تعتبر زبدة الفول السوداني واحدة من أكثر الأكلات القابلة للدهن شعبية وإنتشاراً في العالم.
فهي معروفة بمذاقها اللذيذ وقوامها الرائع الذي يلتصق بسقف فمك قبل أن تذوب تماماً. أو على الأقل ، هذه هي الطريقة التي يصف بها ذواقة الأطعمة زبدة الفول السوداني الشهية.
بالطبع ، لا يمكن للجميع الاستمتاع بتناول الفول السوداني. فبعض الناس يعانون من الحساسية تجاه الفول السوداني ، ويمكن أن يؤدي تناول هذا النوع من المكسرات حتى إلى الوفاة لدى نسبة صغيرة جداً من الأشخاص (1).
ولكن هل تعتبر زبدة الفول السوداني غير صحية لنسبة 99% المتبقية من الأشخاص ؟ فلنكتشف ذلك :
#1 ما هي زبدة الفول السوداني ؟
تعد زبدة الفول السوداني من الأغذية الغير مصنعة نسبياً.
وهي في الأساس عبارة عن فول سوداني فحسب ، والذي غالبا ما يتم تحميصه وطحنه حتى يتحول إلى معجون.
لكن على الرغم من ذلك ، لا ينطبق هذا على العديد من العلامات التجارية المنتجة لزبدة الفول السوداني التي تحتوي على المكونات المضافة المختلفة ، مثل السكر والزيوت النباتية وحتى الدهون غير المشبعة. (تعرف على أفضل وأسوأ أنواع زبدة الفول السوداني)
وقد تم ربط تناول الكثير من السكر المضاف والدهون غير المشبعة بالعديد من المشاكل الصحية المختلفة ، مثل أمراض القلب (2).
عوضاً عن شراء الوجبات السريعة غير الصحية ، يمكنك إختيار زبدة الفول السوداني الطبيعية. يجب أن لا تحتوي الأنواع الطبيعية الصحية على أي شيء سوى الفول السوداني ، وربما القليل من الملح.
على أي حال ، يجب أن تكون التأثيرات الصحية لتناول الفول السوداني العادي مطابقة تقريباً لاَثار تناول زبدة الفول السوداني ، لأنها في الأساس مجرد حبوب فول سوداني مطحونة.
الملخص :
أن زبدة الفول السوداني هي في الأساس عجينة مصنوعة من حبوب الفول السوداني المطحونة. قد تحتوي العديد من المنتجات ذات الجودة المنخفضة على الزيوت النباتية والسكر المضاف أيضاً .
#2 تعد مصدراً جيداً للبروتين :
تعتبر زبدة الفول السوداني مصدراً متوازناً للطاقة ، فهي تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية الثلاثة. حيث يحتوي 100 جرام من زبدة الفول السوداني على :
- الكربوهيدرات : 20 جراماً من الكربوهيدرات (13% من السعرات الحرارية) ، 6 منها من الألياف.
- البروتين : 25 جراماً من البروتين (15% من السعرات الحرارية) ، وهى نسبة كبيرة وجيدة جداً بالمقارنة مع معظم الأطعمة النباتية الأخرى.
- الدهون : 50 جراماً من الدهون ، أي ما يعادل نسبة 72% من السعرات الحرارية.
على الرغم من أن زبدة الفول السوداني غنية بالبروتين ، إلا أنها تحتوي على نسبة منخفضة من المثيونين وهو أحد الأحماض الأمينية الأساسية.
تنتمي حبوب الفول السوداني إلى عائلة البقوليات ، والتي تشمل أيضاً الفاصوليا والبازلاء والعدس. ويحتوي بروتين البقوليات على نسبة أقل بكثير من الميثيونين والسيستين مقارنة بالبروتين الحيواني.
وبالنسبة لأولئك الذين يعتمدون على زبدة الفول السوداني أو البقوليات كمصدر رئيسي للبروتين ، يعد نقص الميثيونين خطراً حقيقياً.
من ناحية أخرى ، تم افتراض أن انخفاض الجرعة المتناولة من الميثيونين قد يكون له بعض الفوائد الصحية.
حيث أظهرت الدراسات أنه قد يزيد من عمر الفئران والجرذان ، لكن من غير الواضح ما إذا كان يعمل بنفس الطريقة على البشر (3 ، 4).
للاطلاع على الأطعمة النباتية الغنية بالبروتين لمتبعي الحميات النباتية ، يمكنك قراءة : 18 من الخضروات الغنية بالبروتين وكيفية تناول المزيد منها.
الملخص :
تتكون زبدة الفول السوداني من حوالي 25% من البروتين ، مما يجعلها مصدراً ممتازاً للبروتين النباتي. لكن على الرغم من ذلك ، تعد زبدة الفول السوداني مصدراً ضعيفاً للأحماض الأمينية الأساسية مثل الميثيونين.
#3 تحتوي على نسبة منخفضة من الكربوهيدرات :
تحتوي زبدة الفول السوداني النقية والطبيعية على 20% فقط من الكربوهيدرات ، مما يجعلها من الأطعمة المناسبة للنظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات.
كما أنها تسبب ارتفاعا منخفضاً جداً في نسبة السكر في الدم ، لذا فهي خيار مثالي للأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني.
حيث أظهرت إحدى الدراسات الرصدية أن تناول النساء لزبدة الفول السوداني 5 مرات أو ما يزيد عن ذلك في خلال الأسبوع الواحد ، خفض من خطر تعرضهن للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 21% (5).
وقد نسبت هذه الفوائد جزئياً إلى حمض الأوليك ، وهو أحد الدهون الرئيسية في الفول السوداني. كما قد تلعب مضادات الأكسدة دوراً هاماً أيضاً .
الملخص :
تحتوي زبدة الفول السوداني على نسبة منخفضة من الكربوهيدرات ، مما يجعلها من الأطعمة المناسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني ، أو أولئك الذين يتبعون نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات.
#4 غنية بالدهون الصحية :
تعتبر زبدة الفول السوداني من الأطعمة الغنية جداً بالدهون ، حيث يحتوي كل 100 جرام منها على 588 سعراً حرارياً.
على الرغم من احتوائها على نسبة عالية من السعرات الحرارية ، إلا أن تناول كميات معتدلة من زبدة الفول السوداني الطبيعية أو حبوب الفول السوداني الكاملة يعد أمراً جيداً وصحياً عند إتباع نظام غذائي لخسارة الوزن (6).
حيث يتكون نصف محتوى الدهون في زبدة الفول السوداني من حمض الأوليك ، وهو نوع صحي من الدهون الأحادية غير المشبعة التي توجد أيضاً بكميات كبيرة في زيت الزيتون.
تم ربط حمض الأوليك بالعديد من الفوائد الصحية ، مثل تحسين الحساسية تجاه الأنسولين (7).
كما تحتوي زبدة الفول السوداني أيضاً على القليل من حمض اللينوليك ، وهو من أحماض أوميجا 6 الدهنية الأساسية والمتوفرة في معظم الزيوت النباتية.
تقترح بعض الدراسات أن تناول كميات كبيرة من أحماض أوميجا 6 الدهنية قد يزيد من الإلتهابات وخطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
ومع ذلك ، لم يقتنع كل العلماء بهذه الادعاءات. حيث تشير الدراسات عالية الجودة إلى أن حمض اللينوليك لا يؤدي إلى رفع مستويات الدم من علامات الالتهابات ، مما يثير الشكوك حول هذه النظرية.
الملخص :
تعتبر زبدة الفول السوداني الطبيعية مصدراً جيداً للدهون الصحية. على الرغم من أن هناك عدد من الدراسات التي أثارت بعض المخاوف حول محتواها من حمض اللينوليك أوميجا 6 ، إلا أن هناك عدد محدود من الأدلة التي تبرر مثل هذه المخاوف والادعاءات.
#5 زبدة الفول السوداني غنية إلى حد كبير بالفيتامينات والمعادن :
أن زبدة الفول السوداني من الأطعمة المليئة بالمغذيات إلى حد كبير. حيث يحتوى كل 100 جرام منها على العديد من الفيتامينات والمعادن، مثل :
- فيتامين (هـ) : 45% من الجرعة الموصى بتناولها يومياً.
- فيتامين ب3 (النياسين) : 67% من الجرعة الموصى بتناولها يومياً.
- فيتامين (ب6) : 27% من الجرعة الموصى بتناولها يومياً.
- حمض الفوليك : 18% من الجرعة الموصى بتناولها يومياً.
- المغنيسيوم : 39% من الجرعة الموصى بتناولها يومياً.
- النحاس : 24% من الجرعة الموصى بتناولها يومياً.
- المنجنيز : 73% من الجرعة الموصى بتناولها يومياً.
كما تحتوي على نسبة عالية من البيوتين و على كميات معقولة نسبياً من فيتامين (ب5) ، والحديد ، والبوتاسيوم ، والزنك ، والسيلينيوم.
بالرغم من ذلك ، يجب أن تدرك أن هذا هو المحتوى الغذائي في حصة من 100 جرام ، والتي تحتوي أيضاً على 588 سعراً حرارياً.
إن ارتفاع عدد السعرات الحرارية في زبدة الفول السوداني يجعلها أقل تغذية ونفعاً مقارنة بالأغذية النباتية منخفضة السعرات الحرارية مثل السبانخ والبروكلي.
الملخص :
على الرغم من أن زبدة الفول السوداني غنية بالعديد من الفيتامينات والمعادن الصحية ، إلا أنها تحتوي أيضاً على عدد كبير من السعرات الحرارية.
#6 زبدة الفول السوداني غنية بمضادات الأكسدة :
مثل معظم الأطعمة الحقيقية ، تحتوي زبدة الفول السوداني على أكثر من مجرد الفيتامينات والمعادن الأساسية.
فهي تحتوي أيضاً على الكثير من العناصر الغذائية الأخرى النشطة بيولوجياً والتي يمكن أن يكون لها بعض الفوائد الصحية.
أن زبدة الفول السوداني غنية جداً بمضادات الأكسدة مثل حمض كوماريك-ب، مما قد يقلل من التهاب المفاصل لدى الفئران (8).
كما أنها تحتوي على القليل من الريسفيراترول ، و الذي يرتبط تناوله بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب وغيرها من الأمراض المزمنة في الحيوانات (9 ، 10).
أن مركب الريسفيراترول له العديد من الفوائد المحتملة الأخرى ، على الرغم من أن الأدلة على البشر لا تزال محدودة.
الملخص :
زبدة الفول السوداني غنية بمضادات الأكسدة ، بما في ذلك حمض كوماريك-ب و مركب الريسفيراترول. تم ربط هذه المركبات النباتية بفوائد صحية مختلفة على الحيوانات.
#7 مصدر محتمل للأفلاتوكسين :
على الرغم من أن زبدة الفول السوداني مغذية جداً ، إلا أنها قد تحتوي أيضاً على بعض المواد التي قد تكون ضارة. ويتصدر قائمة هذه المواد ما يسمى بـ "الأفلاتوكسين" (11).
ينمو الفول السوداني تحت الأرض حيث يميل إلى تكوين خلايا على شكل تجمعات من العفن واسع التشعب والانتشار والذي يطلق عليه اسم "فطر الرشاشيات ". إن "فطر الرشاشيات" يعد مصدراً للأفلاتوكسينات ، وهى مادة مسرطنة جداً.
في حين أن البشر يقاومون إلى حد ما الآثار قصيرة الأجل من الافوكسيكسينات ، إلا إن ما يحدث في النهاية ليس معروفاً تماماً في هذه المرحلة.
وقد ربطت بعض الدراسات التي أجريت على البشر بين الأفلاتوكسين وسرطان الكبد وتوقف نمو الأطفال ، بالاضافة إلى التخلف العقلي.
ولكن هناك بعض الأخبار السارة. ووفقا لأحد المصادر ، تؤدي عملية تصنيع الفول السوداني وتحويله إلى زبدة الفول السوداني إلى تقليل مستويات الأفلاتوكسين بنسبة 89%.
بالإضافة إلى ذلك ، تراقب وزارة الزراعة الأمريكية كميات الأفلاتوكسين في الأطعمة وتتأكد من أنها لا تتجاوز الحدود الموصى بها.
الملخص :
قد تحتوي زبدة الفول السوداني على مستويات متفاوتة من الأفلاتوكسينات وهي مركبات سامة تتشكل بواسطة نوع معين من أنواع العفن. يرتبط الأفلاتوكسين بزيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد.
#8 الخلاصة :
تقدم زبدة الفول السوداني الكثير من الفوائد الصحية ، ولكن لها بعض السلبيات أيضاً.
فهي غنية إلى حد كبير بالمغذيات وتعد مصدراً جيداً للبروتين. كما أنها مليئة بالألياف والفيتامينات والمعادن ، على الرغم من أن هذا لا قد يبدو مهماً للغاية عند النظر إلى محتواها المرتفع من السعرات الحرارية.
من ناحية أخرى ، تعتبر زبدة الفول السوداني مصدراً محتملاً لمادة الأفلاتوكسين ، والتى يمكن أن ترتبط بظهور آثار ضارة على المدى الطويل.
في حين أنه لا ينبغي استخدام زبدة الفول السوداني كمصدر غذائي أساسي ورئيسي في النظام الغذائي ، إلا أنه قد يكون من المفيد تناولها بين الحين والآخر بكميات قليلة.
حيث تكمن المشكلة الرئيسية مع زبدة الفول السوداني فى صعوبة مقاومتها. أما إذا كنت تتناول كميات صغيرة فقط في كل مرة ، فمن المحتمل ألا يسبب تناولها أي ضرر.
إذا كنت تميل إلى تناول زبدة الفول السوداني بإفراط ، فقد يكون من الأفضل لك تجنبها تماماً. إذا كان بإمكانك تناولها بصورة معتدلة ، فاستمر فى الإستمتاع بتناول زبدة الفول السوداني بين الحين والآخر .
فمن غير المرجح أن يكون للاستهلاك المعتدل لزبدة الفول السوداني أي آثار سلبية كبيرة على الصحة طالما كنت تتجنب تناول الأطعمة السيئة حقاً مثل المشروبات الغازية المليئة بالسكر والأغذية المليئة بالدهون غير المشبعة وغيرها من الأطعمة السريعة غير المرغوب فيها والمصنعة إلى درجة كبيرة.