملخص:
تشير الدراسات إلى أن الغازات تعتبر واحدة من الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض حساسية القمح غير المعالج، بالرغم من أن الغازات يمكن أن تحدث أيضا بسبب عوامل أخرى عديدة.
#4 الشعور بالتعب
تنتشر حالات انخفاض مستويات الطاقة والشعور بالتعب بين الذين يعانون من مرض حساسية القمح.
وقد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على 51 من مرضى حساسية القمح، أن أولئك الذين لم يتلقوا علاجا يعانون من التعب الشديد ومشاكل مرتبطة بالتعب أكثر بكثير من الذين يتبعون نظامًا غذائيًا خالٍ من الجلوتين (10).
وكذلك وجدت دراسة أخرى، أن المصابين بمرض حساسية القمح أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم، مما قد يساهم في الشعور بالتعب.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمرض حساسية القمح غير المعالج أن يتسبب في تلف للأمعاء الدقيقة،
مما يؤدي إلى نقص في الفيتامينات والمعادن التي تؤدي بالتالي إلى التعب.
وتشمل الأسباب الأخرى المحتملة للتعب: العدوى، ومشاكل الغدة الدرقية، والاكتئاب وفقر الدم.
ملخص:
يعتبر التعب من الحالات الشائعة بين الذين يعانون من مرض حساسية القمح.
وتشير الدراسات إلى أن المصابين بهذا المرض هم الأكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم ونقص التغذية، مما يسهم في تفاقم المشكلة.
#5 فقدان الوزن
من العلامات المبكرة لمرض حساسية القمح، الانخفاض الحاد في الوزن وصعوبة الحفاظ عليه.
وذلك لأن قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية تكون ضعيفة، مما قد يؤدي إلى الإصابة بسوء التغذية وفقدان الوزن.
ووجدت إحدى الدراسات التي شملت 112 مشاركًا يعانون من مرض حساسية القمح،
أن فقدان الوزن قد أثر على 23% من المرضى، وكان أحد الأعراض الأكثر شيوعًا بعد الإسهال والتعب وآلام المعدة.
كما أشارت دراسة أخرى صغيرة، تبحث في المرضى المسنين الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض حساسية القمح، إلى أن فقدان الوزن كان واحد من الأعراض الأكثر شيوعًا.
وبعد العلاج، لم تنتهي الأعراض تمامًا فقط، بل اكتسب المشاركون وزنا في المتوسطً قدره 17 رطلاً (حوالي 7.75 كجم).
وفي دراسة أخرى، تناولت 42 طفلاً يعانون من مرض حساسية القمح، وجدت أن إدخال نظام غذائي خالٍ من الجلوتين زاد من وزن الجسم بشكل كبير.
كما يمكن أيضا أن يكون سبب فقدان الوزن غير المبرر أحيانا، حالات مثل مرض السكري أو السرطان أو الاكتئاب أو مشاكل الغدة الدرقية.
ملخص:
يعاني كثير من مرضى حساسية القمح من فقدان في الوزن غير مبرر. ولكن اتباع نظام غذائي خال من الجلوتين يساعد عادة على اكتساب زيادة في وزن الجسم.
#6 فقر الدم
يمكن لمرض حساسية القمح أن يضعف امتصاص العناصر الغذائية، وقد يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وهي حالة تنجم عن نقص خلايا الدم الحمراء في الجسم.
وتشمل أعراض فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، التعب والضعف وآلام الصدر والصداع والدوار.
وقد شملت إحدى الدراسات 34 طفلاً مصابًا بمرض حساسية القمح، ووجدت أن حوالي 15 منهم لديهم فقر دم خفيف إلى متوسط.
كما وجدت دراسة أخرى أجريت على 84 شخصًا يعانون من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد من أسباب غير معروفة أن 7% منهم مصابون بمرض حساسية القمح.
وبعد تناولهم نظام غذائي خالٍ من الجلوتين، زادت لديهم مستويات الحديد بشكل ملحوظ.
وأشارت دراسة أخرى على 727 من مرضى حساسية القمح أن 23 % منهم يعانون من فقر الدم.
كما كان أولئك الذين يعانون من فقر الدم لديهم ضعف احتمالية التعرض لأضرار شديدة في الأمعاء الدقيقة، وأيضا انخفاض كتلة العظام الناجمة عن مرض حساسية القمح.
ومع ذلك، يوجد العديد من الأسباب الأخرى المسببة لفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، بما في ذلك الأنظمة الغذائية السيئة،
والاستخدام الطويل للمسكنات مثل الأسبرين، أو فقدان الدم خلال نزيف الحيض الشديد أو بسبب القرحة الهضمية.
ملخص:
يمكن لمرض حساسية القمح أن يضعف امتصاص المواد الغذائية في الجسم،
الأمر الذي قد يؤدي إلى فقر دم ينجم عن نقص الحديد. إلا أنه أيضا يوجد العديد من المسببات الأخرى لفقر الدم.
#7 الإمساك
على الرغم من أن مرض حساسية القمح قد يسبب الإسهال لدى بعض الأشخاص، إلا أنه قد يسبب الإمساك لدى آخرين.
ويقوم مرض حساسية القمح بتدمير الزغابات المعوية، وهي زوائد صغيرة تشبه الأصابع في الأمعاء الدقيقة، مسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية.
وبينما ينتقل الطعام عبر الجهاز الهضمي، تكون هذه الزغابات المعوية غير قادرة على امتصاص العناصر الغذائية بالكامل،
كما قد تمتص الرطوبة الزائدة من البراز بدلاً من ذلك. وهذا ما يؤدي إلى براز صلب يصعب مروره، مما يسبب الإمساك.
ومع ذلك، وحتى في حالة اتباع نظام غذائي صارم خالٍ من الجلوتين، فإن المصابين بمرض حساسية القمح، قد يجدون صعوبة في تجنب الإمساك.
لأن اتباع مثل هذا النظام يقلل الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب، مما يؤدي إلى انخفاض تناول الألياف الذي يساعد على تواتر البراز.
كما أن الخمول البدني والجفاف وسوء التغذية يمكن أن يسبب الإمساك أيضًا.
ملخص:
قد يؤدي مرض حساسية القمح إلى امتصاص الأمعاء الدقيقة للرطوبة من البراز، مما يؤدي إلى الإمساك.
هذا بالإضافة إلى أن الأنظمة الغذائية الخالية من الجلوتين تقلل من تناول الألياف ويمكن أن تسبب الإمساك.
#8 الإكتئاب
تنتشر أعراض نفسية مثل الإكتئاب إلى جانب الأعراض الجسدية العديدة لمرض حساسية القمح.
وفي مراجعة تمت على 29 دراسة، وجدت أن الاكتئاب كان الأكثر شيوعا وشدة بين البالغين الذين يعانون من مرض حساسية القمح بين عامة الناس.
كما وجدت دراسة أخرى صغيرة شملت 48 مشاركًا، أن المصابين بمرض حساسية القمح، كانوا أكثر عرضة لأعراض الاكتئاب من المجموعة السليمة.
وفي دراسة أجريت على 2،265 من مرضى حساسية القمح، وجد أن 39 % من الحالات المبلغ عنها اكتئابا ذاتيا،
ولكن لوحظ ارتباط الالتزام بنظام غذائي خال من الجلوتين على المدى الطويل، مع انخفاض خطر حدوث اكتئاب.
ومع ذلك، يوجد العديد من الأسباب المحتملة الأخرى للاكتئاب، بما في ذلك التقلبات في مستويات الهرمونات، والإجهاد، والحزن، وأحيانا الوراثة.
ملخص:
يرتبط مرض حساسية القمح بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب. إلا أن اتباع نظام غذائي طويل المدى خال من الجلوتين قد يساعد في تقليل خطر الاكتئاب.
#9 ظهور طفح جلدي مع حكة
قد يتسبب مرض حساسية القمح في الإصابة بالتهاب الجلد الحلئي، وهو نوع من الطفح الجلدي المصاحب بحكة، والذي يصيب مناطق مثل المرفقين أو الركبتين أو الأرداف.
ومن المصابين بمرض حساسية القمح، يعاني حوالي 17% من هذا الطفح، ويعتبر أحد الأعراض المقلقة التي تؤدي إلى التشخيص.
كما قد يتطور أيضًا بعد التشخيص كدليل على ضعف الالتزام بالعلاج.
ومن المثير للاهتمام أن البعض قد يصاب بهذا الطفح الجلدي فقط، دون ظهور أية أعراض هضمية أخرى تصاحب عادةً مرض حساسية القمح.
وفي واقع الأمر، يعاني أقل من 10 % من مرضى حساسية القمح الذين يصابون بالتهاب الجلد الحلئي، أيضا من أعراض الجهاز الهضمي.
ومن الأسباب المحتملة الأخرى للطفح الجلدي مع الحكة إلى جانب مرض حساسية القمح، الأكزيما والصدفية والتهاب الجلد.
ملخص:
يمكن أن يسبب مرض حساسية القمح نوعًا من الطفح الجلدي المصاحب بحكة.
والعديد من مرضى حساسية القمح الذين يصابون بهذا الطفح الجلدي لا يعانون عادة من أية أعراض معوية.
#10 كيفية التعامل مع أعراض مرض حساسية القمح
مرض حساسية القمح، حالة مرضية مزمنة الحياة لا علاج لها. ولكن يمكن للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة التعامل مع الأعراض المشار إليها بشكل فعال عن طريق الالتزام بنظام غذائي صارم خال من الجلوتين.
وهذا يعني وجوب التخلص من أي منتجات تحتوي على القمح أو الشعير أو الجاودار أو الحنطة،
بما في ذلك أي أطعمة أخرى، مثل الشوفان، ما لم يتم التأكيد بأنها خالية من الجلوتين.
أطعمة يجب تجنبها
فيما يلي بعض الأطعمة الأخرى التي يجب تجنبها ما لم يتم التأكيد على أنها خالية من الجلوتين:
-
المعكرونة
-
الخبز
-
الكيك
-
الفطائر
-
المقرمشات
-
البسكويت
-
البيرة
-
الصلصات
-
المرق
الأطعمة التي يجب تناولها
من الجيد توفر الكثير من الأطعمة المغذية والخالية من الجلوتين بشكل طبيعي.
ويمكن للاستغناء عن الأطعمة المصنعة، والاستمتاع بتناول الأطعمة الكاملة، والتعود على قراءة الملصقات على عبوات الطعام، أن يجعل من السهل اتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين.
وفيما يلي بعض الأطعمة التي يمكن تضمينها في نظام غذائي صحي خالٍ من الجلوتين:
-
اللحوم والدواجن والمأكولات البحرية
-
البيض
-
الألبان
-
ثمار
-
الحبوب الخالية من الجلوتين، مثل الكينوا والأرز والحنطة السوداء والدخن
-
الخضروات
-
البقوليات
-
الجوز
-
الدهون الصحية
-
الأعشاب والتوابل
وفي حالة الشك في احتمال الإصابة بمرض حساسية القمح، يجب استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، وتحديد مدى ضرورة اتباع نظام غذائي خالي من الجلوتين.
كما يجب التأكد من عدم البدء في اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين قبل عمل الفحوصات الخاصة بمرض حساسية القمح، لأنه قد يؤثر في نتائج التحاليل.
ملخص:
يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي خال من الجلوتين، في تقليل أعراض مرض حساسية القمح.
ويجب تجنب المنتجات التي تحتوي على القمح والشعير والجاودار والحنطة، واستبدالها بأطعمة كاملة خالية من الجلوتين بشكل طبيعي.
#11 الرسالة الرئيسية :
يعد مرض حساسية القمح حالة خطيرة، يهاجم فيها الجهاز المناعي الأمعاء الدقيقة نتيجة لتناول الجلوتين.
وإذا ترك هذا المرض دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى العديد من الآثار الجانبية الضارة، بما في ذلك مشاكل الجهاز الهضمي ونقص التغذية وفقدان الوزن والتعب.
وفي حالة الشك في الإصابة بمرض حساسية القمح، ينصح باستشارة الطبيب وعمل الفحوصات اللازمة.
كما أنه من الممكن أن يساعد اتباع نظام غذائي خال من الجلوتين، مرضى حساسية القمح في إدارة وتقليل الأعراض المصاحبة له.