صيام الماء : الفوائد والمخاطر الصحية

إن الصيام بالماء هو نوع من أنواع الصيام التي لا تمكنك من استهلاك أو تناول أي شيء سوى الماء.

معظم فترات صيام الماء تدوم ما بين 24 إلى 72 ساعة. يجب ألا يُتبع نظام صيام الماء لفترة أطول من ذلك دون إشراف طبي.

فيما يلي بعض الأسباب التي تجعل الأشخاص يجربون صيام الماء:

• - أسباب دينية أو روحية.
• - لانقاص الوزن.
• - لـ "طرد السموم".
• - الانتفاع بفوائده الصحية.
• - التحضير لإجراء طبي.

لكن السبب الرئيسي وراء محاولة الأشخاص تجربة صيام الماء هو الانتفاع بفوائده الصحية.

وهذا لأن العديد من الدراسات ربطت صيام الماء ببعض الفوائد الصحية المثيرة للإعجاب. تشمل هذه الفوائد : تخفيض خطر الإصابة بالسرطان ، وأمراض القلب ، ومرض السكري .

قد يساعد صيام الماء أيضاً على تعزيز عملية "الالتهام الذاتي"، وهي عملية  يقوم فيها جسمك بتكسير وإعادة تدوير الأجزاء القديمة من خلاياه ، والتي يحتمل أن تكون خطيرة (3).

كما تقتدي بعض الحميات الرائجة مثل حمية تطهير الجسم من السموم باستخدام الليمون بنظام صيام الماء.

حيث تسمح لك حمية طرد السموم بالليمون بشرب خليط من عصير الليمون والماء وشراب القيقب و فلفل الكايين فحسب ، عدة مرات في اليوم لمدة تصل إلى 7 أيام .

ومع ذلك ، فإن صيام الماء له العديد من المخاطر ويمكن أن يكون خطيراً جداً على صحتك إذا تم إتباعه لفترة أطول من اللازم.

لا توجد مبادئ توجيهية علمية حول كيفية بدء الصيام بالماء.

ومع ذلك ، فهناك عدة مجموعات من الأشخاص الذين لا ينبغي عليهم ممارسة صيام الماء دون إشراف طبي.

يشمل هذا الأشخاص الذين يعانون من مرض النقرس، ومرض السكري (كلا النوعين الأول و الثاني) ، وأمراض الكلى المزمنة ، واضطرابات الأكل ، والمسنين ، والنساء الحوامل ، والأطفال (4) .

إذا لم تكن ممن مارسوا صيام الماء من قبل ، فمن المستحب قضاء ثلاثة إلى أربعة أيام في تحضير جسمك لأن يؤدي وظائفه بدون طعام.

ويمكنك القيام بذلك عن طريق تناول كميات أصغر من الطعام في كل وجبة ، أو عن طريق الصيام خلال جزء من اليوم.

صيام الماء (من 24 إلى 72 ساعة) :

خلال الصيام بالماء، لا يسمح لك بتناول أو شرب أي شيء سوى الماء.

يشرب معظم الأشخاص ما يتراوح بين لتر إلى ثلاثة لترات من الماء يومياً في نظام صيام الماء.

إن الصيام بالماء يستمر لمدة 24 إلى 72 ساعة في المجمل. ويجب عليك عدم ممارسة الصيام بالماء لمدة أطول من ذلك دون إشراف طبي بسبب المخاطر الصحية المحتملة.

ﻗﺪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص ﺑﺎﻟوهن أو اﻟﺪوار أﺛﻨﺎء ممارسة صيام اﻟﻤﺎء ، لذا يفضل أن يتجنبوا ﺗﺸﻐﻴﻞ اﻵﻻت اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ والقيادة ﻟﺘﺠﻨﺐ اﻟﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺣوادث (5).

ما بعد صيام الماء (من 1 إلى 3 أيام) :

بعد الانتهاء من ممارسة صيام الماء ، يجب أن تقاوم الرغبة الملحة في تناول وجبة كبيرة.

وذلك لأن تناول وجبة كبيرة بعد الصيام لمثل هذه الفترة قد يسبب أعراضاً غير مريحة.

وبدلًا من ذلك ، يمكنك كسر الصيام عن طريق استهلاك العصائر أو الوجبات الأصغر حجماً. يمكنك البدء في تناول وجبات أكبر على مدار اليوم عندما تشعر براحة أكبر.

تعد مرحلة ما بعد الصيام مهمة بشكل خاص بعد الصيام الطويل. هذا لأنك قد تكون معرضاً لخطر "متلازمة إعادة التغذية" ، وهي حالة مميتة يخضع فيها الجسم لتغيرات سريعة في السوائل والالكتروليتات (6).

وعادة ما تستغرق هذه المرحلة يوماً واحداً ، ولكن الأشخاص الذين يصومون لمدة ثلاثة أيام أو أكثر قد يحتاجون إلى ما يصل إلى ثلاثة أيام قبل أن يشعروا بالراحة عند تناول وجبات وحصص أكبر من الطعام.

لقد تم ربط الصيام بالماء مع مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية في الدراسات البشرية والحيوانية.

 إليك بعض الفوائد الصحية لنظام صيام الماء.

1- قد يعزز عملية "الالتهام الذاتي" :

إن عملية "الالتهام الذاتي" هي العملية التي يتم بها تكسير الأجزاء القديمة من الخلايا وإعادة تدويرها (7).

وقد وجدت العديد من الدراسات أن عملية "الالتهام الذاتي" قد تساعد في الوقاية من بعض الأمراض مثل : السرطان، ومرض الزهايمر، وأمراض القلب .

على سبيل المثال ، قد تمنع عملية "الالتهام الذاتي" الأجزاء التالفة من خلاياك من التراكم، وهذا التراكم يعد من العوامل الخطيرة في العديد من أنواع السرطان. قد تساعد هذه العملية في منع الخلايا السرطانية من النمو .

لقد وجد البحث في الدراسات الحيوانية باستمرار أن صيام الماء يساعد على تعزيز "الالتهام الذاتي". وتُظهر الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أيضاً أن عملية "الالتهام الذاتي" قد تساعد في إطالة العمر.

على الرغم من كل ما سبق، فهناك عدد قليل جداً من الدراسات البشرية على صيام الماء و الالتهام الذاتي والوقاية من الأمراض. وهناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث قبل التوصية به كوسيلة لتعزيز عملية الالتهام الذاتي.

2- قد يساعد على تخفيض مستويات ضغط الدم :

تشير الأبحاث إلى أن فترات الصيام الطويلة التي يتم الإشراف عليها طبياً قد تساعد الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم على تخفيض مستويات ضغط الدم لديهم .

في إحدى الدراسات ، مارس 68 شخصا من المصابين بارتفاع ضغط الدم بشكل خطير صيام الماء لمدة 14 يوماً تقريباً تحت إشراف طبي.

في نهاية فترة الصيام ، لاحظ 82٪ منهم أن ضغط دمهم انخفض إلى مستويات صحية (120/80 مم زئبق). بالإضافة إلى ذلك ، كان متوسط الانخفاض في ضغط الدم 20 ملم زئبقي للضغط الانقباضي (القيمة العليا) و 7 ملم زئبقي للضغط الانبساطي (القيمة الدنيا) ، وهو انخفاض كبير وملحوظ (8).

وفي دراسة أخرى، مارس 174 شخصاً ممن يعانون من ارتفاع ضغط الدم صيام الماء لمدة تتراوح من 10 إلى 11 يوماً.

في نهاية فترة الصيام ، حققت نسبة 90٪ منهم ضغط دم أقل من 140/90 مم زئبق - وهي الحدود المستخدمة لتشخيص ارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك ، كان متوسط الانخفاض في مستويات ضغط الدم الانقباضي (القيمة العليا) 37 ملم زئبقي ، والذي يعتبر انجاز في حد ذاته (9).

لسوء الحظ ، لم يتم إجراء دراسات بشرية لبحث العلاقة بين الصيام بالماء لمدة قصيرة المدى (24 إلى 72 ساعة) ومستويات ضغط الدم.

3- قد يحسّن من حساسية الأنسولين وحساسية اللبتين :

يعتبر هرمون الأنسولين و هرمون اللبتين من الهرمونات المهمة التي تؤثر على عملية الأيض الغذائي في الجسم. حيث يساعد هرمون الأنسولين الجسم على تخزين العناصر الغذائية من مجرى الدم ، بينما يساعد هرمون الليبتين الجسم على الشعور بالشبع (10).

تظهر الأبحاث أن صيام الماء يمكن أن يجعل جسمك أكثر حساسية لهرمونات اللبتين و الإنسولين. و التمتع بحساسية أكبر هو ما يجعل هذه الهرمونات أكثر فعالية  .

على سبيل المثال، كونك أكثر حساسية للأنسولين يعني أن جسمك سيكون أكثر كفاءة في تخفيض نسبة السكر في الدم. وفي هذه الأثناء ، يمكن أن تساعد حساسية اللبتين جسمك على معالجة إشارات الجوع بشكل أكثر كفاءة ، وبالتالي ، قد تقلل من خطر الإصابة بالسمنة .

4- قد يقلل من خطر العديد من الأمراض المزمنة :

هناك بعض الأدلة على أن صيام الماء قد يقلل من مخاطر الاصابة بالأمراض المزمنة مثل مرض السكري ، والسرطان ، وأمراض القلب .

وفي إحدى الدراسات ، اتبع 30 من البالغين الأصحاء نظام الصيام بالماء لمدة 24 ساعة. وبعد انتهاء فترة الصيام ، كان لديهم انخفاض ملحوظ في مستويات الدم من الكوليسترول والدهون ثلاثية الجليسريدات - وهما عاملان خطيران لأمراض القلب (11).

كما وجدت العديد من الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن صيام الماء قد يحمي القلب من الأضرار الناجمة عن الشوارد الحرة .

إن الشوارد الحرة هي الجزيئات الغير مستقرة التي يمكن أن تتلف أجزاء من خلايا الجسم. ومن المعروف أنها تلعب دوراً في العديد من الأمراض المزمنة .

علاوة على ذلك ، وجدت الأبحاث على الحيوانات أن صيام الماء قد يثبط الجينات التي تساعد الخلايا السرطانية على النمو. ويمكن أيضا أن يحسن من آثار العلاج الكيميائي .

على الرغم من أن صيام الماء قد يكون له بعض الفوائد ، إلا أنه يأتي مع بعض المخاطر الصحية.

اليك بعض المخاطر والمجازفات الصحية لنظام الصيام بالماء :

1- قد تخسر النوع الخاطئ من الوزن :

ولأن صيام الماء يقيّد عدد السعرات الحرارية المستهلكة ، فسوف تخسر الكثير من الوزن بسرعة.

في الواقع ، تظهر الأبحاث أنك قد تفقد ما يصل إلى 2 رطل (0.9 كجم) كل يوم من ممارسة صيام الماء و التي تصل إلى 24 إلى 72 ساعة .

ولسوء الحظ ، قد يأتي الكثير من الوزن الذي تخسره من الماء والكربوهيدرات أو حتى الكتلة العضلية.

2- قد تصاب بالجفاف :

على الرغم من أن الأمر يبدو غريباً ، إلا أن الماء قد يصيبك بالجفاف. هذا لأن ما يقرب من 20 إلى 30٪ من كمية الماء المستهلكة يومياً تأتي من الأطعمة التي نتناولها.

إذا كنت تشرب نفس الكمية من الماء دون تناول الأطعمة، فقد لا تحصل على القدر الكافي من الماء.

تشمل أعراض الجفاف : الدوخة ، والغثيان ، والصداع ، والإمساك ، وانخفاض ضغط الدم ، وانخفاض الإنتاجية. لتجنب الاصابة بالجفاف ، قد تحتاج إلى شرب كميات أكثر من المعتاد.

3- قد تعاني من هبوط ضغط الدم الانتصابي :

يعد "انخفاض ضغط الدم الانتصابي Orthostatic Hypotension" من الحالات الشائعة بين الأشخاص الذين يمارسون صيام الماء.

يتم تعريفه على أنه انخفاض ضغط الدم الذي يحدث عند الوقوف فجأة، ويمكن أن يسبب لك الدوار، الدوخة و خطر الإغماء .

إذا كنت تعاني من انخفاض ضغط الدم الانتصابي أثناء الصيام، فقد تحتاج إلى تجنب القيادة أو تشغيل الآلات الثقيلة. حيث يمكن أن تؤدي الدوخة ومخاطر الإغماء إلى وقوع الحوادث.

إذا واجهت هذه الأعراض خلال ممارسة صيام الماء، فقد لا يكون هذا النوع من الصيام مناسباً لك.

4- قد يزيد من سوء العديد من الحالات الطبية :

على الرغم من أن صيام الماء يُمارس لفترة قصيرة نسبياً، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تتفاقم حدتها بسبب ممارسته.

يجب على الأشخاص المصابين بالحالات الطبية التالية عدم ممارسة صيام الماء قبل استشارة الطبيب المعالج أولاً:

- مرض النقرس: قد يزيد صيام الماء من إنتاج حمض اليوريك، وهو عامل خطير لنوبات النقرس .

- مرض السكري: قد يزيد صيام الماء من مخاطر الآثار الجانبية في النوع الأول والنوع الثاني من مرض السكري .

- مرض الكلى المزمن: قد يتسبب الصيام بالماء في إلحاق المزيد من الضرر بالكليتين لدى مرضى الكلى المزمنين .

- اضطرابات الأكل: هناك بعض الأدلة على أن الصيام قد يزيد من سوء اضطرابات الأكل مثل الشره المرضي، وخاصة لدى المراهقين .

- حرقة المعدة: قد يؤدي الصيام إلى زيادة سوء حرقة المعدة، حيث قد يستمر الجسم في إنتاج الكثير من الأحماض المعدية دون تناول أي طعام لهضمه .

لا يعتبر صيام الماء من الطرق الفعالة لحرق الدهون.

وعلى الرغم من أنه قد يساعدك على خسارة الوزن بسرعة ، فإن معظم الوزن الذي سوف تخسره سيأتي على الأرجح من الماء والكربوهيدرات وكتلة العضلات ، وليس الدهون.

ناهيك عن أن صيام الماء مصحوب بالكثير من المخاطر الصحية التي يمكن تجنبها بسهولة.

إذا كنت تريد الانتفاع بفوائد الصيام ولكنك ترغب أيضاً في خسارة الوزن ، فجرِّب الصيام المتقطع أو صيام اليوم المتناوب.

هذا النوع من الصيام يوفر لك فوائد صحية مماثلة ولكن يمكن اتباعه لفترة أطول لأنه يسمح لك بتناول الطعام .