الملح الإنجليزي – الفوائد والاستخدامات والآثار الجانبية

يُعرف الملح الإنجليزي بكبريتات المغنيسيوم، وهو مركب كيميائي يتكون من المغنيسيوم والكبريت والأكسجين. وحصل على اسمه من منشأه في مدينة إبسوم بإنجلترا.

وعلى الرغم من الاسم، إلا إن الملح الإنجليزي مركب مختلف تمامًا عن ملح الطعام. وعلى الأرجح كان يطلق عليه "الملح" بسبب تركيبه الكيميائي. 

كما أن له مظهر مماثل لملح المائدة، وغالبًا ما يذوب في مياه الحمامات، ولهذا قد يعرف أيضًا باسم "ملح الاستحمام"،  وفي حين أنه يشبه ملح الطعام، إلا أن مذاقه مختلف تمامًا، وذو طعم مُر للغاية وغير مستساغ.

ولا يزال البعض يستهلكه عن طريق إذابته في الماء وشربه. ومع ذلك، وبسبب مذاقه، ربما لا توجد رغبة في إضافته إلى الطعام.

ومنذ القدم، تم استخدام هذا الملح لعلاج العديد من الأمراض مثل الإمساك، والأرق والألم العضلي التليفي. إلا أن آثاره على مثل هذه الحالات ليست مدروسة جيدا للأسف.

وتنسب معظم فوائد الملح الإنجليزي المبلغ عنها إلى المغنسييوم، وهو معدن لا يحصل عليه الكثير من الناس.

ملخص:

الملح الإنجليزي، المعروف أيضا باسم ملح الاستحمام أو كبريتات المغنيسيوم، عبارة عن مركب معدني يُعتقد أن له العديد من الفوائد الصحية.

عندما يذوب الملح الإنجليزي في الماء، فإنه يطلق أيونات المغنيسيوم والكبريتات. 

وتكمن الفائدة في أنه يمكن امتصاص هذه الجزيئات من خلال البشرة، مما يوفر للجسم المغنيسيوم والكبريتات، التي تخدم وظائف جسدية مهمة.

وعلى الرغم من الادعاءات، فلا يوجد دليل كافِ على أن المغنيسيوم أو الكبريتات يتم امتصاصها في الجسم من خلال الجلد (1).

ومع ذلك فإن الاستخدام الأكثر شيوعًا للملح الإنجليزي في الحمامات، حيث يذوب ببساطة في ماء الاستحمام. كما يمكن أيضًا وضعه مباشرة على البشرة أو تناوله عن طريق الفم كمكمل للمغنيسيوم أو ملين.

ملخص:

يذوب الملح الإنجليزي في الماء وبالتالي يمكن إضافته إلى ماء الاستحمام واستخدامه في مستحضرات التجميل. ومع ذلك، لا يوجد دليل على أن الجسم يمكن أن يمتص معادنه من خلال الجلد.

يدّعي كثير من الناس، بما في ذلك بعض المتخصصين في الرعاية الصحية، أن الملح الإنجليزي علاجي ويمكن استخدامه كعلاج بديل لعدة حالات.

• يوفر المغنيسيوم

يُعد المغنيسيوم رابع أكثر المعادن وفرة في الجسم، ويشارك في أكثر من 325 تفاعل كيميائي حيوي يفيد القلب والجهاز العصبي.

وكثير من الناس لا يحصلون على ما يكفي من المغنيسيوم. كما أن بعض العوامل مثل الفيتات الغذائي والأكسالات يمكن أن تتداخل مع مقدار امتصاص الجسم (2). 

وفي حين أن كبريتات المغنيسيوم لها قيمة كمكمل غذائي للمغنيسيوم، يزعم بعض الناس أن المغنيسيوم قد يتم امتصاصه بشكل أفضل عن طريق حمامات الملح الإنجليزي مقارنة مع تناوله عن طريق الفم، إلا أن هذا الإدعاء لا يستند إلى أي دليل (3).

• يعزز النوم والحد من التوتر

تعد مستويات المغنيسيوم الكافية ضرورية للنوم وإدارة الإجهاد، حيث يساعد المغنيسيوم المخ على إنتاج ناقلات عصبية تحفز على النوم وتقلل من الإجهاد (4). 

كما قد يساعد المغنيسيوم الجسم أيضًا على إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون يشجع على النوم (5).

وقد تؤثر مستويات المغنيسيوم المنخفضة سلبًا على جودة النوم والإجهاد. ويدّعي بعض الأشخاص أن أخذ حمامات الملح الإنجليزي يمكن أن يعكس هذه المشكلات عن طريق السماح للجسم بامتصاص المغنيسيوم عبر الجلد. 

ومن الأرجح أن الآثار المهدئة لحمامات الملح الإنجليزي ترجع ببساطة إلى الاسترخاء الناتج عن الاستحمام الساخن.

• يساعد في حالات الإمساك

غالبا ما يستخدم المغنيسيوم لعلاج الإمساك. ويبدو أنه مفيد لأنه يسحب الماء إلى القولون، مما يعزز حركات الأمعاء (6، 7).

ويؤخذ المغنيسيوم غالبا عن طريق الفم لتخفيف الإمساك في شكل سترات المغنيسيوم أو هيدروكسيد المغنيسيوم.

ويُقال أيضًا أن تناول الملح الإنجليزي فعّال، على الرغم من أنه لم يتم دراسته جيدًا. 

ومع ذلك، فإن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تدرجه كملين مُعتمد. ويمكن تناوله عن طريق الفم بالماء وفقا لإرشادات العبوة.

وينصح الكبار عادة بتناول 2 - 6 ملاعق صغيرة (10-30 جرام) من الملح الإنجليزي في المرة، على أن يُذاب في (237 مليلتر) من الماء ويشرب على الفور، ويتوقع تأثيره الملين في غضون 30 دقيقة إلى 6 ساعات.

ومن المعروف أيضًا أن استهلاك الملح الإنجليزي، قد ينتج عنه بعض الآثار الجانبية، مثل الانتفاخ والإسهال. ويُنصح باستخدامه كمسهل فقط من حين لآخر، وليس لمدة طويلة.

• ممارسة التمارين والتعافي

يدّعي البعض أن حمامات الملح الإنجليزي يمكن أن تقلل من وجع العضلات وتخفف من التشنجات، وكلاهما عاملان مهمان لأداء التمارين والتعافي.

ومن المعروف أن مستويات المغنيسيوم الكافية مفيدة في التمارين، لأن المغنيسيوم يساعد الجسم على استخدام الجلوكوز وحمض اللبنيك (8).

وفي حين أن الاسترخاء في الحمام الساخن قد يساعد في تهدئة آلام العضلات، لا يوجد دليل على أن الجسم يمتص المغنيسيوم من مياه الاستحمام من خلال البشرة. 

ومن ناحية أخرى، يمكن لتناول المكملات الغذائية عن طريق الفم أن تمنع بشكل فعال قصور أو نقص المغنيسيوم.

والرياضيون عرضة لإنخفاض مستويات المغنيسيوم، لذلك غالباً ما ينصح أخصائيو الصحة بتناول مكملات المغنيسيوم لضمان المستويات المثلى. 

وعلى الرغم من أهمية المغنيسيوم بشكل واضح في التمرينات الرياضية، إلا أن استخدام ملح الاستحمام لتعزيز اللياقة البدنية لم يتم بحثه جيدًا. 

• يقلل الألم والتورم

هناك ادعاء آخر شائع، أن الملح الإنجليزي يساعد في تقليل الألم والتورم. ويفيد كثير من الناس أن حمامات الملح الإنجليزي تُحسّن من أعراض الألم العضلي الليفي والتهاب المفاصل.

ومرة أخرى، يعتبر المغنيسيوم مسؤولاً عن هذه الآثار، لأن العديد من الأشخاص المصابين بالألم العضلي التليفي والتهاب المفاصل يعانون من نقص هذا المعدن.

وقد خلصت إحدى الدراسات التي شملت 15 امرأة مصابة بالألم العضلي التليفي إلى أن استخدام كلوريد المغنيسيوم على الجلد قد يكون مفيدًا في الحد من الأعراض (9)، إلا أن هذه الدراسة استندت إلى الاستبيانات وتفتقر إلى مجموعة المراقبة.

ملخص:

معظم الفوائد المزعومة عن الملح الإنجليزي لاتستند إلى دليل، وقد تفيد مكملات المغنيسيوم التي تؤخذ عن طريق الفم في النوم والإجهاد والهضم والتعافي من التمارين والألم عند الأشخاص الذين يعانون من نقص في هذا المعدن.

رغم أن الملح الإنجليزي يعتبر آمن بشكل عام، إلا أن هناك بعض الآثار السلبية التي يمكن أن تحدث مع استخدامه بشكل غير صحيح عند تناوله عن طريق الفم. 

حيث يمكن أن يكون لكبريتات المغنيسيوم الموجودة فيه تأثير ملين. وقد يؤدي استهلاكه إلى حدوث إسهال أو انتفاخ أو اضطراب في المعدة.

وعند استخدامه كملين، يجب التأكد من شرب الكثير من الماء، مما قد يقلل من الازعاج الهضمي. علاوة على عدم أخذه أبدًا أكثر من الجرعة الموصى بها دون استشارة الطبيب أولاً.

وقد تم الإبلاغ عن بعض حالات تناول جرعة زائدة من المغنيسيوم، حيث تناول البعض كثير من الملح الإنجليزي. وكانت الحالات تشمل أعراض مثل الغثيان والصداع والدوار واحمرار الجلد (10).

وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تؤدي جرعة زائدة من المغنيسيوم إلى مشاكل في القلب والغيبوبة والشلل والموت. 

وهذا غير محتمل طالما كانت الكميات مناسبة على النحو الموصى به من قبل الطبيب أو المدرجة على العبوة، ويجب الاتصال بالطبيب فور ظهور علامات الحساسية أو غيرها من الآثار الجانبية الخطيرة.

ملخص:

يمكن أن تؤدي كبريتات المغنيسيوم في الملح الإنجليزي إلى آثار جانبية عند تناولها عن طريق الفم.  

ويمكن منع هذه الآثار بالاستخدام بشكل صحيح والتحدث مع الطبيب قبل زيادة الجرعة.

فيما يلي بعض الطرق الأكثر شيوعًا لاستخدام الملح الإنجليزي:

• الاستحمام: ويعتبر الاستخدام الأكثر شيوعًا، وللقيام بذلك، تتم إضافة كوبين (حوالي 475 جرامًا) من الملح الإنجليزي إلى الماء في حوض استحمام قياسي الحجم والاسترخاء فيه لمدة 15 دقيقة على الأقل. كما يمكن أيضًا وضع الملح الإنجليزي تحت الماء الجاري. وفي حين أن الحمامات الساخنة يمكن أن تكون مريحة، لا يوجد أي دليل جيد على فوائد حمام الملح الإنجليزي في حد ذاته.

• التجميل: يمكن استخدام الملح الإنجليزي كمنتج تجميل للبشرة والشعر. ولاستخدامه كمقشر، يوضع على اليدين وتدلك به البشرة. كما يزعم البعض أنه يعتبر إضافة مفيدة لغسيل الوجه تساعد في تنظيف المسام، وذلك بإضافة 1/2 ملعقة صغيرة (2.5 جرام) مع كريم تنظيف الوجه وتدليك البشرة به. ويمكن أيضًا إضافته إلى البلسم، وقد يساعد في إضافة حجم لللشعر. ولهذا الغرض، يُخلط مع البلسم ويترك على الشعر لمدة 20 دقيقة، ثم يُشطف. وهذه الاستخدامات كلها ناتجة عن تجارب شخصية بالكامل ولا تدعمها أي دراسات. لذا يجب التذكر أنه قد يعمل بشكل مختلف مع كل شخص، وقد لا يمكن الحصول على الفوائد المبلغ عنها.

• ملين: يمكن تناول الملح الإنجليزي عن طريق الفم كمكمل للمغنيسيوم أو كمسهل. وتنصح معظم العلامات التجارية بتناول 2-3 ملاعق صغيرة (10-30 جرام) يوميًا، مذابة في الماء، بحد أقصى للبالغين. وما يقرب من 1-2 ملاعق صغيرة (5-10 جرام) للأطفال.

وما لم تحصل على موافقة الطبيب بزيادة الجرعة، فإن تناول كمية أكبر من احتياج الجسم قد يؤدي إلى تسمم كبريتات المغنيسيوم. 

مع الوضع في الاعتبار أن احتياجات المغنيسيوم تختلف من شخص إلى آخر. وأيضا التأكد من استخدام الملح الإنجليزي النقي، والذي لا يحتوي على أي إضافات لون أو رائحة.

ملخص:

يمكن إذابة الملح الإنجليزي في ماء الاستحمام، أواستخدامه كمنتج تجميل. وأيضا يمكن شربه مع الماء كمكمل للمغنيسيوم أو ملين.

قد يكون الملح الإنجليزي مفيدًا في علاج نقص المغنيسيوم أو حالات الإمساك عند تناوله كمكمل، كما يمكن استخدامه أيضًا كمنتج تجميل أو ملح استحمام.

لا تتوفر أدلة كثيرة لدعم جميع فوائده المبلغ عنها، كما أن آثاره الإيجابية لاتستند إلى دراسات، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث في وظائفه. ومع ذلك، فهو آمن بشكل عام وسهل الاستخدام.