على الرغم من أنني ناضلت بتناول الأطعمة الصحية و أوشكت على الوصول الى هدفي في الوزن لسنوات، الا انني كنت متشككة دائماً في أسماء الحميات الغذائية الطنانة مثل ” حمية التخلص من السموم” أو ” حمية التطهير”. و هذا لأنني أعلم أن التقييد الغذائي لا يؤدي إلى الحصول على نتائج جيدة . ففي أحسن الأحوال، لن تدم نتائجه طويلا؛ وينتهي في أسوأ الأحوال بالنهم المفرط. بالإضافة إلى أن احتساء العصير فحسب في وجبة العشاء لا يناسبني – و لا حتى تناول أكلة الباد تاي التايلندية خمس ليال في الأسبوع، فقد جربت ذلك من قبل و لم أصل إلى أي نتائج ملحوظة.
كثيرا ما تساءلت عما إذا كانت هناك طريقة أو زر لإعادة ضبط التغذية – شيئاً من شأنه أن يلهمني إلى تبني عادات صحية أكثر من خلال البدء بصفحة نظيفة – دون الاضطرار إلى تحمل الحرمان التام. ووفقاً لمحبي حمية التطهير بالحساء الشائعة، فإن أمامي فرصة.
الفكرة العامة لهذه الحمية مشابهة لفكرة التطهير بالعصير، ولكني كنت أقل تململاً بخصوص هذه الحمية لأن الحساء طعاماً حقيقياً (ليس عصيراً أو مسحوقاً غريباً). كما أن هناك العديد من الشركات المختلفة التي سوف تقوم بتسليم أنواع الحساء المطلوبة للتطهير إلى عتبة دارك، أو يمكنك اتباع الوصفات لصنع الحساء المطهر بنفسك. ولكنني اخترت الخيار الأسهل، فقد سجلت نفسي في إحدى شركات صنع الحساء مثل شركة Soupure التي تقدم عبوات الحساء المعتمدة ذات المظهر الأنيق . إن عدم الاضطرار إلى طهي الحساء بنفسي سوف يزيد من فرص التزامي بهذه الحمية . وكان يبدو أن كل لون على قائمة الحساء التي تحمل ألوان قوس قزح يشير إلى نكهة الحساء.
لقد قمت باختيار باقة التطهير في ثلاثة أيام، والتي تبدو بأنها سهلة الاتباع لقصر مدتها . ففي كل يوم، أصبح لدي خمسة أنواع من الحساء القائم على الأطعمة الكاملة ، وكانت أصناف الحساء لها اسماء عصرية مثل “Protect and Infuse” ، بالإضافة إلى اثنين من المياه القلوية المنكهة التي من المفترض أنها ترفع مستوى الـ pH (الرقم الهيدروجيني) في الجسم لتساعدك على حرق الدهون.
كان صباحي يبدأ باحتساء ماء الليمون (الذي له تأثير قلوي، على الرغم من حموضته) ، يليه طبق من الحساء النباتي ومزيج من الفواكه. ثم يأتي دور حساء الخضروات المحبوب في وجبة الغداء، ثم حساء آخر في فترة ما بعد الظهر ، و بيوريه الخضروات المهروسة (الشبيه بوجبة الغداء) للتناول في وجبة العشاء. في ما بينهما، تم تشجيعي على شرب الكثير من الماء وتناول وجبات خفيفة منخفضة السعرات الحرارية مثل المكسرات أو الفاصوليا إذا شعرت بالجوع.
كنت آمل أنه بعد مرور ثلاثة أيام من التحلي بالشجاعة و تناول الحساء السائل، انني سأكون على استعداد للحفاظ على نظام غذائي صحي أكثر، وانني سوف أشعر بالحيوية ، وأتخلص من بضع أرطال من خلال هذه العملية. وإليكم ما حدث :
#1 انتابني شعور جيد لعدم تناولي الكثير من الكربوهيدرات:
عندما يتعلق الأمر بالطعام، دعنا نقول فقط إن لديّ ميل نحو الكربوهيدرات المكررة مثل : المكرونة ، الخبز الأبيض ، كعك البيجل ، حبوب السيريال المسكرة. وعندما أحس بالجوع، أذهب لإشباع نفسي فورياً بغض النظر عن القيمة الغذائية للطعام ، وهذه العادة غالباً ما كانت تمنحني الشعور بالخمول والكسل بعد تناول الوجبات. أنا لا أكره الكربوهيدرات - بالعكس أنا من أشد المعجبين بها وسوف أكون من محبيها دائما. لكنني شعرت أنني أكثر نشاطاً وأن حركتي أكثر خفة طوال اليوم و بشكل ملحوظ ، عندما بدّلت الأطعمة المصنعة بحساء الخضروات الغني. عدم انخفاض نسبة السكر في دمي بشكل مفاجئ كان يعني أيضا إن الشعور برغبة ملحة في تناول بعض الاطعمة أصبح أقل . لكن البداية لم تكن سهلة؛ في نهاية اليوم الأول، فقد برزت مقلتاي على غرار الرسوم المتحركة عندما مررت أمام مخبز. لكن في اليوم الثالث، لم أشعر بالحرمان أو بانني افتقد تناول بعض الأطعمة.
إن برنامج حمية التطهير المخطط له مسبقاً و الذي كان يوفر لي الوجبات الجاهزة ساعدني كثيراً على الالتزام ، نظرًا لأن وجباتي أصبحت أسرع في التحضير من تحضير شطيرة على سبيل المثال. و أحد الأسباب التي لا تشجعني على تناول الوجبات المتوازنة بشكل منتظم هي أن تحضير هذه الوجبات يستغرق وقتاً طويلاً بكل بساطة. مع الحساء المسبق الصنع، لا توجد جلبة، ولا طبخ، ولا تنظيف، فكل ما علي فعله هو تناول الطعام.
#2 لقد أحسست حقاً بالامتلاء :
لقد توقعت أن ثلاثة أيام من تناول الحساء سوف تعني ثلاثة أيام من الشعور بالجوع، لكنني كنت أشعر بالشبع طوال الوقت تقريباً. أنا متأكدة من أن تناول طبق من الحساء كل ساعتين قد ساعدني، وشعرت كما لو أنني كنت أتناول طعاماً حقيقياً ، وليس ماء فلفل الكايين الحريف الذي تروج له بعض الحميات. كانت وجبة الغداء في يومي الأول عبارة عن حساء كريمي بالبازلاء و الكلوروفيل، و التي كانت شهية للغاية حتى انني قد أطلبها في أي يوم عادي غير أيام حمية التطهير. وكان حساء الحمص والعدس و الذي تناولته في غداء اليوم الثالث يحتوي على قطع من الخضروات الكاملة ، والتي كان من الممتع قضمها بصوت عالٍ.
بقول هذا، على الاعتراف بأن بعض أنواع الحساء كان أطيب بكثير عن غيرها. كان حساء الكونسوميه consomme ( لقد قمت بطلب تشكيلة الحساء النباتية ) الذي من المفترض أن أتناوله كل صباح و بعد الظهر ماصخ جداً ولم يشعرني بالشبع، و جعلني أكره فكرة تناول حساء المرق كوجبة أولى زائفة في بداية اليوم. (وانتهى بي الأمر بأنني تناولت نصف طبق الحساء فحسب في اليوم الثاني، وحذفت الفكرة بالكامل في اليوم الثالث ، مما جعلني أكثر جوعاً بقليل بين الوجبات).
#3 لقد تفاجأت بشكل سار من وجود أنواع مختلفة من الحساء :
لم أقم من قبل بعملية التطهير بالعصيرمطلقاً، ولكن في عملية التطهير بالحساء ، يبدو أن تناول الحساء يقدم المزيد من القيمة الغذائية والمزيد من الخيارات. احتوت القائمة على مجموعة متنوعة من حساء قطع الخضار ، بيوريه الخضار المهروس الناعم ، حساء الكونسوميه المركّز، و خلطات من الفواكه والتي كانت تشبه مشروبات السموثي. وكانت قائمة طعام كل يوم تحتوي على كل من الوجبات الساخنة والباردة ، مما يعني أنه يمكنني أخذ واحدة من الثلاجة وتناولها أثناء التنقل ، أو تسخينها على الموقد بسرعة والجلوس لتناول وجبة لائقة.
كان الخليط المفضل لدى هو خليط سوبر هيرو أو Superhero، وهو عبارة عن خليط مصنوع في الأساس من شاي الهندباء و حليب اللوز و مضاف اليه المكسرات والبذور، وجذور الماكا ، و فطر الكورديسيبس و الرايشي. ولقد استمتعت حقا بتناول هذه الوجبة الخفيفة التي لها نكهة جوزية لذيذة.
#4 شعرت بالانتفاخ ( والانزعاج قليلاً ) :
لا أستطيع أن أقول أنني لم أفتقد الإحساس بتناول الطعام الصلب. على الرغم من أنني لم أفتقر إلى المغذيات أو السعرات الحرارية ، إلا أن التفكير في أن تناولي للطعام مقتصر على السوائل فقط جعلني أشعر بأنني كنت أقيّد نفسي، وهو ما لم يجعلني في أفضل حالاتي المزاجية و جعلني نزقة قليلاً.
خلال بعض الوجبات، كنت اتناول الحساء بشكل متعطش وبسرعة كبيرة. ولم يعتّد جسمي على مقدار السوائل التي كنت أستهلكها أو السرعة التي أتناولها بها، مما جعلني أشعر بالانتفاخ في اليومين الثاني والثالث.
#5 لم يتغير وزني :
لم أخسر أي وزن أثناء اتباعي لحمية التطهير بالحساء، الأمر الذي لم يكن مفاجئاً تماماً بما أن هذه الحمية كانت لمدة ثلاثة أيام فقط ولأنني لم أخفض مدخولي من السعرات الحرارية بشكل كبير. ولكن ما فعلته بشكل مختلف خلال ذلك الوقت هو أنني تناولت الطعام تبعا لجدول زمني، مما جعل يومي مليئاً بعدة وجبات صغيرة بدلاً من الاستجابة إلى الرغبة الملحة في تناول بعض الأطعمة أو الجوع الشديد كما كنت أفعل عادةً ( بتناول الأطعمة المصنعة الجاهزة، والأطعمة منخفضة التغذية ).
كما انني فكرت كثيراً في ما كنت أضعه في جسمي و الوقت الذي كنت أفعل به ذلك، وإلى حد ما، حافظت على هذا الأمر منذ أن انتهيت من حمية التطهير. إن أخذ استراحة من الأطعمة المصنعة قلل من رغبتي الشديدة في تناولها ،مما سمح لي بالاستمرار في اتباع بعض العادات الصحية التي بدأت في تبنيها. على سبيل المثال، لقد أحببت الطريقة التي كنت أشعر فيها بالحيوية بعد الاستمتاع بمخفوق السوبر هيرو الذي يحتوي على المكسرات المقرمشة ، لذلك اشتريت بعض المكسرات لتناولها كوجبة خفيفة بين الوجبات الرئيسية. أحببت أيضاً الشعور بالشبع بدون الاحساس بالخمول و الثقل، لذلك كنت أحاول أن أكل ما يكفي فقط كل بضع ساعات للحفاظ على رضا و اكتفاء معدتي و حاسة التذوق لدي.
لا أعتقد أن تناول الحساء يمكن أن يكون اسلوب حياة مستدام على المدى الطويل، ولا أؤمن بأن استبدال الأطعمة الصلبة بالمأكولات السائلة أو العصائر قد يكون طريقة أو نظام غذائي فعال لخسارة الوزن. ولكن مقارنة ببعض أساليب التطهير الأخرى، فإن نظام التطهير الحساء كان سهلاً بما فيه الكفاية للالتزام به، و كان مشبعاً بشكل كافي حتى لا تكرهه تماماً، وطريقة جيدة لاتباع أسلوب أكثر صحة و وعياً في تناول الطعام.