حساسية اللاكتوز – الأسباب والأعراض والعلاج

إن حساسية اللاكتوز هي اضطراب في الجهاز الهضمي بسبب عدم القدرة على هضم اللاكتوز ، وهو نوع الكربوهيدرات الرئيسي في منتجات الألبان.

يمكن أن تسبب هذه الحساسية أعراضًا مختلفة ، بما في ذلك : الانتفاخ ، والإسهال ، والتشنجات البطنية.

إن الأشخاص الذين يعانون من حساسية  اللاكتوز لا ينتجون كمية كافية من إنزيم اللاكتاز (Lactase) ، الذي يحتاجه الجسم لهضم اللاكتوز.

يعتبر اللاكتوز من المركبات السكرية الثنائية disaccharide ، وهذا يعني أنه يتكون من نوعين من السكريات. ويتكون من جزيء واحد من كلاً من السكريات البسيطة الجلوكوز والجلاكتوز.

يحتاج الجهاز الهضمي انزيم اللاكتيز لتكسير اللاكتوز إلى جلوكوز وجلاكتوز ، حتى يمكن بعد ذلك امتصاصهما في مجرى الدم واستخدامهما كمصدر للطاقة.

في حال عدم وجود قدر كاف من انزيم اللاكتاز ، ينتقل اللاكتوز عبر الأمعاء وهو غير مهضوم ويسبب أعراض هضمية مزعجة (2 ، 3 ، 4).

كما يوجد اللاكتوز أيضاً في حليب الثدي ، ويولد جميع البشر تقريباً ولديهم القدرة على هضمه. من النادر جداً رؤية حساسية اللاكتوز لدى الأطفال دون سن الخامسة.

في وقتنا الحالي ، يعاني حوالي 75 ٪ من سكان العالم من حساسية اللاكتوز. لكن تختلف هذه النسبة بشكل كبير بين البلدان.

هناك نوعان رئيسيان من حساسية اللاكتوز ، و لكلاهما أسباب مختلفة.

حساسية اللاكتوز الأساسية :

تعتبر حساسية اللاكتوز الأساسية النوع الأكثر شيوعًا. وتنتج عن انخفاض في إنتاج إنزيم اللاكتاز مع التقدم في العمر ، لذلك تصبح قدرة الجسم على هضم اللاكتوز ضعيفة.

قد يحدث هذا النوع من حساسية اللاكتوز بشكل جزئي بسبب العوامل الوراثية والجينات ، لأن هذا النوع من الحساسية يكون أكثر شيوعاً في بعض المجموعات السكانية عن غيرها.

قدرت الدراسات السكانية أن حساسية اللاكتوز تؤثر على نسبة 5-17٪ من الأوروبيين ، حوالي 44٪ من الأمريكيين ، و 60-80٪ من الأفارقة والآسيويين (1).

حساسية  اللاكتوز الثانوية:

تعتبر حساسية اللاكتوز الثانوية من الأمور نادرة الحدوث. يكون السبب ورائها هو المرض ، مثل الاصابة بميكروب في المعدة ، أو الاصابة بحالة صحية أكثر خطورة مثل مرض الاضطرابات الهضمية celiac disease. وذلك لأن وجود التهاب في جدار الأمعاء يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مؤقت في إنتاج إنزيم اللاكتاز.

إذا لم تتم معالجتها بشكل صحيح ، يمكن أن تسبب حساسية اللاكتوز في حدوث مشاكل هضمية حادة.

أكثر أعراض حساسية اللاكتوز شيوعًا هي:

• - الانتفاخ.
• - المغص.
• - الغازات.
• -الإسهال.

يعاني بعض الأشخاص أيضاً من حاجة ملحة في الذهاب إلى المرحاض ، والغثيان ، والتقيؤ ، والألم في أسفل البطن ، والإمساك في بعض الأحيان.

كما يحدث الإسهال بسبب وجود اللاكتوز غير المهضوم في الأمعاء الدقيقة ، مما يؤدي إلى انتقال الماء في مسار الجهاز الهضمي.

حالما يصل سكر اللاكتوز إلى القولون ، يتم تخميره من قبل البكتيريا الموجودة في الأمعاء ، مما يشكل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة والغازات. يؤدي هذا إلى الاصابة بالانتفاخ ، وانتفاخ البطن والألم.

قد تختلف شدة الأعراض اعتمادًا على كمية اللاكتوز التي يمكنك تحملها والكمية التي تناولتها منه (5).

يعتبر الحليب ومنتجاته من الأغذية الغنية بالمغذيات عالية ومن المصادر المهمة للغاية للحصول على البروتين والكالسيوم والفيتامينات مثل فيتامين أ ، ب 12 ، د.

هذه التركيبة الغذائية مفيدة جداً لصحة العظام (6).

ترتبط اضافة الألبان الى نظامك الغذائي بالكثافة العالية من المعادن في العظام ، والتي قد تساعد في تقليل خطر الاصابة بكسور العظام مع التقدم في العمر.

كما تم ربط منتجات الألبان بانخفاض خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني والسمنة (7 ، 8).

ومع ذلك ، قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز إلى تقليل استهلاكهم من / إقصاء منتجات الألبان من وجباتهم الغذائية ، وربما يؤدي هذا الاستغناء إلى افتقارهم لبعض العناصر الغذائية المهمة.

يمكن العثور على اللاكتوز في منتجات الألبان والمنتجات التي تحتوي على الحليب.

أغذية الألبان التي تحتوي على اللاكتوز :

تحتوي منتجات الألبان التالية على اللاكتوز:

• - الحليب البقري (جميع الأنواع).
• - حليب الماعز.
• - الجبن (بما في ذلك الجبن الصلب والطري).
• - الأيس كريم.
• - الزبادي.
• - الزبدة.

الأطعمة التي أحياناً ما تحتوي على اللاكتوز :

من الأطعمة التي تحتوي على أحد أشكال منتجات الألبان كمكون قد تحتوي أيضًا على اللاكتوز ، بما في ذلك:

• - الأطعمة المصنوعة من الصلصة الحليبية ، مثل الكيش.
• - البسكويت والكعك.
• - الشوكولاتة والحلويات.
• - الخبز والمخبوزات.
• - الكيك.
• - حبوب الإفطار (السيريال).
• - أصناف الحساء الفورية والصلصات.
• - اللحوم المصنعة ، مثل لحم الخنزير المقدد أو النقانق (السجق).
• - الوجبات الجاهزة.
• - الصلصات والمرق.
• - رقائق البطاطس ، والمكسرات وخبز التورتيلا ذو النكهات.
• - الحلويات والكاسترد.

أسماء أخرى لمنتجات الألبان المضافة إلى الأطعمة :

يمكنك التحقق مما إذا كان المنتج يحتوي على منتجات الألبان من خلال النظر إلى ملصق المكونات.

على قوائم المكونات ، يمكن إضافة الحليب أو منتجات الألبان على النحو التالي:

• - حليب.
• - مواد الحليب الصلبة.
• - حليب مجفف.
• - مصل اللبن.
• - بروتين مصل اللبن (الواي).
• - كازين الحليب.
• - الرواء (كوردس).
• - سكر الحليب.
• - مخيض اللبن.
• - جبن.
• - ملت الحليب.
• - مواد الحليب الجاف الصلبة.
• - الكريمة الحامضة.
• - مركز بروتين مصل اللبن (مركز الواي).
• - مشتقات الحليب.

لكن لا ينبغي الخلط إذا كان المنتج يحتوي على حمض اللاكتيك، أو اللاكتبلومين أو اللاكتيت أو الكازين. فهذه المكونات ليست من مكونات اللاكتوز.

تحتوي جميع منتجات الألبان على سكر اللاكتوز ، لكن هذا لا يعني أنها ممنوعة تمامًا للأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز.

يمكن لمعظم الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز تحمل كميات صغيرة من اللاكتوز. على سبيل المثال ، يمكن لبعض الناس تحمل كمية صغيرة من الحليب في الشاي ، ولكن ليس الكمية التي قد تضيفها إلى زبدية من حبوب السيريال.

ويعتقد أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز يمكنهم تحمل ما يصل إلى 18 جرام من اللاكتوز موزعة على مدار اليوم (9).

في الواقع ، أظهرت الأبحاث أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز يمكنهم تحمل ما يصل إلى 12 جرام من اللاكتوز في وجبة واحدة ، وهو ما يعادل تقريباً الكمية في كوب واحد (230 مل) من الحليب.

بعض أنواع منتجات الألبان منخفضة بشكل طبيعي في اللاكتوز عند تناولها في الحصص التقليدية. على سبيل المثال تحتوي الزبدة على 0.1 جرام فقط من اللاكتوز لكل 20 جرام منها.

تحتوي أنواع معينة من الجبن أيضًا على أقل من 1 جرام من اللاكتوز لكل حصة. وهذا يشمل الجبن : الشيدر ، والسويسري ، والكولبي ، مونتيري جاك ، والموتزاريلا.

ومن المثير للاهتمام أن الزبادي يميل إلى التسبب في أعراض أقل لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز مقارنة بالأنواع الأخرى من منتجات الألبان (10 ، 11).

تعرف أيضاً على 6 من منتجات الألبان التي لا تؤثر على من يعانون من حساسية اللاكتوز).

أن منتجات الألبان من المصادر الممتازة للحصول على الكالسيوم ، ولكن تناول الألبان ومشتقاتها ليس ضروريًا.

فلا يزال من الممكن الحصول على نظام غذائي صحي للغاية بدون منتجات الألبان. تحتاج فقط إلى تضمين الأطعمة الأخرى التي تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم.

الكمية المُوصى باستهلاكها من الكالسيوم هي 1000 ملغ في اليوم.

من المصادر الجيدة للكالسيوم غير منتجات الألبان:

- الأطعمة المدعّمة بالكالسيوم: هناك العديد من الأطعمة المدعّمة بالكالسيوم ، بما في ذلك : العصائر والخبز والحليب النباتي مثل حليب اللوز أو الصويا أو حليب الشوفان. رج العبوة جيداً قبل الاستخدام ، لأن الكالسيوم يمكن أن يترسب في قاع العبوة.

- الأسماك المعلبة غير المخلية : تحتوي الأسماك المعلبة مع العظام ، مثل السردين على نسبة عالية في الكالسيوم.

- الأطعمة الغنية بالكالسيوم : تحتوي العديد من الأغذية النباتية على كميات معقولة من الكالسيوم. ومع ذلك ، فإن هذا الكالسيوم غالباً ما يتم امتصاصه بشكل سيء بسبب وجود بعض المغذيات مثل الفايتات phytate والأوكسلات oxalate.

فيما يلي قائمة بالأطعمة الخالية من اللاكتوز ، الغنية بالكالسيوم المتوفر بيولوجيًا :

الحليب الخالي من مشتقات الألبان و المعزز بالكالسيوم: 300 ملغ من الكالسيوم في 8 أوقية (240 مل).

1. - عصير الفاكهة أو الخضار المعزز: 300 مجم من الكالسيوم في 8 أوقية (240 مل).
2. - التوفو المعزز: 200 مجم من الكالسيوم في 1 ½ كوب..
3. - أوراق الكولارد الخضراء المطبوخة: 200 ملغ من الكالسيوم في حصة من ½ كوب.
4. - التين المجفف: 100 مجم من الكالسيوم في عدد 5 حبات من التين.
5. - الكيل (الكرنب المجعد): 100 ملغ من الكالسيوم في ½ كوب.
6. - البروكلي: 100 ملغ من الكالسيوم في ½ كوب.
7. - فول الصويا: 100 ملغ من الكالسيوم في ½ كوب.
8. - التيمبة: 75 ملغ كالسيوم في ¼ كوب.
9. - أوراق الخردل المطبوخة: 75 مجم من الكالسيوم في ½ كوب.
10. - زبدة اللوز: 75 ملغ من الكالسيوم في 2 ملعقة كبيرة.
11. - الطحينة: 75 ملغ من الكالسيوم في 2 ملعقة كبيرة.

تعرف أيضاً على أفضل الأطعمة الغنية بالكالسيوم و التي لا تحتوي على مشتقات الألبان).

إذا كنت لا تريد الاستغناء عن منتجات الألبان ، فهناك بعض العلاجات الطبيعية التي يمكن أن تساعد جسمك على هضم اللاكتوز.

المكملات الانزيمية :

من الممكن شراء الإنزيمات للمساعدة على هضم اللاكتوز. من الممكن ابتلاع هذه الأقراص أو اضافتها إلى الأطعمة والمشروبات.

ومع ذلك ، يبدو أن فعالية هذه المنتجات تختلف من شخص لآخر.

قد تكون مكملات إنزيم اللاكتاز فعالة جداً بالنسبة لبعض الناس.

حيث فحصت إحدى الدراسات آثار ثلاثة أنواع مختلفة من مكملات اللاكتاز في الأشخاص الذين لديهم حساسية اللاكتوز ، والذين تناولوا 20 أو 50 جرامًا من اللاكتوز (12).

وبالمقارنة مع العلاج الوهمي ، فإن جميع مكملات اللاكتاز الثلاثة تحسن الأعراض الكلية عند تناولها مع 20 جرام من اللاكتوز.

ومع ذلك ، لم تكن هذه المكملات فعالة عند تناول حصة أعلى من 50 غراماً من اللاكتوز.

التعرض للأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز :

إذا كنت تعاني من حساسية اللاكتوز ، فإن تناول اللاكتوز بانتظام في نظامك الغذائي يمكن أن يساعد جسمك على التكيف معه (13).

حتى الآن ، الدراسات التي أجريت حول هذه الفرضية قليلة ومتباعدة ، ولكن الدراسات الأولية أظهرت بعض النتائج الإيجابية.

في دراسة واحدة صغيرة ، اختبر تسعة أفراد من الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز زيادة بقدر ثلاث مرات في إنتاج اللاكتاز بعد 16 يومًا من تناول اللاكتوز (14).

هناك حاجة لإجراء تجارب أكثر دقة قبل التوصية باستهلاك اللاكتوز ، ولكن قد يكون من الممكن تدريب الأمعاء على تحمل و هضم اللاكتوز.

البروبيوتك والبريبيوتك :

أن البروبيوتيك Probiotics هي كائنات دقيقة توفر فوائد صحية عند استهلاكها (15).

أما البريبيوتك Prebiotics فهي أنواع من الألياف التي تقوم بدور الغذاء لهذه البكتيريا. فهي تطعم البكتيريا النافعة التي تمتلكها بالفعل في أمعائك ، حتى تزدهر وتصبح أكثر نفعاً.

وقد ثبت أن كل من البروبيوتك والبريبيوتك تقلل من أعراض عدم تحمل اللاكتوز ، على الرغم من أن معظم الدراسات التي أُجريت حتى الآن تعتبر صغيرة.

قد تكون بعض أنواع البروبيوتك والبريبيوتك أكثر فعالية من غيرها للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز (16).

ويعتقد أن واحدة من أكثر أنواع البروبيوتيك فائدة هي "بكتيريا البيفيدو Bifidobacteria" ، والتي عادة ما تتواجد في أنواع الزبادي و المكملات الغذائية التي تحتوي على البروبيوتيك.